حركة حماس «المتهمة» في مواجهة الكيدية المصرية…

لا يبدو منطقياً أن تقحم حركة حماس نفسها بما لديها من مشاكل معيشية وحرمان وحصار يخنق تفاصيل حياة الغزيين في الشؤون المصرية الداخلية ولو بتصريح فكيف هو الحال بالتخطيط وتنفيذ عملية اغتيال!

سبق وأن اتُهمت حماس من قبل أصوات في مصر،إعلامية وصحفية، بالتدخل في شؤون مصر الداخلية وبدأت هذه الهجمة على حماس مع وصول محمد مرسي الرئاسة وبدأت تتخذ شكلاً عدائياً مع الإطاحة بالرجل، ربما أثارت الحملات الإعلامية المصرية على حماس طيلة الشهور السابقة الكثير من القلق لدى الغزيين نظراً لدقة الجغرافيا وواقع ان المنفذ الوحيد لأبناء قطاع غزة هو عبر بوابة رفح المصرية والتي يزداد اقفالها وتعطيلها من قبل المصريين الى حد تفقد غزة معه الكثير على كل الأصعدة ناهيك عن استخدام الانفاق التى عملت مصر بكل جهد على تدميرها بحجة امنها القومي وتستفيد اسرائيل بشكل غير مباشر أما وصول اتهام حماس الى مرحلة يصدر فيها من مصدر رسميّ !

إقرأ أيضاً: لهذا اختارت حماس الصمت عن اتهام حزب الله بالارهاب

فهذا ما يُعتقد أنّه مرحلة الخطر الشديد فعبر وزير داخليتها، مجدي عبد الغفار،اتهمت القاهرة “الكبيرة” حركة «حماس»، بالتورط في اغتيال النائب العام  هشام بركات، في حزيران الماضي، وبثت اعترافات للمتهمين شكلت صدمة للرأي العام في غزة استدعى ردوداً كثيرة من المستوى السياسي فيها يؤكد أنّ اتهام الحركة محض افتراء أنّها لم تتدخل يوما في شؤون اي دولة مجاورة او بعيدة شقيقة وانها تستغرب الزج باسمها في عدة مواقف مؤخراً، وصولاً إلى حدّ دعوة أحد قياديي الحركة للغيورين الى العمل من أجل التوقف عن مهاجمة الحركة من الأم الكبرى مصر، مصر التي تُعِدُ الآن لوائح تُعرف بالحمراء لتقديمها للإنتربول الدولي لملاحقة من تقول الحكومة القاهرية أنّهم متورطون في العملية.

حماس

ما الذي تريده مصر من حماس لو كانت حماس كما تقول بعيدة كل البعد عن التخدل في شؤونها؟

وبعد كل ما حدث في رفح من إغلاقات معابر وتدمير أنفاق التهريب التي كثيراً ما كانت تستخدم لتهريب الأدوية في ظل الإغلاقات المصرية والحصار الاسرائيلي للقطاع؟

وهل هناك تفيسر للمواقف المصرية خارج حدود رفح؟

إنّ الإتهامات المصرية التي باتت رسمية الآن والإجراءات على الحدود في رفح تبدو بظاهرها مكافحة للإنفاق والتهريب لكن!

لماذا تطوق حركة مقاومة عربية في وجهة اسرائيل ولمصلحة من؟

سجل في الآونة الآخيرة عودة كما قيل لحركة حماس إلى علاقات طبيعية مع ايران كانت قد توترت إن لم نقل انقطعت بسبب الملف السوري وقام وفد من الحركة مؤخراً بزيارة إلى طهران، ولا يستطيع أحد إنكار العلاقات بين حماس وإيران وما قدمته إيران للحركة من دعم ومال وسلاح بغض النظر عن ما يعتقده البعض بأنّ إيران دائماً هدفها من دعم أيّ جماعة في اي مكان وحتى “البوسنة” قديماً نشر التشييع والسيطرة على العديد من العواصم، في نفس الإطار فإنّ الدعم الإيراني كان كبيراً لحماس وهو ما أسهم بإرساء معادلة الردع مع الإسرائيليين بالإضافة إلى المجهود الذاتي والأدمغة التى تتمتع حماس بها وقادة كبار يذكرهم التاريخ خططت اسرائيل لإغتيالهم حتى خارج فلسطين، وفشل معركتين متتاليتين شنتهما اسرائيل على قطاع غزة بالرغم من التكلفة البشرية الباهظة التي دفعها القطاع وتدمير البنى التحتية الى حد يصعب معه استيعاب حتى مياه الامطار!

إقرأ أيضاً: ماذا بعد تصنيف الخليج «حزب الله» منظمة «ارهابية»؟

إلاّ أنّ فشل عملية عسكرية اسرائيلية على قطاع غزة إنّما هو انتصار مكتمل الاركان في الحسابات العسكرية غير المتكافئة بين الطرفين.

فلماذا تحاصر مصر قطاع غزة إلى هذا الحد؟وهل في قطاع غزة حماس وحدها؟

إنّ الحصار القاتل الذي يعانيه القطاع لا يصيب حركة حماس وحدها وإنما الكل الفلسطيني، فهل تريد مصر خنق حماس ام الفلسطينيين؟!!!

هل في توقيت اعلان القاء القبض على خلية خططت ونفذت عملية اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، في حزيران الماضي اليوم رسالة الى جهات متعددة؟

السابق
الشرق الاوسط: اجتماعات لتطبيق آلية القرار الخليجي
التالي
الأشرفية: بشير الجميل حيّ يرزق… وعودته قريبة!