أحدهم سيخلف المرشد في إيران(1): بين الخميني الحفيد والخامنئي الإبن

مجتبی خامنئي وحسن أحمد الخميني
لم يعد سرا أن صحة مرشد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي تتجه نحو مزيد من الاعتلال، وعليه تعكف دوائر صنع القرار المتمثلة بتنظيم الحرس الثوري بالمشاركة مع رجال دين مقربين من هذه المؤسسة، على دراسة ملفات الشخصيات المحتملة لخلافته، رغم أن هذه المهمة هي جزء من وظيفة البيروقراطية الدينية التي يمثلها مجلس خبراء القيادة. ويجري قادة هذا التنظيم مشاورات ونقاشات بعضها سري وبعضها الآخر تم تسريبه، ويتداولون أسماء عدد من الشخصيات الدينية والسياسية المعروفة، تحضيرا لساعة الصفر. لكن حتى الآن، لا يمكن اعتبار ما رشح من معلومات جديا أو نهائيا أو حتى دقيقا.

تقول مصادر مواكبة في الجمهورية الإسلامية، إن مجلس خبراء القيادة المنتخب حديثا بتركيبته المتوازنة بين الإصلاحيين والمحافظين، ستناط إليه مهمة اختيار المرشد الجديد للثورة وجمهوريتها الإسلامية. لكن أغلب الظن أن هذا المجلس لن يسمح له بلعب دور محوري في اختيار المرشد الجديد، فمصير الجمهورية والثورة وتنصيب القائد الجديد هو بيد الحرس الثوري حصرا، أما رجال الدين الذين تم انتخابهم “ديمقراطيا” لتنفيذ هذه المهمة، فدورهم لن يتخطى الشكليات الرسمية.
بالنظر إلى أهمية منصب الولي الفقيه أو المرشد بالنسبة للجمهورية الاسلامية، والمخاوف التي تقلق السلطة الحاكمة حول مستقبل الجمهورية الإسلامية بعد وفاة المرشد الحالي، رشحت معلومات ان الاجهزة الأمنية والعسكرية ناقشت هذه القضية مع المرشد، وربما توصلت إلى اتفاق ضمني معه، لتسمية الخليفة، وقد يكون الموضوع قد طرح في دوائر ضيقة جدا بعيدا عن أعين خامنئي لأسباب أخلاقية وإنسانية وربما انقلابية.
وتشير المعلومات إلى أن السيد علي خامنئي، أشرف على تعيين لجنة مكونة من ثلاثة أشخاص مقربين جدا منه، مهمتهم قراءة ملفات المرشحين وغربلتها ودراسة مواصفات الشخصيات المقترحة، ومراقبة أدائهم وتصريحاتهم ومدى انسجامهم مع هذا الموقع الحساس، أما هذه الشخصيات فتشير المعلومات إلى أن أغلبها من خارج مجلس خبراء القيادة.
وهنا جدول بأهم سبعة أسماء مطروحة لخلافة المرشد المريض، أهم المرشحين وليس أوفرهم حظا. بالطبع المرشد وقادة الحرس موافقون على ثلاثة أو أربعة من الأسماء المطروحة أدناه:
1- حسن أحمد الخميني
حسن أحمد الخمينيحسن الخمینی حفيد الإمام الخميني قائد الثورة الإسلامية وأول مرشد في تاريخ الجمهورية، تربطه علاقة وثيقة بمجموعة من البراغماتيين، إضافة إلى كونه إصلاحيا محضا.
يطمح الحفيد للوصول إلى هذا المنصب اعتمادا على إرث جده من جهة، ومن جهة أخرى بناء على انتمائه إلى التيار الإصلاحي الذي تشهد شعبيته انفلاشا مطردا في البلاد، إلا أن عدم تمتعه بتأييد كاف من السلطة الدينية الحاكمة والحرس الثوري الذي يلعب دورا خطيرا في تعيين المرشد المستقبلي، يقف حائلا دون اختياره.
شخصيته المحبوبة شعبيا، لم تشفع له لدى مجلس صيانة الدستور في قبول أوراق ترشحه لعضوية مجلس الخبراء، الذي تذرع حينها بعدم أهليته لخوض الانتخابات. في حين عدّ حفيد الإمام هذه الخطوة، رسالة إلى التيار الإصلاحي، بأن يلغوا من حساباتهم فكرة قيادة الجمهورية وألا يحلموا بفوز أحدهم بمنصب المرشد.
لكن كيف يبقى حفيد الإمام مرشحا قويا لمنصب المرشد؟ هذا منوط بالتحالفات التي سيعقدها مجلس الخبراء والتي ستحدد هوية الأكثرية فيه والتي ستختار شخص المرشد بالتالي، عدا وجود مادة في دستور الجمهورية الإسلامية، لا تقول بضرورة أن يكون المرشد أحد أعضاء مجلس الخبراء.

إقرأ أيضاً: تجدد حملات تأديب «السافرات» في إيران…
2- مجتبی خامنئي
مجتبی خامنئيمجتبى أشهر أبناء خامنئي، على وئام تام مع مؤسسة الحرس الثوري ويحظى بدعاية قوية من قبل رجال النظام، السياسيين منهم ورجال الدين، وهو مدعوم إلى أقصى الحدود من مؤسسة “أئمة الجمعة والجماعة”.
لكن مجتبى سيواجه عقبات جدية في قم أي من قبل الحوزة الدينية، مثلما واجه والده الذي لم تعترف قم بمرجعيته، على سبيل المثال ما زالت مرجعية خامنئي محل انتقاد من آية الله وحيد خراساني وآخرين لهم ثقلهم ومكانتهم في الحوزة.
في حال تبنى الحرس الثوري والجهات الدينية الداعمة له، ترشيحه للمرشدية أو قيادة الثورة، يعني أنهم سيختارون المرشد من خارج مجلس خبراء القيادة. وقد بدأت في هذا الوقت، التهديدات والوعود بالمكافآت تنهال على رجال الدين الذين يخالفون فكرة تنصيبه مرشدا، أو يعارضون مبدأ الإتيان بقائد جديد للثورة من خارج المجلس المنتخب.
هناك من يعتقد أن إيران ليست بصدد التوريث، ولكن من يظن هذا ما عليه إلا الرجوع إلى بعض المسلكيات والأدبيات المعتمدة في السلطة والعمل السياسي، ليكتشف أن الجمهورية الإسلامية تدار من قبل مجموعة من العائلات المتصاهرة والمتناسبة في ما بينها.

إقرأ أيضاً: المرأة الإيرانية بدأت بتحرير نفسها… ولم تنتظر وعود الإصلاحيين (4)
ربما الحسنة الوحيدة التي تشفع للثلاثة مجتبى خامنئي وصادق لاريجاني وأحمد الخميني، هو عامل السن، الذي سيوفر على الجمهورية الإسلامية أزمة اختيار مرشد في مدة قد لا تكون طويلة في حال اختير أحد رجال الدين المسنين.

السابق
لافروف دعا دي ميستورا الى اشراك الاكراد في المفاوضات حول سوريا
التالي
الجيش استهدف مواقع المسلحين في جرود راس بعلبك