إن المسلمين يفزعون جدًّا من الحرية..

الحرية

حتى الذين يدعون إلى فتح باب الاجتهاد مثلاً، وإذا جئت برأي جديد – وهو بالطبع نتيجة لأزمة للحرية – قامت الدنيا كلها: من أين أتيت بهذا؟ ومن أين نقلته؟ ولم نسمع بهذا في آبائنا الأولين!
فكثير من المسلمين يخافون من الحرية، ويرون أن للدين في كل فرعية دقيقة من فروع الحياة رأيًا واحدًا ننتظره من أفواه العلماء وننبش التراث حتى نقف عليه.
والحرية إذا اتسعت، اتسعت الآراء وازدهزت وتكاثرت، وإن كان في الدين يقينيّات وقطعيات يجمع عليها الناس فستقوم حولها آراء واختلافات وظنّيات واسعة.

إقرأ أيضاً: عيد المرأة أهديه لثلاث نساء في حياتي…
والله سبحانه وتعالى ابتلانا بهذا القدر من الظنّيات، وهو الذي قدّر أن تكون واسعة بهذا المدى، ولا يمكن أن نعطِّل هذا الابتلاء بأن نردّ الدين كله إلى قوالب جامدة، فلا بد من إتاحة الحرية حتى يألفها المسلمون ولا يفزعوا من الخلاف مثلاً ويحسبوا كل خلافٍ فتنة، ولا يقدروا أن كل شيء في الدين قطعي، فإذا اتسعت أمامهم الطرق تبلّدوا واحتاروا وارتبكوا ارتباكاً واسعاً.

 

السابق
الاندبندنت: منافسة السعودية لأميركا بالنفط اغرقت السوق بكميات هائلة
التالي
الاتحاد العمالي في يوم المرأة: لمزيد من النضال والعطاء لرفعة المجتمع وتقدمه