لا شيعة إلا «شيعة إيران»!

لم يعد حزب الله قادراً على الإدعاء بسلوك تسامحي مع أصوات الإعتراض داخل الطائفة الشيعية. ولئن كان غضُّ الطرف عن ظواهر المعارضة الشيعية مردّه هامشية مزعومة قد لا تنالُ كثيراً من شعبية الحزب وإلتفاف الشيعة حوله، فإن التراكم الذي حققته تلك الأصوات بدأ يصبح حالة مؤثرة فاعلة على النحو الذي يقلق الحزب وقيادته.

مارس حزب الله ضغوطاً جمّة لعزل الصوت الشيعي الحرّ وإبعاده، بالنفي أحياناً، عن منابر الفعل والتأثير. تعامل الحزب مع تلك الحالة بنعوت متعددة في خبثها مختلفة في تُهمها. فتارة هم “شيعة السنة” وتارة هم “شيعة السفارة” وتارة هم “شيعة السعودية”..إلخ، على نحو يفيد للعامة أن أي صوت مختلف هو صوت مشبوه وأي رأي معارض هو رأي خائن، وأن لا شيعة في هذا العصر إلا “شيعة إيران”.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يهدر دم «جنوبية».. الأمين: مستمرون بشكل طبيعي
ولئن يمثّل موقع “جنوبية” منبراً متقدماً لحالة الإعتراض داخل الطائفة الشيعية، فإن الترويج لتخوينه وربطه بالإشراف الإسرائيلي، لهو تمهيد خطير يؤسس لتدابير للنيل من الموقع والمشرفين عليه، كما من ظاهرة الإعتراض الشيعي برمتها. ولا شك أن اللجوء إلى لغة التخوين والتحريض ضد “جنوبية” يعود إلى تمثيل الموقع والمعارضة الشيعية لحالة داخل الطائفة بدأت تتوسع وتتمدد تعبيراً عن سخط من هيمنة الحزب على الطائفة وعزلها عن محيطها اللبناني والعربي وجرّها نحو خيارات مؤلمية خطيرة أخذت أسوء أشكالها في قتال الحزب داخل سوريا ضد المعارضة الوطنية نصرة لنظام دمشق.
نعم أصبح صوت الإعتراض الشيعي عالياً يستحق منا جميعاً الدعم والتأييد، ما يتطلب التحذير من مغبة تلك الحملات واستنكار مضامينها، دفاعاً عن حرية القول وحقّ الإعتراض.
تحية مني لـ “جنوبية” وللعاملين لإنجاح هذه التجربة اللافتة داخله
وتحية خاصة لرئيس تحرير الموقع الزميل علي محمد حسن الأمين.

 

السابق
كيف سيرتد على لبنان الاعلان الخليجي «حزب الله منظمة ارهابية»؟
التالي
ما هي الوحدة «8200» الإسرائيلية.. وما دورها على مواقع التواصل الاجتماعي؟