عن الحريري … وإعلامٌ بلا صرف و نحو

ندعو .. كتبها "ندعوا" فإحتار أيَ ينتقد وأي (يتفلسف)، ليس دفاعاً عن الحريري ولا نكراناً للغة، ولكن من هم الذين وقفوا على "ألف السهو" فطالبوا سعد بمراجعة لغته!

القصة بدأت من الإعلامية في قناة الـ MTV رونا حلبي، لتخبر الحريري أنّ “ندعو” عليها إجماع عربي.

بفضول تصفحت صفحتها الخاصة على تويتر وجدت أولاً تغريدات بالعامية، تضمنت إحداها” #تمام_سلام: “سأفضح المستور في حال تعثرت الامور”. بمعنى تاني: انا مغطى على اشيا كتير، بس ما رح قول شي اذا قدرنا نزبط الامور ونكفي ضحك عليكن.”
فسألت لغتي ؟
نزبط أو “نظبط” أليس من إجماع بين “ز” و”ظ”، وإن كانت عامية أليس من المفترض أن نكتب كما نلفظ!

إقرأ أيضاً: لبنان «حزب الله» : لسانٌ طويل ومصنعٌ للمقاتلين ومقبرةٌ لهم

ثانياً، توقفت عند التقارير والتي تعتمد على السكون مخافة السقوط بزلّة حركية، أما نشرات الأخبار فلا داعي للإستشهاد فيها لتكون الشاهد اليتيم على البراعة اللغوية وإنّما علينا أن نتوجه بالشكر لمن يحركها ويجتهد في إخراجها بصورة لغوية مثالية.

دعونا من رونا، فالمشكلة تمتد إلى من تداولوا صور المنشور من الأقلام التي توصف نفسها على أنّها من أهل الصحافة والتي تعبث بمقالاتها العديد من الأخطاء اللغوية فضلاً عن ضعف النص وركاكته..

هؤلاء وجدوا في الحريري متنفساً لإخراج عقدهم اللغوية، ولو كانوا من الضليعين لقالوا “هو سياسي ما له وما للغة” ولالتمسوا له العذر بقولهم أنّ “الألف” غلط مطبعي، خاصة وأنّ أهل الصحافة هم الأكثر عرضةً لهذا الخطأ..

إقرأ أيضاً: صحيفة ورقية جديدة لأول مرة منذ 30 عاما في بريطانيا

أما الآن فدعوني من كل ما قيل فوق، لأنتقل لنقطة أهم ألا وهي أنّ كل هذه الضجة قد أثيرت بـ “ا” لأن كاتبها الرئيس الحريري، وأنّ هذا التعالي اللغوي عليه إنّما هو من الإنقسام السياسي، للأسف بات تقييمنا للأمور ينحصر “بكيبورد”.
وكم أسقط كيبورد الحريري من “أبجديات” تجلّت ماهيتها الضعيفة بمحاسبة على ألف زائدة..

“ندعوا.. و ندعوا” .. هكذا كتبها الرئيس سعد وهكذا ستكون، بما أنّ الحرب عليه امتدت لغة، فاللغة من تويتر الحريري سنتبناها!

السابق
إلى السعودية: أضيئوا شمعة الدعم بدل أن تلعنوا ظلام الخذلان
التالي
تفاصيل تكشفها وكالة الأناضول حول تفجير أنقرة