في بيتنا عميل…

لو سئل والدي كم عدد أولادك الذكور لقال أربعة، حسن، زيد، مصطفى وعلي الأمين.
لقد تربينا في منزل واحد، جمعتنا الهموم والقضايا نفسها، وأدركنا مبكراً أنّ فلسطينَ هي البوصلة دون شروط، وبأنّها قضيةٌ إنسانية لا يمكن أن تُحتكر أو تُصادر.

إقرأ أيضاً: كلنا «جنوبية»… بوجه الباسيج

ومن كربلاء تعلمنا أن نكون مع الحق، دون تمييز بالعرق أو اللون أو الطائفة أو الانتماء، ومن منزلنا استمدينا قوتنا حين رفضنا السكوت، ففي قاموسنا لا يجتمع العدل مع الإستبداد، وحين استبد بأبائنا، ارتضوا بالعزلة على خيانة قناعاتهم، ولأننا تربينا أن الخيانة من الكبائر، لن نسكت عن حكاية الموت المعلن، فالساكت والمعين والراضي به شريك في الخيانة.

وخيانة الأهل لا تقل قسوة عن خيانة الوطن، ومسؤولية الراعي في حمايتهم ألا يحتمي بهم، فهو عند شعوره بالقوة يميز بينهم، وإن استشعر القلق أو الخوف يتلطى خلفهم، ولأننا رفضنا أن نمشيَ مهللين إلى حتفنا الجماعي، أو نكون شركاء في تزيين الموت للفقراء، رفعنا الصوت عالياً، ففتحت “جنوبية” النوافذ لأهلنا على الحياة، لعلّ النور يجد طريقه إلى عقولهم، لأنّ قلوبهم مليئة بالحب لكنها ممنوعة من البوح به، ولـ علي الامين كل الحب والكثير من العقل، لأنهما حين يجتمعان يشكلان إرادة للحياة، ففي بيتنا في بيته في بيوت الأهل والفقراء في قرانا ومدننا لا يوجد عملاء إنّما احباء.

السابق
كلمة المشنوق أمام نظرائه العرب
التالي
اللواء ريفي: لا بد من عاصفة حزم لبنانية