مقربون لجنوبية: هذه هي الاسباب الحقيقية لاستقالة ريفي

خرج وزير العدل اشرف ريفي بالأمس من حكومة لم تنجز ملفًا لصالح اللبنانيين حتى اليوم، بل كل ما فعلته كان هو زيادة الأزمات وصولاً إلى الأزمة المستجدة بين لبنان ودول الخليج، ولكن هل هذه الخطوة التي قام بها بتقديم اسنقالته اتت لتصحيح ما أفسدته الحكومة طوال عامين؟ ولماذا اختار اللواء ريفي التمايز عن تيار المستقبل؟

في ظل بوادر دخول الحكومة اللبنانية في ازمة جديدة  عنوانها العلاقة اللبنانية- العربية، بسبب غضب المملكة العربية السعودية من مواقف خارجية لبنان من صراعها مع ايران وظهور لبنان فيها بمظهر المساند لطهران، مما ادى لوقف الرياض “مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي نظرًا للمواقف اللبنانية التي لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين” كما قال البيان السعودي.

إقرأ أيضاً: اشرف ريفي… اشرف الناس

وأثناء محاولات قوى الرابع عشر من آذار  احتواء الموقف السعودي واجتياز الأزمة عبر تصحيح العلاقة مع المملكة من خلال موقف حكومي موحّد، خرج وزير العدل أشرف ريفي على اللبنانيين لإعلان استقالته بسبب تجاوزات حزب الله عموما، او كما قال في بيانه  «هيمنة دويلة حزب الله، وتدمير العلاقات مع السعودية».

خطوة ريفي المفاجئة لاقت استحسانًا لدى الرأي العام المعارض لسياسة حزب الله  عموما ولدى الشارع الطرابلسي بشكل خاص، حيث توافد المهنئون الى منزل ريفي، وتجمع المناصرون أمامه، إلاّ أنّه وفي المقلب الآخر ظهرت علامات استفهام كثيرة حول عدم تنسيق ريفي في قرار استقالته مع حلفائه وخصوصًا تيار المستقبل الذي حارب من أجل توزيره؟ وهل خطوة ريفي ستغيّر الواقع المرير خصوصًا أنّ كثيرا من الملفات تحتاج المواجهة من داخل الحكومة وليس من خارجها؟
مصدر متابع ذهب في تفسير خطوة ريفي هذه، بأنّ الأخير بات يشعر بخطر على حياته، خصوصًا بعدما استطاع حزب الله عبر المحكمة العسكرية اخراج المجرم ميشال سماحة من السجن الذي خطط لأكبر عمليات إرهابية كانت ستنفذ في الشمال، لذا خروج ريفي من الحكم هو رد فعل لحماية نفسه خصوصًا أنّ حزب الله يتبع سياسة القضم الامني، والسياسي وبالتالي مواجهته لا يمكن تأجيلها أو تأخيرها.

أمّا عن استقطاب الشارع الطرابلسي رأى المصدر نفسه أنّه ليس من مصلحة  ريفي التمايز عن تيار المستقبل أو إحداث شرخ داخل صفوف التيار، وبالتالي يمكن النظر بإيجابية عندما يستقطب ريفي جمهور طفح كيله من ممارسات حزب الله بدل أن يتوجه هذا الجمهور إلى «جبهة النصرة» مثلا أو تنظيم «داعش» هذا الجمهور الذي يسأل مرارًا وتكرارًا ما هي سياستكم لمواجهة حزب الله؟ وماذا كسبت 14 آذار من مشاركتها في حكومة وحدة وطنية مع حزب الله؟

ريفي

مصدر مقرب من ريفي روى لـ«جنوبية» الأسباب الذي جعلت ريفي يقدم على خيار الاستقالة «شعر ريفي في الأيام الأخيرة أنّ لا جدوى من استمراره في الحكومة، خصوصًا بعدما فشلت الحكومة بحلّ أزمة النفايات، اضافة لاطلاق سراح  ميشال سماحة الذي ضبط متلبسا بتهريب متفجرات من سوريا لتفجيرها في لبنان وما يحكى عن علاقة كشفه باغتيال اللواء وسام الحسن، واخيرا الاساءة للعلاقات مع الدول العربية والسعودية على وجه الخصوص من قبل وزير الخارجية اللبناني دون اتخاذ الحكومة لموقف مناسب، لذلك قرّر الوزير ريفي أن يستقيل.

اما عدم تنسيقه المسبق مع تيار المستقبل فيعود إلى طبيعة العلاقة بينه وبين التيار وهي علاقة حلفاء ولم يكن اللواء ريفي تابعا للتيار يوما بشكل مباشر، وبالتالي فان قراره مستقل. لذلك قرارات ريفي هي دائمًا تأتي انسجامًا مع قناعاته وحرصًا على نظرته لنفسه بأن لا يكون شاهد زور على ما يفعله حزب الله داخل الحكومة».

وأكّد المصدر «أنّ ريفي وتيار المستقبل في خط سياسي واحد وهو سيبقى داخل خط الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقراره لم يأت أبدًا بخلفية استقطاب جمهور لنفسه، فالناس تحبه وتحترمه والجميع يشهد على ذلك».

احمد فتفت تيار المستقبل
احمد فتفت تيار المستقبل

وفي هذا السياق رأى عضو كتلة المستقبل النيابية أحمد فتفت أنّ  «اللواء أشرف ريفي تسرّع في تقديم استقالته، فهناك معارك طويلة لا تخاض إلا من داخل الحكومة كقضية ميشال سماحة». وأكّد فتفت أنّ «ريفي حليف وهو يؤكّد أنّه حليف لتيار المستقبل وليس جزءا من التيار وعلى هذا الأساس تبنى العلاقة معه».

إقرأ أيضاً: استقالة ريفي بوجه من.. الحفاء أم الخصوم؟

إذًا خرج ريفي من الحكومة المتخبطة أصلاً بملفات خلافية عميقة لم تجد حلاً لها طوال أشهر أبرزها الملف «الفضيحة» المتمثل بأزمة النفايات، وآخرها العلاقة مع الدول العربية بعد عدم التوافق على السياسة الخارجية للبنان، الذي جعل المملكة العربية السعودية توجّه انذارًا الى اللبنانيين وليس الى حزب الله فقط، فحزب الله المعروف بعدم بمبالاته بعروبة لبنان وعلاقته مع العرب وخياره السياسي بالوقوف الدائم مع ايران، إنّما هي رسالة منه الى باقي اللبنانيين وخصوصًا المسيحيين الذين تربطهم بالسعودية مصالح اقتصادية تاريخية وكبيرة، وممكن بذلك وضع خطوة ريفي في سياق محاولة “قلب الطاولة على حزب الله”، كما قال في بيانه.

السابق
«مليات» التركية: أنقرة أوقفت اندفاعتها بالتدخل البري في سوريا
التالي
مافيا الرياضة تحت مطرقة القضاء