السرايا في حاصبيا والجوار ايضاً…مئات من المرتزقة من دون مرجعيات حزبية!

يقدّم حزب الله نفسه كحامٍ للوطن اللبناني ولطوائفه، باعتبار أنّه "جميعة خيرية تبتغي مرضاة الله وتسعى لرفاه المجتمع المتعدد.

هي الصورة النقيضة تماماً لحقيقة العصابة المسلّحة التي آلت على نفسها تنفيذ خطط مرحلية واستراتيجية للتوسع في الداخل والخارج من خلال السياسة الخشنة القائمة على القهر والتهديد به ورش الأموال وشراء الذمم. يُكمل الحزب مخططه من خلال  المناصرين من خارج الطائفة الشيعية، لاتمام مشروعه التوسعي الواضح والذي يرتكز على امساكه بالجوانب الجغرافية والاجتماعية لمفاصل لبنان. وضمن هذه المنظومة، يلعب حلفاء حزب الله، بل بالحريّ هم عملاؤه من خارج الطائفة الشيعية، دوراً بارزاً في استقطاب الأنصار وتوسيع دائرة الاستقطاب، من خلال المغريات المادية والمعنوية؛ فهم يدفعون رواتب ثابتة للمناصرين او المتفرغين بدوام كامل او يسعون لتوظيف آخرين في بعض الشركات والمؤسسات لشراء ولاءاتهم.

إقرأ أيضاً: حزب الله من خلدة لحاصبيا: “سرايا المقاومة” سنيّة منعا للفتنة ! (3/3)

من طرابلس الى الجنوب فالبقاع وصيدا، يمتد “أجراء” حزب الله (من خارج الطائفة الشيعية)  تحت مسميات عدة، عنوانها العريض “سرايا المقاومة” التي نظّمت عسكرياً العديد من الشبان غير الشيعة على أن يظلّوا تابعين لأحزابهم وبعلم  قيادات هذه الاحزاب. التطور اللافت اليوم ان الحزب يعمد الى التواصل المباشر مع هؤلاء دون العودة الى قيادات أحزابهم الاساسيين من حلفاء الحزب، حتى ان بعض مسؤولي احزاب 8 آذار المناطقيين (المسؤولين في السرايا) اصبحوا يتعاطون مع حزب الله مباشرة دون التنسيق أو استشارة الى قيادات احزابهم، وهذا بحدّ ذاته التفاف على فكرة الانضواء في السرايا وتهديد للأحزاب بعينها ما يجعلهم من دون مرجعيات سياسية أو حزبية واضحة ويتحولون عملياً الى مرتزقة.

اما اسباب التي تدفع الحزب لهذه التكتيكات، هي نفس الدوافع التي يستعملها لتلميع صورته اينما كان؛ دأبُ الحزب على تقديم نفسه بعيداً عن أي علاقة بتجار المخدرات في بعلبك أو بالخارجين عن القانون في ضاحية بيروت الجنوبية، وبأنّه لا ينخرط الحزب في صراع مباشر مع اي طائفة كان، في وقت يأخذ الصدام منحاً سني-شيعي او بما شيعي- من خلال مجموعات تقوم بعمله كاملاً دون ان يتحمل أيّ منل تبعات الحدث على مبدأ “دود الخلّ منو وفي”!

ففي حاصبيا المنسية والملغاة من أجندة التنمية مثلاً، يستغل الحزب فقر وحاجة البعض من ابناء المنطقة، وتاريخ العمالة لإسرائيل للبعض الاخر، ليستقطب بعض المرتزقة الذين لفظتهم الأحزاب المنتشرة في القرى فينخرطوا في صفوف سراياه برتبة عملاء. في مدينة شبعا، ارتفع عدد اللذين يتقاضون اموالاً من الحزب الى ما يقارب مئة شاب، وفي الهبارية المجاورة استغل حزب الله تيه تيار المستقبل ليستقطب عدداً كبيراً من شبان البلدة.

