خيار الحرب: حزب الله يستنفر عناصره ويستعد للأسوأ

أصبح حزب الله في مواجهة مباشرة مع العرب عموماً ومع المحور الخليجي - السعودي خصوصاً، فمع تداعي الأزمات التي يمرّ بها الحزب من عقوبات اميركية وخليجية تهدد موارده ومصادر قوته، ورصد لشبكات إتجار بالكبتاغون وتبيض الأموال تابعة له، إضافة إلى تفكيك خلاياه الإرهابية الحزبية الموزعة في عدد من الدول.

أزمة الحزب تفاقمت اليوم بعدما قررت السعودية أولاً ومن ثم دول الخليج، تضييق الخناق عليه في حاضنته اللبنانية، وذلك بمعاقبة الدولة التي تمنحه الشرعية.
من وقف الهبة إلى سحب الرعايا، وصولاً إلى تهديد بترحيل أكثر من ألف لبناني وإيقاف المعاملات المالية بين السعودية ولبنان، ناهيك عمّا يتردد من توّجه لاحق إلى إقفال السفارات الخليجية وهذا ربما ما مهدت إليه الإمارات بتخفيض عدد دبلوماسييها. تحوّل الحزب إلى لاعب سيء في ساحته.

إقرأ أيضاً: بالأرقام والوقائع(6): إلى حزب الله… من أين لك هذا؟‏

وكأنّ كل هذه التداعيات لم تكن تكفي لحزب الله الغارق في المستنقع السوري، والمحمل المملكة جريمة “العدوان على اليمن”، لتبث يوم أمس قناة العربية الحدث شريطاً مصوّراً يظهر أحد القياديين في حزب الله في اليمن وهو يدرب الحوثيين على استهداف المملكة، في تدخل عسكري سافر.

في ظلّ كل هذه المرحلة التي أصبح الحزب على الرغم منه موضوعاً تحت وطأة تداعياتها، صرّحت مصادر لموقع لبنان 24، أنّ حزب الله يستعد لسيناريوهات قد تكون الأخطر عليه منذ نشأته إذ يتوقع حصول تطورات عسكرية في الميدان السوري ستؤدي إلى إستدراجه إلى حرب أمنية استنزافية مفتوحة مع بعض دول الإقليم.

حزب الله

وأضاف الموقع نفسه، أنّ بعض المقربين من الحزب يرون أن الطائرات السعودية قد تغير على مواقع “حزب الله” في الشمال السوري بين الحين والآخر، الأمر الذي سيستدعي ردّاً من الحزب في الداخل السعودي، ولعل إتهام الحكومة اليمنية أمس “حزب الله” بالتورط بالحرب اليمنية السعودية عبر قيادة بعض العمليات على الداخل السعودي ليس إلا مقدمة للتصعيد.

ويتابع أن المصادر ترى أن كل السيناريوهات متوقعة، حتى أنه يمكن تحريك خلايا في الداخل اللبناني، وإستخدام النازحين السوريين وقوداً لأي معركة متوقعة في الداخل، وإذا كان إيصال الإمدادات العسكرية لأي مجموعة مقاتلة في الداخل أمراً في غاية الصعوبة فإن دخول العامل الإسرائيلي ليس مستبعداً.
كما أشارت المصادر نفسها إلى عملية إستقطاب كبيرة في مناطق نفوذ الحزب، إذ عمدت بعض كوادر في “حزب الله” في الأسبوع الماضي على زيارة عدد كبير من الشبان المقربين من الحزب، والذين إبتعدوا عن العمل العسكري والحزبي لأسباب خاصة ودعوتهم إلى إستعادة النشاط والإلتحاق مجدداً بالخلايا المحلية، “لأن الوضع متوتر وخطر والحزب في حاجة إلى كل عنصر”.

إقرأ أيضاً: عن غياب الراعيّ السوري وفشل الراعي السعودي
ممّا لا شكّ به أنّ هذه التبدلات الإقليمية، وانتقال قوى النفوذ، ينعكس سلباً على وجودية حزب الله ومحوره الإيراني، وإن كان بستبعد أن تغامر إيران بحرب ضد المملكة، مّما يعني أنّ حزب الله وحيداً في ساحة المعركة المقبلة وغير محمي لا من حاضنته اللبنانية، ولا من حليفه الأسد الذي هناك إجماع دولي على سيناريو واحد وهو “نهاية عهده”

السابق
بري من بروكسل: مفتاح الحل في المنطقة هو التقارب السعودي الايراني
التالي
طريق القدس تمرّ من اليمن أيضاً!