145 خرقاً من النظام للهدنة السورية.. «عاصفة عسكرية» بعد الهدوء؟

دخل نظام وقف الأعمال القتالية في سوريا حيز التنفيذ بحلول الساعة الصفر بتوقيت دمشق السبت الماضي وها هي تمر 5 أيام على تلك “الهدنة الهشة” مع تسجيل يومي لخروق واضحة من قبل النظام السوري والطائرات الروسية وصل عددها إلى 145 خرقاً.

ووفق معطيات المعارضة السورية فإن الخروق تركزت على حمص، حماة، حلب، درعا، ريف مشَق واللاذقية، وأكدت مصادر مسؤولة ترصد الخروق منذ بداية الهدنة أنه “سجل في اليوم الاول 14 خرقا، في اليوم الثاني 35 خرقا وفي الثالث 44 خرقا والرابع 52 خرقاً”، مشيرة إلى أن “حصيلة القتلى من المدنيين تجاوزت ال 20 مدنياً موزعين على كل المناطق التي شهد الخروق”.

والتزمت معظم فصائل المعارضة على إمتداد الأرض السورية بالإتفاق، بهدف حقن دماء ما تبقى من السوريين في ظل مذابح يومية لم يتفاعل معها الضمير العالمي إلا ببضع بيانات خجولة، أمام دعم روسي وإيراني عسكري كامل للنظام وصل إلى حد التدخل المباشر عسكريا ًوسياسياً واعلامياً. وعلى الرغم من استثناء “جبهة النصرة” و”داعش” من القرار اتخذت الاولى قرارها بعدم تعريض الاخرين للخطر إذا أكد الناطق باسم الهيئة الاعلامية لـ”الجيش الحر” قصي الحسين لموقع “14 آذار” أن “الجبهة أطلت بقرار مفاجىء في محافظة إدلب بإخلاء كل مقراتها وحواجزها داخل قرى وبلدات المحافظة ونقل العناصر إلى خطوط الجبهات، ومن أهم المقرات التي سلمتها النصرة إلى حركة “أحرار الشام”، مبنى دار القضاء داخل مدينة إدلب”، مضيفاً: “تأتي هذه الخطوة الإستباقية من النصرة، لقطع الطريق أمام قوات النظام وحلفائها لقصف المدينة التي تعج بالسكان الآمنين ولمنع أي مواجهة محتملة لها مع الأهالي في حال تعرض المدينة للغارات بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ، وشهدت المحافظة قبل الهدنة تظاهرات في عدد من مدنها وبلداتها، رفعت شعارات تندد بالمجتمع الدولي وتشكر “النصرة” على إنسحابها من المقرات والمحاكم الشرعية والحواجز التابعة لها”.

اقرأ أيضًا: من الهدنة إلى تغيير نظام الأسد

ومن أهم المراكز التي أخلتها “النصرة”: المحكمة الشرعية ودار القضاء في مدينة سرمدا ومقراتها في سلقين وجبل الزاوية وبعض قرى وبلدات معرة النعمان. ونقل الحسين عن “ابو الجراح” وهو أحد الامراء في “جبهة النصرة” قوله: “دماء السوريين هي دماؤنا فهم اهلنا ونحن قمنا لنصرة المستضعفين واذا كانت حجة النظام الغاشم ومن خلفه روسيا قصف المناطق الامنة وبيوت المدنين بحجة وجودنا داخل المدن فإننا قبل الهدنة بيوم واحد اخلينا كل مقراتنا من البلدات والمدن وبقينا على الجبهات تحسباّ لاي غدر من قوات النظام في محاولات التقدم فإننا سنكون كالسيف بالنار” على حد تعبيره .

وأكد أنه “تم توثيق 20 خرقاً في ادلب وريفها من قوات النظام خلال الأيام الثلاثة الأولى وسقط على اثرها ثلاث مدنيين بينهم امرأة وطفلة في رحم امها في مدينة جسر الشغور”.

أما في شأن موقف حركة أحرار الشام من الهدنة، فيقول الحسين: “الحركة هي من ابرز الفصائل التي وقعت على اتفاق الهدنة وحتى الان هي من اكثر الفصائل الملتزمة فلم تشتبك مع قوات النظام او تستهدف مقراته سوى في جبهة حربنفسة بريف حماة الجنوبي التي تعتبر حركة أحرار الشام من اهم الفصائل هناك”، مضيفاً: “حاولت قوات النظام في اليوم الثاني من الهدنة التقدم باتجاه بلدة حربنفسة من جبهة المداجن ظناّ منها ان الثوار انسحبو من المنطقة بسبب الهدنة في حين شن الطيران الروسي اكثر من اربعين غارة خلال يومين من الهدنة استهدفت معظمها ريف حماة الجنوبي والجدير بالذكر ان ريف حماة الجنوبي بكامله لايوجد فيه اي تواجد لتنظيم داعش او النصرة وانما جلهم من فصائل الجيش السوري الحر وحركة أحرار الشام الاسلامية “.

إلى ذلك تقول الصحافية السورية صفاء عليان لـموقعنا: “رغم خروق النظام للهدنة إلا أن حالة من الهدوء سادت في أرجاء مناطق سيطرة المعارضة والتي كانت تتعرض باستمرار إلى قصف صاروخي وبالبراميل المتفجرة وكل الأسلحة المحرمة، وبالنتيجة فإن أطياف الشعب السوري جميعها تريد وقف نزيف الدم، لكن الخوف من القادم، خصوصاً أن القاتل بشار الأسد ومن يواليه كروسيا وإيران لن يؤيدوا أي حل فيه مصلحة للشعب”.

وتعتبر أن “خروق الهدنة متوقعة من طرف النظام المستبد والديكتاتور والشعب السوري اليوم يقف متفرجا على ما سيحدث، فالأيام الخالية عودتهم أن ما من هدوء إلا وتلاه عاصفة عسكرية حصدت أرواح الكثير من الأبرياء”.

(وكالات)

السابق
«فضيحة» يكشفها جنبلاط عبر «تويتر»
التالي
مقبل لجنبلاط: كلامك مجافٍ للواقع والحقيقة