إيران المحلية.. وحزب الله الإقليمي

العلاقة بين ايران وحزب الله

كان لافتا كلام وزير الخارجية الاميركي جون كيري  امام احدى لجان الكونغرس قبل ايام حول تراجع التدخل الايراني في سوريا مشيرا الى ان الحرس الثوري سحب عناصره بالفعل من هذا البلد قائلا  “لقد سحب آية الله خامنئي عددا مهما من الجنود هناك، تواجدهم يتراجع فعليا في سوريا” . هذا الكلام الذي يؤشر الى تحول في الاستراتيجية الايرانية الجديدة والذي يآتي مترافقا مع الغياب ولو الإعلامي عن الساحة السورية والعراقية واللبنانية لقائد فيلق القدس قاسم سليماني ، يطرح العديد من الأسئلة حول الترجمة الفعلية لنتائج الاتفاق النووي الايراني وتداعياته الإقليمية  التي تشهدها هذه الساحات .

عودة إيران الى الداخل ، ربما يكون العنوان الابرز لهذه الاستراتيجية التي تواكب التغييرات التي يقتضيها إعادة العلاقات مع المجتمع الدولي وتحصين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في الداخل الايراني ، ولعل نتائج الانتخابات في مجلسي الشورى والخبراء ، تعطي مؤشرا إضافيا مطمئنا للعالم الغربي ، بتوسيع قاعدة الإصلاحيين في هذين المجلسين وما يمكن ان يعكسه ذلك من سياسات تركز على مرحلة ما بعد رفع العقوبات واعتماد سياسة الانفتاح، وتكليف تنفيذ الملفات الخارجية في المنطقة للحلفاء الحائزين على الثقة .

اقرأ أيضًا: حزب الله يهدد موقع «جنوبية» أمنياً: هل بدأت سياسة الإلغاء الشامل؟
التراجع الى الداخل في إيران يقابله تقدم الى الخارج لحليفها المقرب والمدلل حزب الله ، الذي خرج من لبنان وشارك مباشرة في الحرب السورية ودفع ثمنا باهظا من شبابه الذي وصل الى حدود ألفي عنصر ، وهو يحاول فرض نفسه قوة وطرفا في الصراع القائم  ويعلن باستمرار عن بقائه في المدن السورية لقتال الإرهابيين ، كما أكد ذلك  أمينه العام السيد حسن نصر الله ، الذي يركز في معطم خطاباته على الملفات الخارجية من  البحرين الى اليمن والعراق وسوريا وصولا الى نيجيريا . هذه الخطابات التصعيدية ذات الوجهة الإقليمية والتي تحمل  في طياتها رسائل في كل الاتجاهات ، وتأتي من طرف سياسي داخل الحكومة اللبنانية ويعمل على الساحة السياسية اللبنانية ، ولو كانت مدعومة من إيران ، أثارت دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية لا سيما بعد تصعيد اللهجة  باتجاه العائلة الحاكمة الممثلة بآلِ سعود . التصعيد لم يقتصر على الكلام بل تحول الى أفعال ، من خلال وقف الهبة السعودية للبنان والمخصصة للجيش والقوى الامنية اللبنانية على خلفية موقف لبنان بالنأي بالنفس وعدم الانضمام للإجماع العربي في الجامعة العربية .
الأزمة الاخيرة مع لبنان ، والتي استعملت فيها الرياض السلاح الإعلامي من خلال نشر اشرطة تتحدث عن دور حزب الله في اليمن الى جانب الحوثيين وتوجيه اتهامات بأدوار تخريبية في دول خليجية ، تضع حزب الله في مواجهة مباشرة  مع الدول العربية ، وتُبعد إيران عن الاشتباك السياسي المباشر مع هذه الدول ، ما يزيد من الضغط على موقع الحزب والذي تسعى السعودية الى تصنيفه كمنظمة إرهابية على لائحة جامعة الدول العربية بعد ان صنفته كمنظمة إرهابية .

 

مما لا شك فيه ان حجم حزب الله الذي توسع إقليميا وضعه في موقع صعب ، وَمِمَّا لا شك فيه ان تكبير حجمه ليخوض معارك في سوريا واليمن والبحرين والعراق إضافة الى أدواره في الخليج ، عدا عن حربه مع إسرائيل التي بات يخوضها على أرض سوريا ، وقد إعترفت إسرائيل باغتيال أحد قياديّيه سمير القنطار ، يجعله عرضة لعقوبات وضغوطات من الصعب مواجهتها . إلا أن السؤال يبقى هل سيأخذ حزب الله موقع إيران في المواجهة والعقوبات من الدول بعد أن رُفعت هذه العقوبات عن إيران وبدأت تستعيد علاقاتها الدولية لا سيما الغربية والاميركية ؟

(اخبار بووم)

السابق
صحافي ألماني يسأل الأسد: هل تستطيع النوم ليلاً؟
التالي
وصول بري الى المجلس النيابي