هذا هو سرّ الغضب السعودي على لبنان!

السعودية
يعيش لبنان في أزمة لم يشهد مثلها في تاريخ علاقاته مع السعودية والدول الخليجية قد تسفر عن كارثة دبلوماسية واقتصادية، فانتقلت عاصفة الحزم نحو الساحة اللبنانية بشكل مفاجئ. فهل تتمادى الضغوطات والتجاذبات بشكل يؤدي إلى فرط الحكومة كما يشاع؟ وما هي الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الحزم السعودي في لبنان؟

علامات استفهام كبيرة تطرح حول ما اذا كانت هذه الإجراءات التصعيدية الخليجية، موضوعة في اطار استراتيجية جديدة المملكة للتعامل مع الملف اللبناني من جهة وتغيير الوجهة السياسية في لبنان من جهة أخرى. تساؤلات أخرى حول مصير الحكومة إضافة إلى خشية من ارتدادات أمنية من خلال عودة لبنان كساحةً لتصفية الحسابات والنزاعات الاقليمية في المنطقة.

لكن، إلى جانب المنحى التصعيدي لتأزم العلاقة بين لبنان والسعودية والمخاوف القلق حول ما ستؤول اليه الأمور، ما هي الأساب الحقيقية وراء هذا الكم من الغضب الخليجي والسعودي تحديدا على لبنان؟

ترى مصادر مواكبة أن أسباب كثيرة تضافرت حتى انفجرت العاصفة السعودية في وجه اللبنانيين عموما . وأشارت هذه المصادر بالدرجة الأولى إلى الصعوبات التي تواجهها المملكة في الميادين العسكرية وخصوصا في الميدان السوري نظرا للتدخل الروسي الذي رجح كفة النظام وحزب الله.

أما السبب الثاني فهو انعدام فرص التدخل البري للسعودية في سوريا وذلك نظرا لعدم تأمين الغطاء الأميركي وبالتالي إعلان تركيا عدم امكانيتها خوض المعركة بمفردها. وإلى جانب الملف السوري، ففي اليمن أيضا وعلى الرغم من أن التطورات الميدانية لصالح السعودية إلا أن الاخيرة لم تنجح في الحسم لتتعرقل بالتالي عاصفة الحزم.

كما وجدت المصادر أن تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة من العراق إلى سوريا واليمن وصولا إلى لبنان الذي أصبح خاضعا بشكل شبه كامل تحت سيطرة حزب الله.

السعودية
الملك سلمان

وبالنسبة للبنان، فالسعودية أنفقت 70 مليار دولار من المساعدات والهبات للدولة اللبنانية في الربع القرن الاخير، وعلى الرغم من ذلك لم تستطع الا السيطرة جزئيا على الساحة السنيّة.

مع العلم، أنها كانت تدعم قوى 14 أذار بشكل كبير التي كانت تفوز في الانتخابات النيابية لكن زخم وهيمنة سلاح حزب الله كان يفشل دائما الأكثرية العددية لحلفاء السعودية.

كذلك، توقفت المصادر المراقبة عند الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها شركات كبرى عاملة في الجريزة العربية، وعلى رأسها شركة “سعودي أوجيه”، والتي لم تدفع رواتب موظفيها منذ خمسة أشهر. لذا تفضل السعودية وفق هذه الظروق وفي ظل الهيمنة الإيرانية على لبنان وقف الهبة وتوفير هذا الدعم في مكان آخر تحصد فيه ما تزرعه.

إقرأ أيضاً: أوساط غربية تحذر: إحموا الحكومة منعاً للتفجير

كما وتؤكد المصادر أن سيطرة محور الممانعة على قرارات الدولة ومؤسساتها وخصوصا السيطرة على وزارة الخارجية من خلال العونيين في وقت حساس تسعى فيه السعودية والدول العربية لعمل موحد داخل سوريا عسكريا وسياسيا للقضاء على امتداد النفوذ الايراني الذي بات مصدر لحرج المملكة. جاء موقف جبران باسيل في اجتماع وزراء الخارجية العرب حين امتنع عن التصويت على قرار يدين الاعتداءات الايرانية على السفارة السعودية.

إقرأ أيضاً: خيار الحرب: حزب الله يستنفر عناصره ويستعد للأسوأ

هذا الموقف الذي يمثل لبنان اعتبر خطأ كبيرا في حق السعودية التي حملت الرئيس سعد الحريري وقوى 14 أذار المسؤولية خصوصا انه لم يكن لديه موقف حازم لإعادة لاعتبار الى المملكة. وبالتالي وبحسب هذه المصادر أعتبر هذا الأمر بمثابة ضعف غير مبرر وعلى الحريري وحلفائه في 14 اذار أن يترجموا الدعم السعودي لفريقهم بأن يأخذوا موقفا محددا، كالتهديد بفرط الحكومة حتى ولو بقي في اطار التلويح.

فهل تتزايد الضغوطات بشكل يؤدي إلى فرط الحكومة؟

السابق
السعودية تصنف 4 شركات و3 أشخاص ارهابيين لارتباطهم بأنشطة تابعة لـ«حزب الله»
التالي
الحريري: حمينا البلد وسنستمر وأقول لكم أنا عدت وسأبقى معكم ولا تخافوا إذا سافرت سأعود سريعا