قرارُ المملكة … الهجوم

السعودية
إنطلاقاً من شدة الضغط وكثرة الملفات الملحة في العالم العربي وثقل مسؤوليات المملكة كان يجب على اللبنانيين أن يعوا حقيقة أنهم تفصيل صغير في غمرة ما يدور. وان يستحوا وبكل طوائفهم أو على الاقل ان يكونوا أوفياء!

كلنا يعلم حجم المساعدات التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية للبنان على مدى عقود طويلة،عدا العدد الهائل من اللبنانيين الذين يعملون على اراضيها ومنذ عقود ايضاً، ويبدو أننا ممن قال عنهم الامام علي كرم الله وجهه “إتق شر من احسنت اليه”.

فلماذا يقبل البعض اللبناني المساعدات طيلة تلك السنوات وينقلب على مقدميها بعد ذلك؟!

لا شك أن القصة ليست فقط الهبة الآخير”3 مليار” وانما مشروع متكامل يهدف لفصل لبنان عنها بل عن إنتماءه العربي، وسوقه ووضعه في بوطقة اخرى يعتقد البعض انه قادرٌ على تحويل لبنان الى ساحة خليفة لها ولمشروعها في المنطقة.

بخلاف ما قرأ البعض من قرار المملكة وقف هبتها للبنان فإن البعض الآخر يرى القرار قراراً بالهجوم وليس الانسحاب من لبنان، ولكن كيف يمكن ان نفهم هذا الهجوم؟

وضوح رؤية المملكة للاسباب التي دفعتها لوقف الهبة للجيش وقوى الامن كلها بحسب تصريحات المسؤولين السعوديين مرتبطة بتقارب ما بين حزب الله والجيش اللبناني ونعلم أن قوى الامن ليست كذلك لكنها تدفع الثمن ولا يمكن فصل السلك العسكري في الدولة الى هذا الحد، عموماً قد يكون مفهوماً وقف المساعدة إذا كانت الممكلة تعتقد أن حصول الجيش على المال والسلاح في الوقت الراهن في لبنان ومع سيطرة حزب الله على معظم مفاصل الدولة، اعترف البعض اللبناني بذلك ام لا، ولكن…

قد يكون منطقيًا جدًا أن وقف الهبة رسالة بنسختين وجهت للحزب وايران بطبيعة الحال “وأيضاً” الى حلفاء المملكة في لبنان وهنا، لا يجب أن يخجل البعض من حقيقة أن ذلك ممكناً بعد اخفاقات عديدة سجلت لهذا الفريق في مواجهة سيطرة الحزب على معظم البلد وتسجيله اختراقات عديدة في أدق تفاصيل في الدولة وصلت الى حد تعطيل أو تسهيل أي أمر رسمي يرى الحزب فيه مصلحة له أو العكس فيعطل، قرارات الحكومة وتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية هي الامور الظاهرة للعيان فقط لكن ما خفي كان اعظم!

سلمان بن عبد العزيز
الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز

هكذا يرى البعض أن القرار السعودي بشكل معكوس، فالمتضرر لبنان وحلفاء المملكة والجيش والقوى الامنية ولكن ايران قادرة على سد الفراغ “والمبلغ مقدورعليه” وهنا اعتقد من اعتقد انه انتصار لسياسة 8آذار فإنسحاب المملكة تسهيل إضافي لإيران، لكن…هل هو توبيخ للحلفاء؟

إذا استمرت المملكة العربية السعودية في إيقاف مساعداتها للبنان احتجاجا على سيطرة حزب الله عليه، وتابعت الامارات العربية صرف اللبنانيين العاملين على أراضيها احتجاجا على سسيطرة الحزب على لبنان عدا شكها في أن عدد من اللبنانيين هناك يعملون لحساب الحزب بشكل او بآخر وهو أمر أعلن عنه في حينه وتم ترحيل بعض اللبنانيين من هناك.

إقرأ أيضاً: بالأرقام(3): شكراً دول الخليج… شكراً للسعوية والإمارات والكويت

فكيف ستستأنف المملكة المساعدات في حال حدث ذلك فعلاً وبأي شكل وتحت أي شعار؟

إن أي فلس سيصل الى لبنان من السعودية بعد هذه الأزمة سيدرج تلقائيا تحت بند الفتنة وتأجيج الصراع المذهبي وسترتفع الاصوات والأيدي الخيرة بالاشارة الى دعم المملكة غير الرسمي والمعلن للبنان وسيدعي من يدعي عندها ان المملكة اساس الفتنة في لبنان، وسينسى من ينسى انه يتلقى الدعم بشكل غير رسمي وغير مُعلن!

إقرأ أيضاً: عن وثائقي العربية و«صباط السيد» المهدى من الحريري!

فمن سيقنع حزب الله بالضرر الذي تسبب به للبلد او يردعه عن الاستمرار فيه؟

لم تستطع الحكومة التي تعرف انها معطلة ولا تقوى على تمرير أي قرار بدون موافقة الحزب، لم تجرؤ حتى على الاستقالة! لكن اشرف ريفي فعلها.

اشرف ريفي

لبناني منذ اكثر من عشر سنوات

سني

فما حظوظ الرجل صاحب اللهجة الحادة في كل ما يتعلق بحزب الله في المرحلة المقبلة؟

السابق
تنسيق بين إيران وروسيا يمتد إلى لبنان واليمن
التالي
الأوساط السياسية: هكذا وصلتنا استقالة ريفي.. وهل بدأ بخط سياسي مستقل؟