علاقة إيران – حزب الله أرباب عمل وعمال

العرب وايران
تهدف هذه المقالة المتواضعة الى المقارنة بين مقاربات حزب الله من الملفات الاقليمية ومقاربة ايران لنفس هذه الملفات ,ففي الوقت الذي نلحظ فيه مرونة وليونة وبراغماتية ايران في الكثير من الملفات نرى شدة وتصلب وتهور" حزباللهي" في مقاربة نفس الملفات مما ينعكس سلبا على مصلحة الدولة اللبنانية ومصلحة مواطنيها في الداخل والخارج.

لا شكّ أنّ حزب الله ومواقفه السياسية والإستراتيجية مرتبطة بشكل كامل بالإرادة الإيرانية خاصة أنّ عدداً لا يستهان فيه من أعضاء مجلس شورى حزب الله هم من الإيرانيين الذين يتحكمون بسياسة الحزب واستراتيجيته.

إقرأ أيضاً: نصر الله يقلب الطاولة: اليمن قبلتنا
فلنبدأ من الخلاف السعودي الإيراني حول الملف السوري والذي تصاعدت حدّته بعد التدخل السعودي في اليمن يومها استنكرت إيران هذا التدخل وطالبت بوقفه فوراً لكنها لم تلجأ إلى وصف الأمراء السعوديين بالتنابل والكسالى كما فعل أمين عام حزب الله! ومن ثمّ تلا ذلك حادثة موت الحجاج الإيرانيين حتى وصلت الأمور إلى ذروتها بعد تنفيذ السعودية حكم الإعدام بحق الشيخ نمر النمر. يومها اقتحم محتجون إيرانيون قنصلية المملكة في إيران وأدانت الخارجية الإيرانية ما سمّته بالجريمة السعودية بحق الشيخ النمر .لم يكتفِ نصرالله يومها بإستنكار حكم الاعدام كما فعل راعيه الإيراني بل أطلق أشدّ العبارات وأقصاها بحقّ العائلة السعودية الحاكمة.

مرّت أيام قليلة لتدرك إيران حجم المأزق الذي وضعت نفسها به عندما سمحت بإقتحام القنصلية السعودية على أراضيها خاصة أنّها لم تكن تتوقع حجم ردة الفعل العربية والدولية على فعلتها فعمد الولي الفقيه في محاولة منه لإحتواء الموضوع وامتصاص ردّات الفعل إلى إدانة حادثة اقتحام القنصلية قائلاً إنّها كانت خطأ ما كان يجب أن يحدث.

على المقلب الديبلوماسي حاولت إيران إعادة مدّ جسور التواصل مع السعودية فإتصلت الخارجية الإيرانية 6 مرات بالخارجية السعودية لكنها لم تلقَ أذاناً صاغية.

ايران والسعودية

في لبنان وعلى عكس الأداء الإيراني استمرت قيادات حزب الله وبالتحديد أمينه العام في التصعيد ضد السعودية وإطلاق أبشع النعوت بحق آل سعود وسخّر الحزب قناة المنار والإعلام الممانع الممول منه للتهجم على السعودية واتهامها بالتنسيق مع اسرائيل والتحالف معها ووصل الأمر بنصرالله أن يصف هجومه ضد “ال سعود” بأنّه فخر له أكبر وأعظم من فخره بانتصاره على الصهاينة في حرب تموز وبكلامه هذا عاد بنا بالذاكرة إلى العام 2008 يوم وصف 7 أيار باليوم المجيد ولم يتراجع عن هذا الوصف إلاّ بعد استنكار الرئيس سليم الحص لكلامه الصادم.

إذا كان الأمر كما نرى، ألا يحق للمواطن اللبناني أن يتساءل لماذا تكلف دولة كبرى كإيران حزب الله بإطلاق هكذا مواقف متشددة تعود بالضرر على كامل الدولة اللبنانبة ومواطنيها، فيما تمارس هي سياسة ضبط النفس والمراوغة والديبلوماسية الناعمة في كثير من الملفات.
ليست الأزمة مع السعودية هي الملف الوحيد الذي يشهد تناقضات مريعة بين الطرفين الحليفيين ففي الوقت الذي يهاجم حزب الله على الدوام تركيا وزعيمها أردوغان والحلفاء العرب من الإخوان المسلمين، نرى السياسة الإيرانية تحاول على الدوام التقارب مع تركيا وإقامة مشاريع مشتركة واليوم تحديداً كان رئيس الوزراء التركي أحمد داوود اوغلو في طهران واستقبل بحفاوة بالغة من المسؤولين الإيرانيين وقبلها بأيام قليلة كان زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي في طهران وهو بالمناسبة من أبرز المنظرّين والقياديين لحركة الإخوان المسلمين في العالم العربي والإسلامي.
خلاصة الموضوع أننّا كمواطنين لبنانيين وفي الوقت الذي نؤمن فيه باستحالة فكّ الترابط والتحالف بين ‘إيران وحزب الله (أقلّه في الوقت الحاضر) فإنّنا نطالب الحزب أن يكون لديه الحد الأدنى من الرؤية الإستراتيجية والتبصر في مصلحة الدولة اللبنانية ومصالح مواطنيها في الوقت الذي يخشى الكثير من اللبنانيين تضرر مصالحهم وأعمالهم في دول الخليج الشقيقة .

إقرأ أيضاً: لماذا عقوبات «التنابل» مؤذية لحزب الله؟
هل يليق بهذا الحزب أن يكون مجرد مكبر صوت للمرشد الإيراني ؟؟ أو أن يكون عصا اقليمية يحارب المرشد فيها فيهدد ويشتم من يشاء، فيما يعتمد هو سياسة التلوّن والمسايرة والمهادنة خدمة لمصالحه القومية.
عودوا ‘لى رشدكم رأفة بمواطنيكم وشعبكم وراجعوا كل حساباتكم وعلى رأسها تورطكم في الدم السوري.

السابق
المعارضة الشيعية اللبنانية يعاديها الخصوم ويهملها الحلفاء
التالي
ماذا غرد السياسيون لـ «لين حايك»؟