14 آذار من الساحة إلى فارس سعيد!

14 أذار القضية والحرية والسيادة، ثورة الحق انتفاضة الإستقلال، وصوت الشعب الذي قال "إيه ويلّلا وسوريا طلعي برّا"ـ "ما بدنا جيش بلبنان إلا الجيش اللبناني"!

شعارات 14 اذار 2005 ما زالت عالقة في ذاكرتنا ومع أنّ مواقع السوشيال ميديا لم تكن رائجة في حينها إلا لأقلية، غير أنّ الثورة إنطلقت جامعة من الشعب ومن أوجاعه ومن الرغبة في الإنقلاب على سادية نظام لم يكتفِ بأذرعه المخابراتية التي تضطهد وتظلم بل تتمادى إلى القتل الإغتيال.

إقرأ أيضاً: نعم لـ 14 آذار جديد يقلب الطاولة فوق رؤوسكم جميعًا…

ثورة نجحت بتنظيم تظاهرة مليونية لا طائفية ولا مناطقية، في تلك اللحظة لم يكن في الساحة “أزرق وأصفر وأورونج وأخضر وأحمر وأبيض”، وإنّما وحده علم لبنان كان سيد الموقف.
لبنانية المتظاهرين وقضية الوطن، صنعت حالة استثنائية حررت لبنان من الوصاية السورية وأعادته إلى سيادته الأولى!
الباقي في ذاكرتنا من شعارات 14 آذار 2005 “ما بدنا جيش بلبنان إلا الجيش اللبناني” “ما بدنا كعك بلبنان إلا الكعك اللبناني” “بدنا كعكة لبنانية، 100% وطنية وصفر% مخابراتية” “حقيقة، حرية وحدة وطنية” “حرية، سيادة استقلال” “بدنا نقول الحقيقة قتلتو الشقيقة”
والباقي في ذاكرتنا هو قسم جبران تويني الذي لخّص رؤيته للبنان السيد الحر المستقل، لبنان بلا وصاية بلا تقاتل، بلا سلاح بلا حرب أهلية، حينما قال “نقسم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، ان نبقى موحدين، الى ابد الابدين، دفاعاً عن لبنان العظيم، عشتم وعاش لبنان:

14 اذار 2005 الجامعة لصورة الوطن بأغلب أطيافه، وفي مقدمتهم عون وجنبلاط، لم تتوقف في العام 2006 ولحود في قصره.
في الـ 2006 ضجت الساحات فيما غاب الجنرال عنها وعن نهج 14 آذار ليحضر الحكيم الخارج من سجن الوصاية، في هذه السنة افتقدت الثورة العديد من رموزها الذين اغتالتهم اليد السوداء التي ترفض للبنان أن يكون وطن الحرية من هؤلاء الشهداء: جبران تويني، جورج الحاوي، سمير قصير
يضاف إليها الشهيد الحي الوزير السابق الياس المر والشهيدة المناضلة المتمسكة بإرادة الحياة مي شدياق.احد الشعارات التي ضجت بها الساحة وقالها وليد جنبلاط عام 2007 “يا بيروت بدنا التار من لحود ومن بشار”

في العام 2007 ظلّت الساحة الشاهد على الحرية وعلى إرادة الشعب، خطابات جنبلاط كانت تحرك الإرادة والإصرار على الإستقلال كان هو سيد الموقف وكيف لا والساحة قد قدمت شهيداً جديداً وهو بيار الجميل، هذه المشهدية وهذا الشعب الثائر تابع مسيرته في العام 2008 وتابع الهتافات وظلّ على نهج الحرية والثورة.

بعد 2008، تغيرت المسيرة، 7 ايار والقمصان السود، فإتفاق الدوحة، لينتقل الإحتفال من الساحة إلى البيال في العام 2009، هذا العام الذي شهد على حدثين الأوّل زيارة الرئيس الحريري إلى سوريا ومصافحته بشار الأسد، والثاني إعلان النائب وليد بك جنبلاط خروجه عن قوى 14 اذار.
أما في العام 2010 فقد مؤتمر في البريستول غاب عنه الرئيس الحريري بداعي السفر.
13 آذار 2011، عودة إلى الساحات بعد انهيار الحكومة التي يرأسها الحريري، تحت عناوين عريضة أعلن عنها سعد ومنها “سنبقى نقول لبنان أولاً، الدولة أولاً وليس السلاح أولاً، والشعب أولاً، والمحكمة الدولية أولاً، لأن اغتيال رفيق الحريري وشهداء ثورة الارز لم يكن حادثا”.
https://www.youtube.com/watch?v=4PtpNdM-tL4
في هذه الكلمة تصرف الحريري بعفوية “شلح الجاكيت والكرافيت” وقال لجهوره بدنا نتنفس، عنوَن الإطلالة الآذارية الأخيرة ولم يعلم اللبنانيون في حينها أنّ هذه الإطلالة هي وداعية ففي آب العام نفسه غادر الرئيس الحريري “وان واي تيكت” ولم يعد إلا لزيارات خاطفة ومفاجأة.
في الأعوام 2012- 2013- 2014، حصرت الذكرى في البيال لتمرّ خجولة بعدما خسرت رموزها وانشق عنها نطاق قوتها وسافر زعيمها.
في العام 2015 اعترف الاذاريون ضمنياً أنّ ثورتهم لم تعد تصلح للإحتفال بعدما سرقوها من الساحات إلى القاعات، فأنشأوا المجلس الوطني لـ 14 اذار الذي ترأسه النائب السابق سمير فرنجية.

إقرأ أيضاً: ثورة 14 آذار في ذكراها…هل ماتت أم ستقوم؟
أما اليوم فذكرى 14 اذار لم تعد غير وقفة رمزية عند الساعة السابعة من مساء اليوم يليها مؤتمراً صحفياً لمنسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد.

في المشهد نفسه تتابع السوشيال ميديا اليوم فترى أنّ 14 آذار تحوّلت من ذكرى “حياة” إلى رثاء، فالصفحات ضجت بصور الـ 2005 وتساءلت اين هي؟
حقاً أين هي؟
أين هي اليوم ثورة الشعب التي حجمها السياسيون، أين هو شعار “اطلع برا يا بشار” الذي ردّ عليه الرئيس الحريري عام 2009 بتبادل القبل مع بشار، أين هي السيادة في ترشيح سليمان فرنجية وميشال عون.
وأين هي الحرية والوصاية السورية  رموزها يحكمون والإيرانية على الأبواب!

السابق
«وزارة الصحة» تُصدر اللائحة الـ73 للعينات المطابقة وغير المطابقة
التالي
هكذا تألقت هيفا وهبي في اسطنبول‏