في ذكرى سيدة النجاة: نصدق الحكيم…لا منامات جميل السيد

22 عاماً "تنذكر وما تنعاد"، إلا في لبنان بلد الخطيئة والدماء وثقافة الموت، لا يتوارث شعبه إلا ملفات الحروب التي تذكر وتذكر حتى تكاد تُعاد...

لم يمر وقت طويل، على العبث بالحرب الأهلية وبتواريخها من قبل قناتي ال ال بي سي وال ام تي في، هذه الحرب التي رأينا بعضاً من ملامحها في الأيام الماضية حيث كان بعض انصار حزب الله يشتمون مقدسات المسلمين علانية في شوارع بيروت، ولولا حكمة زعماء الطرف الاخر لكان الاحتقان تفجر حقدا ودماء.

ببساطة لبنان ليس بلد السلام ليتم إعادة ملفات موجعة إلى الواجهة، ولنكن أكثر دقة المناخ اللبناني مشحون طائفياً ومذهبياً، وأيّ إثارة فتنوية في هذه المراحل ستكون تداعياتها لا تحمد!

إقرأ أيضاً: حلم رفيق الحريري يؤرق جميل السيّد: الجلّاد لا يكون ضحيّة…
لا يمكننا أنّ نصنف ما نسمعه في هذه الآونة من الإعلام المحرض إلى التصاريح الموجهة، إلا في خانة مصب التعبئة المذهبية وإحياء النعرات التي لم تخمد منذ بوسطة عين الرمانة عام 1975 .

في الأسابيع الماضية سمعنا بعض وسائل الإعلام تقول وبلغة حاقدة أنّ سمير جعجع والجنرال عون مجرما حرب، سمعنا عن مجازر الدامور والكرنتينا وكفرحتى وغيرهم، سمعنا عن جريمة تفجير كنيسة سيدة النجاة وعن اتهام جعجع بها.

22 عاماً، وجيل بأكمله لا يعلم تفاصيل هذه الجريمة أو بالأحرى هذه الجرائم ، ولا يريد أن يعلم، وإنّما يريد وطناً يغسل يديه من الدماء، جريمة استشهد بها 11 شهيداً، ودفع ثمنها الدكتور سمير جعجع 11 عاماً.
جريمة في ظلّ الوصاية وأجهزتها الأمنية، وبحسب الزميل الإعلامي أسعد بشارة فإنّها جريمة قد ركبت أمنياً ليلبسها الحكيم، فبعد أنّ اتهم جعجع فيها النظام الأمني السوري اللبناني في ذكراها الأخيرة قبل ايام، وبعد أن ردّ عليه اللواء جميل السيد متهماً إياه بالجريمة وبعدة جرائم.
كتب بشارة على صفحته فيسبوك ما شاهده في مرحلتها قائلا:
“عشت مرحلة تفجير كنيسة سيدة النجاة بكلّ تفاصيلها من الاعتقال إلى المحاكمات.أذكر كل تلك الفترة بدقائقها، لكن المشهد الذي لا أنساه هو ما سمعته شخصيّاً من مدعي عام التمييز منيف عويدات في منزله بتلة الخياط يقول:الدكتور سمير جعجع بريء من تفجير الكنيسة.ما لا أنساه في المحكمة لاحقا ان القاضي عويدات تحوّل الى شخصٍ آخر تماما.. تلك كانت عدالة الوصاية..”

هاتان الجملتان حركتا الإعلام اللبناني ليعيد فتح الملف، فحضر الزميل أسعد بشارة ضيفاً عبر برنامج وحش الشاشة يوم أمس ليؤكد أنّ الحكيم بريء ممّا نسب إليه.
والسؤال يبقى، لماذا استهداف الحكيم فقط بوصفه أحد امراء الحرب الاهلية، مع العلم ان الحرب الأهلية جميع ابطالها اصبحوا بعد اتفاق الطائف زعماء طوائفهم ورؤساء الكتل والاحزاب التي تشترك في الحكم، فاذا كانوا “مجرمي حرب”، فجميعهم تلوثت أياديهم بالدماء، وجميعهم حملوا السلاح وأطلقوا الرصاص، لا بريء في ملف الحرب الأهلية، ولا بريء في زمن الوصاية السورية.

جميعهم تقاسموا الحصص، جميعهم أخذوا المناصب والكراسي وجلسوا فوق الجثث، جميعهم صافحوا النظام وارتهنوا للوصاية، وحده الحكيم لم يمشِ في قافلتهم، وحده من دفع الثمن في زنزانة لا يدخلها النور، وحده من كانت فاتورته احد عشر عاماً.

إقرأ أيضاً: هكذا حاول المغرضون «الاصطياد في الماء العكر» بين الحريري وجعجع…

لا يهم، إن كان الحكيم قد ارتكبها أم لا، ففي جعبة غيره العديد من الجرائم المخبأة، إلا أنّ ثقتنا أنّ الوصاية “وصاية”، إضافة إلى شهادة العديد من السياسيين والإعلاميين،فإنّ التصويب على الدكتور سمير جعجع في هذه المرحلة والتي أثبت خلالها أنّه اللاعب الملك في شطرنج الساحة المسيحية، وأنّه بإستطاعته قلب الأوراق وقلب الترشيحات، وتحويل معراب إلى ممر رئاسي إلزامي، ناهيك عن التزامه بـ 14 آذار واحتضانه للرئيس الحريري متخطياً محاولات بعض الأقلام رشّ السموم والفتن، إنّما يعود لمحاولة سحب بساط السلطة الشعبية من دارته.
إلا أنّ هذه المحاولات لم ولن تؤذي إلا مفبركيها، فكما زار الشهيد رفيق الحريري اللواء السيد في المنام المزعوم، فإنّه زارنا حقيقة وقال لنا “لا تصدقوا جميل السيد … صدقوا الحكيم”

السابق
انفجار ضخم هزّ مخيم البريج
التالي
حسن نصر الله ودول مجلس التعاون