إجماع وزاري على عدم تصنيف حزب الله تنظيماً إرهابياً

استمرت مفاعيل القرارات الخليجيّة ضد "حزب الله" داخل جلسة مجلس الوزراء أمس وخارجها. وفي الجلسة عاودت معظم مكونات الحكومة تأكيدها على تمسكها ببيانها الأخير المتضامن مع الإجماع العربي رافضتا تخوين العرب من قبل حزب الله.

واصل “حزب الله” خلال الساعات الأخيرة اطلاق مزيد من المواقف التخوينية للعرب عبر كتلتيه البرلمانية والوزارية، إلّا أنّ الكلام الذي أدلى به الوزير حسين الحاج حسن في مجلس الوزراء أمس واستنسخ فيه مفردات التخوين والتحريض والتهديد ضد السعودية لم يجد آذاناً وزارية صاغية بل على العكس وجد نفسه معزولاً عن توجّه معظم مكونات الحكومة المتمسكة ببيانها الأخير المتضامن مع الإجماع العربي، فتقرّر في نهاية المطاف شطب كلام الحاج حسن التخويني للعرب من محضر الجلسة.

وأكدت مصادر وزارية لـ”المستقبل” أنّ جلسة الأمس “أخذت طابعاً سياسياً بامتياز”، موضحةً أنّ النقاش السياسي افتتحه وزير الخارجية جبران باسيل حين توجّه إلى المجلس بطلب المشورة حول الموقف الواجب عليه اتخاذه في مجلس وزراء الخارجية العرب في تونس، عندها بادر الوزير الحاج حسن إلى طلب الكلام فباشر في توجيه الاتهامات التخوينية للمملكة العربية السعودية مكرراً اتهام دول الخليج العربي بالتعاون مع إسرائيل من خلال قرار تصنيف “حزب الله” منظمة إرهابية. وعلى الأثر توالت الردود من معظم أفرقاء الحكومة رفضاً لهذا الكلام التخويني، بحيث حذر الوزير ميشال فرعون من أنه “كلام يأخذ البلد إلى حرب”، متمنياً عدم تدوينه في محضر الجلسة، وهو ما وافقه عليه الوزير نبيل دي فريج.

رشيد درباس
رشيد درباس

توجه الوزير رشيد درباس إلى الحاج حسن متسائلاً: “هل نريد البلد دولة أو منبراً”، وذكّر برفض الرئيس الراحل فؤاد شهاب قطع العلاقات مع كوبا حرصاً على مصالح 300 لبناني كانوا حينها موجودين على أراضيها. وأضاف: “أدليتَ يا حاج على مسامعنا الأطروحة نفسها التي سمعناها من السيد حسن نصرالله لكن ما الفائدة منها طالما أن المجلس لن يتبنى هذا الكلام وأنّ نصف الشعب اللبناني يرفضه”، وأردف: “تتحدثون عن القصف السعودي لليمن وتتغاضون عن القصف الروسي لسوريا، وتتهمون المملكة من دون أي دليل بإرسال سيارات مفخخة إلى العراق بينما هناك أكثر من دليل على إرسال بشار الأسد الإرهابيين وارتكاب عمليات تفجيرية هناك بشهادة نوري المالكي نفسه”، مضيفاً: “إذا استمر التصعيد والتصعيد المقابل فلن ننتهي، لذلك أطلب هدنة كلامية ولندع رئيس الحكومة يعمل”.

وائل أبو فاعورسأل الوزير وائل أبو فاعور الحاج حسن: “ألم يقم الرئيس الروسي باستئذان إسرائيل قبل إرسال طائراته الحربية إلى سوريا، فهل تريدوننا أن نقول إن إيران تنسّق مع إسرائيل هناك؟” وشدد على حق العرب في الدفاع عن أنفسهم في مواجهة التمدد الإيراني في كل العالم العربي، متمنياً على “حزب الله” عدم استفزاز العرب والسنّة لعدم دفعهم باتجاهات وخيارات لا تُحمد عقباها.

إقرأ أيضاً: إلى المستقبل… اعتذروا من جبران باسيل!

بدوره، طالب الوزير أكرم شهيب “حزب الله” بأنّ يعتمد سياسة واضحة تجاه الدول العربية “فلا يجوز على سبيل المثال أن تقولوا شكراً قطر يوماً ثم في يوم آخر تتهجمون عليها”، لافتاً انتباه الحزب إلى أنه كلما رفع سقف الهجوم على العرب باتت الدول العربية تردّ بأفعال وإجراءات.

انتقد الوزير سجعان قزي تصرّف “حزب الله” كدولة مستقلة مع ما يستتبع ذلك من انعكاسات سلبية على الدولة اللبنانية.

أعربت الوزيرة أليس شبطيني عن رفضها تصنيف “حزب الله” بالإرهابي لكنها في الوقت عينه رفضت خوض الحزب المعارك العسكرية في سوريا واليمن والعراق وغيرها غصباً عن إرادة بقية اللبنانيين.

إقرأ أيضاً: لماذا عقوبات «التنابل» مؤذية لحزب الله؟

طالب الوزير روني عريجي الحكومة بالانصراف إلى حل أزمة النفايات وترك المواضيع السياسية المختلف عليها للبحث على طاولة الحوار الوطني، مؤكداً الالتزام بسقف البيان الصادر عن الحكومة تجاه الإجماع العربي.

جدد الوزير علي حسن خليل التأكيد كذلك على ضرورة التزام سقف البيان الحكومي.

وفي الختام طلب رئيس الحكومة من الحاج حسن الموافقة على شطب كلامه من المحضر، فقال الوزير محمد فنيش: “دولة الرئيس نحن سنواصل الكلام كما يحلو لنا خارج المجلس لكن إذا كان كلامنا يؤذي داخل الحكومة فلا داعي له”، فتم شطب الكلام من المحضر. ولفتت “النهار” بحسب المصادر الوزراية إلى أنه خلال الجلسة وبحث قرار وزراء الداخلية العرب ودول مجلس التعاون الخليجي تصنيف “حزب الله” منظمة ارهابية، برزت جملة من العوامل:

إقترح وزير الخارجية جبران باسيل مشروع بيان يصدر عن مجلس الوزراء “يمجد “حزب الله” المقاوم الذي دافع عن العرب وحرر أرض لبنان”، لكن أحداً من الوزراء لم يعلّق عليه، حتى أن وزيريّ الحزب حسين الحاج حسن ومحمد فنيش قالا إنهما لا يطالبان بصدور أي بيان عن الحكومة.

برز شبه إجماع وزاري يشمل 8 و14 آذار والمستقلين على انتقاد ممارسات الحزب وسلوكياته.

برز إجماع وزاري على الموافقة على عدم تصنيف الحزب تنظيماً إرهابياً.

السابق
لقاءات سياسية وشعبية واقتصادية في بيت الوسط: «الرئاسة» مفتاح الفرج
التالي
جنبلاط يعارض الحريري