هذا على الصعيد السني، اما على الصعيد الدرزي في المنطقة، فقط استطاع الحزب –بحسب مصادر متابعة- وحتى اللحظة من اختراق عدة قرى، بعدد من الخلايا التابعة له؛ الفرديس مثلاً والتي تجاور الهيبارية ولا يزيد عدد سكانها عن 400 نسمة اصبح للحزب فيها مجموعة تتعدى العشرين شخصاً. وهكذا هي الحال في كل من شويا وعين جرفا وعين قنيا اذ تُقدر اعداد المسلحين التابعين للحزب بخمسة وعشرون شخصاً في كل قرية مجهزين بعتاد لا بأس به وحصلوا على تدريبات عسكرية في معسكرات الجنوب والبقاع. في قرية الماري ايضاً يقدر اعداد السرايا بما يزيد عن اثني عشر شخصاً.

اما حاصبيا وهي اكبر بلدات المنطقة ومركز القضاء، فيصعب تحديد العدد الصحيح للمجموعات المنضوية تحت لواء سرايا المقاومة، الا ان اعدادهم ليست بقليلة خصوصاً ان مسؤول هذه السرايا في المنطقة ابن بلدة حاصبيا ويدعى و.س. يعاونه و.ع.، ويتبعان احد احزاب الثامن من آذار القوية في المنطقة، يعمدان للتنسيق مباشرة مع عدد من مسؤولي حزب الله في الجنوب. وتُقدر المصادر اعداد الدروز المنخرطين في سرايا المقاومة من منطقة حاصبيا بمئتي عنصر مجهزين بشتى انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة بحجة “الاستعداد لأي هجوم قد يقوم به ارهابيو داعش أو غيرهم من السوريين على قرى الدروز” بحسب المصادر.  كما تنقل المصادر ان اشكالاً كاد ان يقع في المنطقة عينها نتيجة رفع يافطة قام بها احد مسؤولي احزاب الثامن من آذار؛ وعند الاتصال بقيادته من قبل المراجع المعنية نفت قيادته أي علم او علاقة بالمسألة أو أنّ هذا الفعل جاء بأوامر منها، وارسلت على وجه السرعة الى حاصبيا وفداً لازالة اليافطة قبل أن تتطور الأمور إلى صدام بين المنتسبين الى الحزب نفسه.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن حالة من الامتعاض تسود المنطقة بشكل عام حيث أظهر الأهالي توجسهم مما يحصل وبالتحديد رجال الدين من بينهم، الذين رأوا في تصرفات الحزب عبثاً بالنسيج الاجتماعي لقرى حاصبيا، بل واعتداء على خصوصيتها. وبفعل ذلك، ذهب البعض للقول ان ابناء حاصبيا والجوار قد وضعوا افراد هذه المجموعات تحت المراقبة اللصيقة خوفاً من قيامهم بأعمال تخلّ بأمن المنطقة وعيشها المشترك خدمة لأجندات مشبوهة.

إقرأ أيضاً: حزب الله من خلدة لحاصبيا: الشيخ ماهر حمود المرجع.. والسعديات نموذجاً (2/3)

الظروف المعيشة القاسية التي تعصف بالجميع واقع لا مفر منه، فالفقر والحاجة في لبنان قد بلغا حداً قياسياً فاقا القدرة على التحمل. وبالرغم من ذلك، لا يمكن تقم هذه الصعوبات الحياتية كمسوّغ لخروج البعض من تاريخه وتنكره لتراث أهله وحتى مرحلة الدوّس على ذاكرة منطقته. إنّ قيّم المجتمع اللبناني بشكل عام والدرزي بشكل خاص، لا تقبل مثل هذه التجاوزات، فما حدث أبّان الحرب الاهلية اللبنانية كانت نتائجه قاسية على المتورطين. فالمثل المتداول في حاصبيا يقول ” الي بيخلط حالو مع النخاله بتاكلو الدجاج”. فاحذروا جيداً، التاريخ لا يرحم العملاء بأي شكل أتوا ولأي راية ارتهنوا…

(lebanon 360)

السابق
الفائز في the voice kids لين الحايك… مبروك لإبنة لبنان
التالي
المعارضة الشيعية اللبنانية يعاديها الخصوم ويهملها الحلفاء