سِيرةُ مَوْلايَ هشام العَلَويّ: «لستُ الأميرَ الأحمر»!

كتاب سيرة أمير مبعد
يُقدِّم الأمير المغربي، مولاي هشام العَلَوي سيرته إلى القرّاء العرب، في كتابه الذي يهديه: "إلى المغاربة بدون تمييز"، وهذا الكتاب، صادر حديثاً (عن "دار الجديد" في بيروت، في طبعة أولى 2015)، تحت عنوان: "مولاي هشام العَلَويّ – سيرةُ أميرٍ مُبْعَد – المغربُ لناظره قريب".

و”هشام بن عبد الله العلوي، هو إبن عمّ محمّد السادس ملك المغرب الحاليّ. وُلدَ وترعرع في الرباط جوار والده مولاي عبد الله ووالدته الأميرة لمياء رياض الصلح. درس وتخرّج من جامعتيّ برينستون وستانفورد. أنشأ أكثر من مشروع صناعيّ وعقاريّ ومؤسسة تحمل اسمه تُعنى بالعلوم الاجتماعية الخاصّة بالعالم العربيّ.

اقرأ أيضاً: كتاب «سوسيولوجيا العنف والإرهاب»: لماذا يفجّر الإرهابي نفسه؟

وينهي العلوي النصّ التمهيدي لهذه السيرة بقوله: “إنّ الحقيقة التي أُشرك بها قرّائي من خلال هذه الصفحات بسيطة للغاية: شاء لي القدر أن أولد أميراً، ثم سرعان ما أُبعد الأمير مني عن قلعة السلطة لأنه شارك المغاربة همومهم وقضاياهم – وفي الطليعة منها الديمقراطية – التي، إن كُتِبَ لها أن تكون نظام حياتنا الوطني، فستجعل من المغرب مملكة لنا جميعاً.
على أنه يوضح في نصّ التّمهيد أيضاً إذْ يقول: “فيما يخصّني، اخترت الصراحة والوضوح منهجاً: لستُ الأمير الأمير الأحمر وليس محمّد السادس ملك الفقراء، والخمسةَ عشر عاماً التي قضاها في الحكم تثبت ما أقول. أما لقب الأمير الأحمر الذي أطلق عليّ، فبِدعة من بِدَع الإعلام أُريدَ منها صورتي، حيث إنني لم أكن يوماً شيوعيّاً او اشتراكيّاً ولستُ، من حيث المبدأ، بمعادٍ النظام الملكيّ. كذلك لم أكن يوماً أميراً نمطيّاً. بناءً عليه، لا أراني أستبعد بالمطلق فكرة التخلّي عن الملكيّة الشريفة – إذا ما اكتملت لديّ القناعة – أنها لا تعود بالنفع على المغاربة، أو أنها تقف عائقاً أمام المضيّ نحو الديمقراطيّة والازدهار وسيادة القانون.
للتبحّر في هذا الموضوع الأساس كان هذا الكتاب.كتاب سيرة أمير مبعد
ويقول الكاتب في المقدِّمة: “مع صدور النسخة العربيّة من كتابي سيرة أميرم بعد أعود إلى بيتي الحضاريّ وإلى كنف اللغة العربية.
يصدر الكتاب من لبنان، بلدي الثاني، الذي وسم، جوار المغرب، هويّتي. أقدّم هذا العمل إلى القارئ العربي شاكراً إياه استقباله لي تحت سقفنا المشترك. (ففي هذا الكتاب) كلام كثير عن المملكة المغربيّة. على نقيض ذلك، إنّ انتمائي إلى دار الملك بالولادة جعنلي قادراً على وصفها ووصف مخزنها القيّم على إرثها الاقتصادي والعقاري”.
ويوضح الناشر، قائلاً: “لم يخشَ مولاي هشام العلويّ – ابن مولاي عبد الله بكر محمد الخامس أوّل ملوك المملكة المغربيّة بعد الاستقلال – يوماً الإفصاح عن آرائه.
فبعد أن أمضى طفولته الأولى في المدرسة المولويّة، مدسة القصر، سأل والده الانتقال إلى المدرسة الأميركيّة، ومنها إلى إحدى كبريات الجامعات الأميركية العريقة: برينستون.
نشأ مولاي هشام في رحم دار المُلك، فعرف قصورها ودهاليزها ورأى ما لم يُتَح لكثيرين سواه مشاهدته والاطلاع عليه من أسرار وتفاصيل لا يبخل على قرّاء كتابه هذا بسردها والتعليق عليها، بظرفٍ تارة وبمرارةٍ مرّات أخرى.

اقرأ أيضاً: حسن داوود 1/2: الماضي هو الذي دفعني إلى الكتابة

من أوّل عهده بالتدخّل كتابةً في الشأن العام، جاهر مولاي هشام بوجهات نظره ونشرها على الملأ في شهريّة لوموند ديبلوماتيك المعروفة بمواقفها التقدّمية. فصُنّف منذ ذلك الحين في خانة المعارضين الخطرين رغم تأكيده المرّة تلو المرّة على قناعته بأنّ الملكيّة البرلمانيّة هي النظام السياسيّ الكفيل بأن يُعيد المغرب إلى المغاربة وبأن يُغلِق المخزنَ معقل الاستبداد.
يكتب مولاي هشام سيرته بصراحة لم تعهدها البلاطات العربيّة وبرؤية ثاقبة تطمح لبناء عالَمٍ عربيّ أكثر رخاءً وإنسانيّة.

السابق
انتفاضة القدس.. 186 شهيداً و 33 قتيلاً صهيونياً
التالي
حقق «ليوناردو دي كابريو» حلمه أخيرا…. وفاز بالأوسكار!