رسالة إلى الحراك: آمنا بك فألحدنا!

في حوار تطور الى نقاش يوم أمس حول الحراك وأهميته قلت أنني ضد حراك "كلن_الا_الاستيذ_والسيد"، فكان الرد أن نرفع الغطاء أولاً عن سعد وعن الحريرية السياسية ومن معها..

في قراءة سريعة ومراجعة لمسار الحراك، وتفاعلنا معه ومع شعاراته، قلت اننا نحن لم نقل يوماً “كلن_الا_الحريري_وجنبلاط_وبري_و..” ولكن حينما أصبح البعض من الحراك يمنحون الشرعية لساسة ويرفعون الغطاء عن آخرين، حينها كانت لنا كلمة اختصرها شعار “#كلن_يعني_كلن” أو “#ما_حدا”.

هذا الإصطفاف الذي أظهرناه في مرحلة ما لم يكن لأننا نريد منح الشرعية لأي طائفة سياسية كانت، ولكن لأنّنا أردنا أن يسقط الكل من رأس الهرم لأخمصه..

إقرأ أيضاً: أهم ما في «الحراك» أنّه عابر للطوائف (1/3)

ممّا لا شكّ به، أنّ هذا الجيل اللبناني يتميز بالكفر، والمقصود الكفر السياسي، ومما لا شكّ به أيضاً أنّ القسم الأكبر منه يملك من الوعي ما يكفي ليدرك أنّ من يحكمنا اليوم هم ورثة الحرب الأهلية و ورثة الفساد السياسي وورثة الطائفية.
من هذا المنطلق ومن هذه الخلفية التي حولت الشعب اللبناني إلى “حالة من الإختناق”، شكّل الحراك اللبناني الذي وصل لذروته في 29 آب 2015 انتفاضة صحية عكست الوجه اللبناني الوطني غير المرتهن، هذا الحراك الذي عشقناه جميعاً، لدرجة أنّه حتى الذين كانوا ينأون بالنفس عن أيّ تظاهرة أو نزول للشارع وجدوا نفسهم في صفوفه، فنزلوا وهتفوا “يسقط النظام.. يسقط حكم الأزعر”.

حراك 29 آب يمثلني، الصورة الجامعة للساحات، اللبنانيون الهاتفون بصوت واحد وهدف واحد والمواطنون الذي يحملون شعاراً جامعاً (#كلن_يعني_كلن)، ولكن هذا الحشد الذي حصده الحراك ما لبث أن تهاوى إذ نجحت السلطة في اختراق شعبيته، وكذلك هو من قدّم لها العون عبر انقسامه “حراكات لا تنتهي”.
حراك واحد وطني هو ما كان يحتاجه اللبنانيون وما آمنوا به، لا أسماء متعددة ومشاريع متباينة، حتى أصبحنا “سلطة مدنية تقارب السياسية فساداً”، ما أردناه ليس حراكاً ينشق عنه البعض فينشرون “غسيل بعضهم”، وما أردناه ليس اعتداء على القوى الأمنية وهم المأمورين وأضعف المستضعفين!

الحراك المدني لبنان

أكرر نحن مع الحراك، حراك(#كلن_يعني_كلن)، ولكن لا يمكنك أن تكون “أزعر” وتطالب بإسقاط “حكم الأزعر”، الصور التي جسدها الحراك بعد تظاهرة 29 آب أثبتت أنّ القيمين على الحراك قد فشلوا بتحمل المسؤولية، بل وضعوا أنفسهم أمام المحاسبة من قبل الرأي العام، الذي تساءل وما زال يتساءل كيف لهم أن يضحوا بإجماع الشعب اللبناني؟ وأن يخسروا القوة المدنية حولهم!

إقرأ أيضاً: يا أهل الحراك صارحونا
يوم أمس قرر الحراك العودة إلى الساحات، كما دعا إلى العصيان وقلب الطاولة على السلطة والفساد، إنّ هذه الدعوة تتقاطع مع ارادة العديد من اللبنانيين، ولكن ماذا لو استجبنا، ماذا لو عدنا.
“عودوا لنعود”..
هذه هي رسالتي إلى الحراك، عودوا ولنقل معاً لتسقط الحريرية والسيد والأستاذ والـ بك وال باشا وكل رأس حكم وكل زعيم..
عودوا ولنقسم هذه المرة أنّ لا استثناء من #كلن_يعني_كلن!

عودوا ولنتعاهد على أنّ الأمانة لن تضيع مجدداً وأنّ الشعب هو الحق وأنّ كل سياسي وحزب هو فاسد مع يقين التهمة!
عودوا بلا غوغائية، وبلا “اتيكيت التظاهر” وبلا “تحطيم للساحات” وبلا ” اساءة للجيش والعسكر”، حينها فقط سوف نعود، وحينها نجدد الإيمان بحراك جعلنا خذلاننا منه نلحد حتى بلبنان، عودوا كي نعود معاً من اجل هدف واحد، وهو اسقاط “سلطة سياسية فاسدة ” مؤلفة من كل الطوائف والعمائم.

السابق
البحرين تمهل 10 عائلات لبنانية 24 ساعة لمغادرة أراضيها
التالي
بالصور: الحريري في أسواق بيروت وبين مطاعمها