لهذا اختارت حماس الصمت عن اتهام حزب الله بالارهاب

من بين جميع الأصوات والمواقف المؤيدة والرافضة للقرار مجلس التعاون الخليحي بإعتبار حزب الله منظمة ارهابية غابت حركة حماس عن الواجهة. فلم يصدر عنها أي بيان يدين أو حتى يؤيد القرار كما لم يعقّب أي مسؤول في الحركة على القرار العربي. فعلى الأرجح أن حماس حائرة بين المحورين السعودي والإيراني. فكفة أي محور سترجح "حماس" في آخر المطاف؟ وكيف سيقابل هذ الصمت من السعودية وايران.

في وقت أدانت بشدة فصائل فلسطينية عديدية مقربة من حزب الله وإيران وأبرزهم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والقيادة العامة، وحركة الجهاد الاسلامي و حركة الصابرين في غزة التابعة لإيران وأبدى مسؤولوها رفضهم لتصنيف حزب الله “ارهابي”، التزمت حركة حماس الصمت ولم تبدِ أي موقف حيال هذه القضية
وقد رفض مصدر مسؤول في حماس التعليق قائلا لـ “جنوبية” الآن ليس لدينا أي تعليق حول هذه المسألة وقد يصدر عنا موقف في المستقبل”.

إقرأ أيضاً: ماذا بعد تصنيف الخليج «حزب الله» منظمة «ارهابية»؟

في هذا السياق أكّد مصدر خاص لـ “جنوبية” مقرب من الحركة انه “صدر تعميم داخل حماس بالتزام الصمت وعدم التعقيب على المسألة تفاديا للإحراج مع السعودية من جهة وايران من جهة أخرى”.

وأضاف المصدر “يبدو أن حماس حذرة ومحرجة في آن معا وذلك نظرا لعلاقاتها المضطربة في الآونة الأخيرة مع ايران والمملكة أيضًا. خصوصا أنها مواقفها السياسية تتفاوت بين هذين المحورين إضافة إلا انها تسعى إلى بناء علاقات جيدة مع دول الخليج، كما أنها تحاول ترميم العلاقة مع ايران”. إضافة إلى أنها في المأزق نفسه مع حزب الله إذ أدرجت من قبل مصر على لائحة الإرهاب لعلاقاتها بالإخوان المسلمين فيما استثنتها السعودية”.

ويتابع المصدر”حرصت الحركة على عدم تورطها في هذا المأزق. لكن، مما لا شك فيه أن صمت حماس يحرجها بقدر ما يحرجها إعلان موقفها”.

في هذا السياق، رأى مدير مركز تطور الدراسات هشام دبسي أن “حركة حماس تعاني من احراج شديد بعلاقتها مع السعودية وإيران، وتحاول إعادة إصلاح العلاقة مع الأخيرة. وكان حزب الله البوابة الأولى لإصلاح العلاقة فيما بينهما لكن إيران لم توافق وطلبت الإعتذار منها ومن الرئيس السوري على موقفها من الحرب السورية”. لكن، رغم استمرار القطيعة مع ايران استمرت علاقة حماس ايجابية مع حزب الله في لبنان”.

هشام دبسي
وتابع دبسي أنه “مع بدء أحداث اليمن وتأييد حماس السعودية قوبل موقفها باستنكار شديد من قبل حزب الله وايران وأثار موقف عدائي ووبالتالي أخر المصالحة الحمساوية الإيرانية”. مضيفا “لم تقطع شعرة معاوية المربوطة بين حماس والحزب واستمر الرهان أن تبقى هذه القناة مستمرة “.
وأشار إلى أن “الموقف الجديد سوف يضع حماس بمأزق آخر في علاقتها مع ايران بعد الخلافات حول الموقف من سوريا واليمن والسعودية ، كما انها لا تستطيع معارضة السعودية من حيث المبدأ بالتماهي مع الموقف العربي والخليجي”. لافتا إلى أن “الموقف من حزب الله الخليجي أصبح في الدائرة العربية ولا تستطيع حماس إصدار موقف معاد. وفي الوقت نفسه، لا تستطيع أن تطلق تأييد معلن”.

كذلك أكّد دبسي أنه ” لا شك أن الصمت يسبب لها احراج عند الطرفين فحركة حماس حتى لو انها مؤيدة لعاصفة الحزم إلا أنها لا تستطيع أن تحظى بالثقة السعودية عل خلفية الصراع العامودي مع حركة الإخوان المسلمين مضيفا انه لولا حرب اليمن وتعاون السعودية مع حزب الاصلاح وهو حزب وازن في اليمن باعتباره ممثل للاخوان فلولا هذه الضرورة لما طرأ مرونة من السعودية على الإخوان المسلمين”. لافتا إلى أن “هذا الأمر غير مرتبط بقضايا تكتيكية لها علاقة بمصر وايران ولبنان مثلا. انما مرتبط بالأزمة العميقة بين الاخوان والسعودية (على خلفية تحالف الاخوان مع الإدارة الأميركية في زمن مرسي وتحركهم باتجاه الضغط على الخليج وأولهم السعودية)”.

إقرأ أيضاً: كيف سيرتد على لبنان الاعلان الخليجي «حزب الله منظمة ارهابية»؟
كما قال دبسي إنه “حتى مع وجود مرونة لكن أزمة الثقة قائمة مع السعودية وايران ما يجعل موقف حماس صعب وخاسرة ان نطقت بأي اتجاه”. لافتا إلى أن “السعودية صنفت جماعة الاخوان كلهم حركات ارهابية لكن استثنت حماس وحزب الاصلاح في اليمن والإخوان في سوريا. بينما مصر صنفت كل حركة الإخوان إرهاب لما فيها حماس وبالتالي، هذا ما يجعل موقف حماس صعب”

السابق
عكاظ: الوزراء يعتمدون سياسة النعامة في تعاملهم مع حزب الله
التالي
لنا دموع سعد الحريري ولكم دماء حسن نصر الله