نعود الى البداية ، حين أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على لسان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني خلال زيارته الى لبنان عن رغبتها في إهداء الجيش اللبناني مجموعة من الأعتدة والذخائر العسكرية وهي:
– قواذف وصواريخ طوفان وهي نسخة ايرانية من الصاروخ الأميركي المضاد للدروع BGM-71 TOW والتي يملكها الجيش اللبناني بكميات كبيرة منذ العام 1974
إقرأ أيضاً: إلى السعودية: أضيئوا شمعة الدعم بدل أن تلعنوا ظلام الخذلان
– ذخائر من عيار 100 ملم خاصة بالدبابات من نوع تي 54 ومن المعلوم ان هذه الدبابات اصبحت خارج الخدمة فعليا ويحاول الجيش اللبناني استبدالها منذ مدة طويلة بسبب قدمها وعدم فعاليتها
– مدافع هاون من عيار 60 ملم و120 ملم بالإضافة إلى ذخائرها، رشاش من عيار 12.7 ملم من نوع دوشكا بالإضافة إلى ذخائره، ومن المعروف ان الجيش يملك كميات كبيرة من مدافع الهاون والرشاشات من عيار 12.7 ملم ، وبالتالي هي ليست من الاسلحة الضروروية التي يحتاجها
لقد ركز معظم اعلام 8 آذار عن كرم ايران وفتح مخازنها ليأخذ لبنان ما يشاء من اسلحة ، ما دفع ببعض خبراء الاسلحة الى مقارنة الاسلحة الايرانية مع حاجات الجيش اللبناني ، وشملت المقارنة عدة نقاط وهي :
اولا: كان من المتوقع أن يحصل سلاح الجو اللبناني على 6 طائرات من نوع سوبر توكانو من فئة طائرات الاسناد الجوي القريب ، والقادرة على اطلاق أنواع متعددة من الصواريخ والأسلحة الذكية ومن ضمنها صواريخ هيل فاير التي وافقت أميركا على تزويد الجيش اللبناني بكميات منها ، فماذا تملك طهران لتعويضنا هذه الطائرات ؟
في الواقع تجمدت القوة الجوية الايرانية عام 1979 (عام سقوط الشاه) وهي بمعظمها مقاتلاتها قديمة الطراز (باستثناء حوالي 120 طائرة تم سرقتها من العراق). اكثر من نصف الطائرات (من أصل 312 مقاتلة ايرانية) خارج الخدمة بسبب القدم والضعف اللوجستي بعد امتناع الولايات المتحدة عن توفير قطع الغيار للمقاتلات . وبالتالي لا تملك ايران طائرات صالحة لللاسناد الجوي القريب حتى تهديها للبنان.
ثانيا : كان من المفترض ان يحصل لبنان على 3 سفن حربية طراز اف اس-56 تصنيع شركة سي ام ان (CMN) الفرنسية وهي سفن دورية في المياه العميقة يبلغ طولها 56 مترا ومسلحة بمدفع اوتوماتيكي عيار 76 ملم تصنيع شركة أوتوميلارا الايطالية بالاضافة الى رشاشين من عيار 20 ملم وصواريخ مضادة للطائرات من نوع ميسترال، فماذا تملك البحرية الايرانية لتقدمه لنا بالمقابل ؟
البحرية الايرانية الحالية هي قديمة وهزيلة، عمودها الفقري يعتمد على طرادات كورفت فئة ألفاند صنعتها بريطانيا سنة 1971 ، بازاحة قصوى تبلغ 1540 طن ، مزودة برادار AWS-1 للبحث الجوي يعمل بنطاق S باند. تم تطوير الرادار بين عامي 1956 و 1957. أقصى مدى كشف هو 75 ميل بحري ( 138.9 كيلومتر) واقصى ارتفاع كشف يصل الى 40 الف قدم (12.2 كيلومتر) . وبالتالي فان سلاح البحرية الايرانية في حالة يرثى لها، وهو لا يملك طرادات تصلح للقتال اصلا، فكيف لتسليح الجيش اللبناني
ثالثا : القوة البرية الايرانية تعاني من نقص حاد في العتاد، فالمعدات وتجهيزات سلاح الدروع والمدفعية الايرانية قديمة جدا، لدى ايران حوالي 250 – 350 دبابة فقط من طراز تي-72 ، وحوالي 200 دبابة طراز تي-54 وتي – 55 ، وعددا كبيرا من الدبابات من طرازام -47 وام -60 وتشيفتين غير صالحة للتشغيل بسبب نقص قطع الغيار، فما هي الدبابات الصالحة للعمل التي يمكن تقديمها الى لبنان ؟
إقرأ أيضاً: لبنان مستعمرة إيرانية أم لا؟
وجدير بالذكر الاسلحة الايرانية الواردة من الولايات المتحدة في حالة سيئة للغاية ، ولم يتم تحديثها منذ اكثر من 15سنة ، علاوة على افتقارها الى الانظمة الحديثة التحكم الناري واجهزة الرادار الخاصة بالمدفعية، واذا قمنا بالمقارنة يملك الجيش اللبناني عدد لا بأس به من مدافع الميدان الامريكية المتطورة M198 howitzer من عيار 155 ملم وهي افضل واكثر تطورا من المدفعية الايرانية
وبناء عليه فان “الخردة” المعروضة على الجيش اللبناني هي مجموعة اسلحة قديمة وذخائرها، يملك الجيش اللبناني كميات كبيرة منها وهو يحاول جاهدا استبدالها بسبب قدمها وقلة فعاليتها في الحروب الحديثة ، ولهذه الاسباب مجتمعة يجب على “ابواق” ايران ان تخرس فجيشنا ليس بحاجة لخردة