مؤشرات خطيرة تنبىء بحرب أهلية في لبنان…

يبدو أنّ الأزمة التي تعصف حالياً في العلاقة اللبنانية السعودية مرشحة لأن تجنح جنوحاً خطيراً نحو تصعيد يتخطى المنحى السياسي إلى تصعيد ميداني، على شاكلة صدام عسكري سعودي مع حزب الله على الأراضي السورية، أو عودة لحرب أهلية لبنانية مستجدة عنوانها هذه المرة الصراع العربي الفارسي أو السني الشيعي على أرضنا.

الصحافي والمعلّق السياسي المستقبلي نديم قطيش المقيم في دولة الإمارات والذي التقى قبل أيام الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، رسم في مقال له اليوم في موقع “المدن” الإلكتروني سيناريو لحرب أهلية لبنانية قائلاً أنّ “حزب الله وخصومه، يتصرفون على قاعدة أنّ نتائج عملية ٧ أيار ٢٠٠٨ مستمرة في السياسة، بحيث لا يحيدون مرة عن سكة تقديم التنازلات، كجزية تدفع لحماية البلاد من الإنفجار. ولئن كان هذا خيار لا يحتمل المزايدة عليه ممن هم خارج مسؤولية صناعة القرار، وأنا منهم كمعلق سياسي، الا أنه لا يُعفي المراقب من ملاحظة قاتلة، وهي أنّ من نتصرف معهم بعقلية القبول بالهزيمة، ما عادوا يكتفون بإقرارنا بالهزيمة بل يبتغون التلذذ بإذلال البلاد والعباد!

إقرأ أيضاً: خيار الحرب: حزب الله يستنفر عناصره ويستعد للأسوأ

ويستدلّ بشواهد عن استقواء حزب الله “فالرابح في إنتخابات الرئاسة سلفاً بترشيح أحد صقريه، الجنرال ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، لا يبدو مستعجلاً لقطف إنتصاره! ومن نسعى للوصول معه الى تسوية لفظية تخفف من نتائج إختطافه لقرار السياسة الخارجية اللبنانية، لا يريد الاكتفاء بأنّ ما كتب في مؤتمري وزراء الخارجية ومنظمة التعاون الإسلامي، قد كتب! بل يريد الزيادة عليه، أن تصدر القوى السياسية اللبنانية أناشيد التأييد له، بوصفه درة العبقرية الديبلوماسية في تطبيق مبدأ “الحياد” وبالتالي “حماية المصلحة الوطنية”!!

7 أيار 2008 لبنان
احداث 7 ايار

ويؤكّد قطيش ان “ليس في قدرة ولا رغبة خصوم حزب الله الرئيسيين أو ما يسمى سياسياً  “main stream” الذهاب بإتجاه التسلح والخيارات العسكرية. وهم ما زالوا رغم النزيف الحاصل في صفتهم التمثيلية للناس، يراهنون على الكائن المسمى الدولة، الذي يمعن حزب الله في إهانته وتدميره يومياً. لكن ثمة ما إستجد منذ ٧ أيار ٢٠٠٨ وحتى اليوم!

أولاً، أنّ الاشتباك المذهبي السني – الشيعي إتخذ حينها صفة مواربة، وبقي في إطار الإشتباك السياسي المحلي بين فريقين. ولم يكن قد إنفجر الصراع بين راعيي الفريقين بمثل إنفجاره اليوم وعلى إمتداد ساحات كثيرة.

ثانياً، لم يكن قد طرأ على الإجتماع اللبناني دخول نحو مليوني سني سوري، يحملون في عقلهم ووجدانهم أعلى درجات الاستنفار حيال حزب الله، الذي اشترك مع نظام الأسد في تهجيرهم! وهم ممن لا تملك قوى الـ“main stream” أي سلطة عليهم، كما لا تملك من المشروعية السياسية والوطنية ما يكفي طويلاً لمنع التعاطف اللبناني معهم ومع رغبتهم وتحينهم فرصة الإنتقام.

إقرأ أيضاً: طريق القدس تمرّ من اليمن أيضاً!

ويختم الزميل قطيش الصحافي اللبناني المقيم في الخليج بقوله “إنّها الحرب الأهلية القادمة ” شارحاً قبل عبارته هذه “إن هذا ليس تهديداً أو رسالة. ولا يعبر عن رغبة، معلنة أو دفينة، في هذا الاتجاه، بل هو إقرار فج بالوقائع على الارض في واحدة من أخطر اللحظات التي يمر بها لبنان، دولة ومجتمعاً وكياناً.”

السابق
مقدمات نشرات الاخبار التلفزيونية المسائية ليوم الخميس 25-2-2016
التالي
أوساط غربية تحذر: إحموا الحكومة منعاً للتفجير