الأسرى لدى داعش والنصرة في حرب «حزب الله» الوجودية

في 24 تشرين الثاني 2015 استهدفت "جبهة النصرة" نقاط الجيش السوري في حي الاذاعة بمدينة حلب، وأقدمت على أسر ثلاثة عناصر لبنانيين من حزب الله وهم:

– محمد مهدي شعيب من جنوب لبنان.
– موسى كوراني من جنوب لبنان.
– حسن نزيه طه من بلدة الهرمل البقاعية.

النصرة التي لم تكتفِ بنشر صورهم، وإنّما نشرت فيديو مصور يروي فيه الأسرى تفاصيل المهمة العسكرية التي أوكلت إليهم في معركة ريف حلب الجنوبي بقيادة قائد فيلق القدس قاسم سليماني، كذلك كشفوا عن وجود ثلاث جبهات عراقية وايرانية وجبهة لحزب الله، إضافة إلى عناصر أفغان جميعهم بقيادة سليماني مع وجود عناصر قلّة من الجيش السوري النظامي.

إقرأ أيضاً: هذا أبرز ما قاله أسيرا حزب الله لـ «كارول معلوف»

أسرى حزب الله ما زالوا حتى اللحظة بقبضة النصرة وكل ما يشيعه الحزب عن مفاوضات لا ينعكس حقيقة على أرض الواقع، أسرى حلب لم يخترق ملفهم إلا الإعلامية كارول معلوف التي أذاعت مقابلة حصرية معهم في شهر شباط الجاري متجاوزة كل تهديدات حزب الله وكل ضغوطاته التي نجح بفرضها على قناة الـmtv فيما لم يتمكن من تهويل ومنع معلوف بها.
مقابلة الأسرى أظهرت التعبئة الحزبية والصورة المغالطة كما أظهرت أيضاً الاستهتار بالمقاتلين وهو ما أوقع الثلاثة في الكمين، كذلك برهنت أمراً هاماً ألا وهو أنّ الحزب لا يفاوض ولا يملك أيّ معلومات عن أسراه بدليل جهله مصير الأسير موسى كوراني الذي لم يظهر في المقابلة.
قصة الأسرى تكررت منذ ثلاثة أيام، وهذه المرة بطل المشهدية الحزبية “علاء البوسنة”، هذا اللقب الذي اكتسبه مقاتل الحزب لمشاركته في حرب البوسنة والهرسك في تسعينات القرن الماضي.
“علاء البوسنة” أو علي فياض شارك أيضاً في أبرز عمليات ما قبل تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي، ليستلم مع دخول المقاومة في الحرب السورية مسؤولياتٍ عديدة، أبرزها في الغوطة الشرقية، ودرعا واللاذقية وحلب.
ويعرف عنه قيادته الميدانية للعمليات التي يضع خططها، وتقدّمه المقاومين في المهمات العسكرية المختلفة، كما عُرف عنه، أيضاً، التخطيط لأبرز الكمائن ضد المسلحين كذلك فقد شارك في خطط تحصين العاصمة العراقية بغداد بعد سقوط الموصل بيد «داعش» عام 2014.

علي فياض
علي فياض أسير لدى داعش

فياض الذي تلقت عائلته يوم الجمعة الماضي خبره مقتله في خناصر بريف حلب، والذي نعاه الحزب يوم السبت، توقف عزاه يوم أمس وسحبت النعوات، وذلك بعد ورود معلومات تؤكد بنسبة 90% أنّه ما زال على قيد الحياة.
ولكن أين علي أو علاء البوسنة؟؟ وكيف تمّ نعيه دون التأكد من خبر مقتله؟
في حين لم يصرح الحزب وأوساطه أو حتى عائلة فياض بأي معلومات عن مصيره، أكدت “الراي” عن مصادر من داخل تنظيم داعش أنّ علي فياض معتقل لدى التنظيم.
وأشارت “الراي” ان الحاج «علاء البوسنة» كان داخل سيارة مع ضباط يعملون ضمن فريقه وتحت إمرته، عندما وقع في مكمن في منطقة متقدمة على طريق خناصر – اثريا، لم تكن قد حُررت بعد، وان المجموعة فُقدت ولم يُعثر على أي جثة، ولذلك فإن ثمة احتمالاً قوياً جداً بأن يكون فياض وقع أسيراً لدى «داعش».

علي اليوم كما محمد وموسى وحسن (ضحية وجلاد)، فهو يدفع ثمن الإيديولجيا الحزبية والبيئة، كما دفعها الثلاثة من قبله وكما صرحوا عن عقيدة حزب الله وعن المناخ التعبوي..
علاء البوسنة لم يولد شريراً ولا قاتلاً، ولا حزبياً، ولكنه ولد في حاضنة دينية عقائدية تعتبر أنّ الخصم السياسي عدو وتبيح قتله، ولد في عمق الإيديولجيا التي ترفض الإختلاف وتنبذ كل من لم ينتمِ إلى صفوفها أو ليس هذا ما قاله كل من محمد وحسن “أو ثنائية أو شيعة منبوذون”.

https://www.youtube.com/watch?v=pygzmBr7d3w
فياض الذي انتشرت له مقطع فيديو وهو يطعم الدجاج من طعامه، فلا يبعدهم عنه وإنّما يقدم لهم اللقمات، هذه الطينة الطيبة اللاواعية مع الحيوان تعكس حقيقته وإنسانيته، أما ذاك الذي يقود معارك الحزب به ويخطط للكمائن والذي غرر به إنّما هو صناعة الحاضنة العصبية التي أمنت له غطاء ديني بأنّ كل رصاصة في قلب الخصم تزيد من رتبته في الجنة درجة!

إقرأ أيضاً: علاء البوسنة أسير لدى داعش

ما بين النصرة وداعش، المقاتلون يدفعون الثمن، قتلى وجرحى وأسرى، “فدا بشار الأسد”، هؤلاء المقاتلون الذين غرر  بهم ليقاتلوا في حلب والغوطة وغيرها من المناطق السورية، وليشاركوا في حرب لا ناقة لنا بها ولا جمل ولا طريق قدس تمر خلالها، هي حرب أقل ما يقال بها أنّها اهلية بينما كثيرون يعتقدون انها ثورة شعب ضد نظام استبدادي.
فيما يصور الحزب لبيئته وبشهادة الأسيرين، بأنّها حرب ضد الشيعة وضد وجودية الشيعة.

السابق
علاء البوسنة أسير لدى داعش
التالي
ماذا يقول لك الفلك.. وهذا البرج فلينتبه من أعدائه!