الانتخابات التشريعية نجحت في تجديد دم النظام الإيراني‏

أقفلت صناديق الاقتراع في ايران أمس وبدأ فرز الأصوات، كل المؤشرات تدل على نجاح عملية انتخاب مجلسي الشورى والخبراء في جذب شرائح الشعب الايراني نحو اعادة تجديد الثقة بالنظام التي كانت قد تزعزعت بشكل كبير في عهد الرئيس السابق المتشدّد احمدي نجاد ، وليضخ الرئيس الاصلاحي الحالي الشيخ حسن روحاني دما جديدا في الحياة السياسية الايرانية، وذلك بحسب المعلومات الأولية التي اشارت الى كثافة عالية في الاقبال على صناديق الاقتراع.

أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية الإيرانية حسين علي أميري بدء فرز صناديق الاقتراع لانتخابات مجلسي الشورى وخبراء القيادة فجر هذا اليوم، وقال: “حتى الساعة التاسعة من صباح اليوم، تم فرز أكثر من 33 مليون صوتا من الأصوات الناخبة لكلا المجلسين”، مشيرا إلى أنه لن يتم الإعلان الرسمي عن فوز أي من المرشحين أو اللوائح إلا بعد انتهاء عمليات فرز الأصوات بشكل كامل”.

إقرأ أيضاً:  في إيران: حفيد الخميني «غير مطابق للمواصفات»!

في هذه الأثناء، ذكرت مواقع ألكترونية تابعة للتيار المتشدد احتمال فوز لوائح الإصلاحيين في العاصمة طهران، لكنها أدرجت بالمقابل أسماء عدد من المتشددين الفائزين في مناطق مختلفة من البلاد.

مديرية الانتخابات التابعة لوزارة الداخلية حذرت في بيان حمل الرقم 36 وسائل الاعلام كافة، من “تداول أي نتيجة نهائية قبل صدورها عن وزارة الداخلية”، وذلك تعليقا على معلومات تناقلتها وسائل إعلام محلية ونقلتها وسائل اعلام غربية عن تقدم للوائح الإصلاحيين على حساب لوائح المتشددين في عدد من المناطق، بعد عمليات الفرز الأولية، لانتخابات مجلس الشورى بالتحديد، دون الإشارة إلى نتيجة ولو أولية تتعلق بعمليات فرز الأصوات الناخبة لمجلس خبراء القيادة.

وذكرت مصادر شبه رسمية نقلتها وكالة فارس التابعة للحرس الثوري فوز الأصوليين: أحمد خاتمي شقيق رئيس الجمهورية الأسبق محمد خاتمي في منطقة كرمان ومحمود هاشمي شاهرودي الذي تلاحقه تهمة الانتماء لحوزة النجف ويشفع له إقراره بمرجعية خامنئي من بين مراجع حوزة قم، وأحمد علم الهدى إمام الجمعة الموقت لمدينة مشهد عن منطقة خراسان في انتخابات مجلس خبراء القيادة، مكتفية بالإشارة إلى هذه الاسماء الثلاثة، التي من المتوقع فوزها دون أصوات حتى، كون الثلاثة من نسور النظام الإسلامي والمقربين لمرشد الثورة السيد علي خامنئي.

الانتخابات الايرانية

حتى هذه الساعة لم تعلن وزارة الداخلية انتهاء فرز الأصوات ومن الممكن ان تستمر عملية الفرز حتى نهار الاثنين أي بعد غد، كذلك لم تأت وزارة الداخلية على ذكر نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية و”القيادية” اذا صح العبير، ولكن المعلومات الأولية أشارت إلى أن حوالي 70% من الإيرانيين شاركوا البارحة في هذه الانتخابات، ما يؤشر الى نجاح الرئيس روحاني في بث روح المنافسة السياسية في الشارع الايراني.

وفي طهران تراوحت نسبة المشاركة ما بين 50 إلى 55 % وهي نسبة عالية لم تشهدها الجمهورية الإسلامية منذ انتصار الثورة.

إقرأ أيضاً: الانتخابات في ايران تحت سقف البيروقراطية الدينية

لفت مصدر إصلاحي إلى أن أهم الدوافع التي أدت إلى ارتفاع نسبة المشاركة الشعبية الكثيفة في الانتخابات خصوصا الانتخابات التشريعية، هو خوف الإيرانيين من عودة البلاد إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية التي كانت مهيمنة قبل فوز المعتدلين بالانتخابات الرئاسية، ودعما لهذا التيار الذي يقوده الرئيس روحاني من أجل المزيد من الانفتاح على الخارج، وتحصينا للنتائج الإيجابية التي أرساها الاتفاق النووي مع الغرب.

السابق
بالأرقام(8):الديمقراطية الإيرانية إعدامات جماعية..
التالي
جعجع عبر تويتر: القواتيون هم حراس الجمهورية وهؤلاء من ارتكبوا جريمة تفجير سيدة النجاة