لبنان يترقب واقع الهدنة في سوريا رئاسياً وأمنياً

أشارت “اللواء” إلى ترقب مصير الهدنة السورية التي يرعاها وزيرا خارجية أميركا جون كيري وروسيا سيرغي لافروف، والتي من المفترض ان تدخل حيز التنفيذ اليوم. ومن شأن هذه الهدنة التي استثنت “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش” من العمليات العسكرية، ان تلجم اندفاعة الحرب السورية، بعد خمس سنوات على اندالعها، ، والتي ساهمت إلى حد كبير في شل مؤسسات الدولة اللبنانية، وابقت الإستقرار اللبناني عرضة للاهتزاز في أي وقت.

وربطت مصادر مطلعة عبر “اللواء” بين سريان الهدنة السورية وصمودها لأسابيع، وارتفاع منسوب الإماكانيات المفتوحة لإنتخاب رئيس للجمهورية. وأشارت إلى ان الهدنة ستحدث إعادة تشكيل قواعد الإشتباك على الساحة السورية، مما يفسح في المجال لسحب حزب الله مجموعات كبيرة من وحداته المقاتلة في سوريا، وهذا سيخفض من حدة الأزمة السياسية، لا سيما وأن الحرس الثوري الإيراني بدأ بسحب عناصر بالعشرات من ساحات المعارك الدائرة في سوريا، وفقا إلى ما أشار إليه كيري.

وقال مرجع أمني واسع الاطلاع لـ”السفير” إن قضية الهدنة قد تؤدي الى خلق أوضاع جديدة ضاغطة على “داعش” و”النصرة”، وبالتالي يمكن أن يبادرا الى التسلل من أية نقطة ضعف سواء في الداخل اللبناني (أحزمة وانتحاريين) أو تنفيذ محاولات تسلل عبر الحدود. وأشار الى أن هذا يستوجب أيضا منا كدولة لبنانية أن نكون متيقظين، خصوصاً أن لبنان أصبح البوابة الوحيدة الى سوريا، وقد يحاول بعض المقاتلين الأجانب الهرب من أرض المعركة في سوريا إذا شعروا أن الآفاق باتت مقفلة أمامهم هناك، ولذلك، رصدنا تدفق خمسة وفود أجنبية (معظمها أوروبية) الى بيروت في الأيام العشرة الأخيرة، كان القاسم المشترك بين معظمها أمرين اثنين:

–          أولهما، طلب التدقيق في اللوائح التي وضعتها بعض العواصم الغربية لمقاتليها “الجهاديين” على أرض سوريا، وإمكان توقيف من سيحاول منهم الفرار عبر لبنان.

–          ثانيهما، إبداء الاستعداد لتقديم كل مساعدة متاحة عبر الضغط على الحكومات لزيادة المساعدات للحكومة اللبنانية لمواجهة أعباء قضية النزوح السوري الى لبنان ومساعدتهم على الصمود والبقاء في لبنان بانتظار تسوية الأزمة السورية.

وأضاف المرجع نفسه أن النزوح السوري المليوني (1.5 مليون لاجئ) إلى لبنان، يتحول للمرة الأولى الى مؤشر إيجابي لمصلحة الاستقرار، “وكل ذلك بفضل الزلزال الذي أصاب أوروبا بسبب أزمة اللاجئين، وصار لسان حال الأوروبيين والأميركيين تأكيد أهمية استقرار الوضع اللبناني في هذه المرحلة الإقليمية المفصلية”. وكشف المرجع أن بعض الوفود الأمنية الأوروبية قدمت معطيات للحكومة اللبنانية حول نشاط بعض العصابات التي تتولى تهريب النازحين عبر المرافئ الشرعية وغير الشرعية، وتم الاتفاق على تشديد الإجراءات اللبنانية لمنع عمليات المتاجرة بأرواح النازحين السوريين وأيضا اللاجئين الفلسطينيين، وذلك في ضوء تعاظم ظاهرة محاولات هجرة أبناء المخيمات الفلسطينية الى أوروبا وباقي مناطق اللجوء، بسبب توقف معظم خدمات “الأونروا”.

السابق
شائعات أمنية ترعب البلد على وقع تأزم العلاقات مع السعودية
التالي
حاكم مصرف لبنان: هذا واقع الاقتصاد اللبناني..