بالفيديو: عن أخلاقيات الأطفال… وقلة أخلاق الحكام

هي ليست أوروبا ولا إنجيلا ميركل، ولا أيّ دولة تتهم اللاجئين بالعنف والتحرش، وتتعامل معهم بفوقية وكأنّ اللاجئ السوري لا قادم من وطن وإنّما من عصور القوارض التي لا تفهم...

دول عربية وغربية، فتحت الحدود للاجئين، لتقول لهم “حدكم عخيمة” ولتعيرهم بالعمالة وبقليل من الفتات وبتعليم لا يرقى إلى المستوى بألف غصة ذل ومهانة…
لم يشفع لهؤلاء الهاربين من المظلمة عند الشرق وضده، لا طفل برميل، ولا آخر غريق، ولا فتاة مغتصبة، لم يشفع لهم طائرات السوخوي التي حولت مدائنهم إلى دمار، ولا أنّهم تحت رحمة نظام فاشي، نازي، يمارس عليهم عقد السلطة بتغطية إقليمية ودولية..

إقرأ أيضاً: اللاجئون الفلسطينييون في لبنان… عُراة!

هذه المواقف المتحاملة على اللاجئ السوري، وضعت تحت اختبار فلسطيني، غزاوي، ليكون السؤال الذي طرح على أطفال غزة “ما موقفك من استقبال مليون لاجئ سوري”، هذه الفرضية التي وضعت برسم غزة المحاصرة والتي يتخطى عدد سكانها المليونين في مساحة حدودها 360 كلم، لم تطرح على الشريحة الواعية التي قد تخدع الإعلام وتقول “شعارات طنّانة” وإنّما طرحت على الذين لن يمتلكوا بديهة الكذب والتلميع في لحظة مفاجئة وسؤال مباغت.

ليس طفلاً ولا اثنين، ولا ضمن دائرة واحدة، عينة الإختبار كانت مجموعة متنوعة من الأطفال مناطقياً وبشريحة عمرية متباينة، غير أنّ أخلاقيات الأجوبة وإنسانيتها تجعلنا نخجل من عروبتنا ومن أديان سماوية لا تشبه فينا لا التسامح ولا المحبة.

“هيدي أرضهم نحن عند الله واحد”، ” يجوا أحسن ما ينقتلوا”، “اهلا وسهلا نحن شعب واحد”، “هيدا واجب”، “منعيش بالشوارع وهن ياخدوا بيوتنا”، “بيعيشوا معنا متل اخواتنا”، “بيشتغلوا معنا الأرزاق ع الله
“، “يجوا حرام يضلهم عايشين عالتراب”..

عينة مّما قاله الأطفال، وهي لم تكن مجرد كلمات فلم يسقط أيّ منهم في مراوغة المراسل، ولم ينغروا بالذي سينقصهم ويزاحمهم ويصبح عبئاً عليهم، وإنّما ظلّوا على موقف موحد غير ممنهج ولا منسق، موقف عفوي إن كان يدل على شيء فهو، أن ما من أحد يشعر بطفل الحرب إلا طفل الحرب، وأنّ اللاجئ وحده من يقدر العروبة وأنّ أوطان العرب إنّما هي وطن واحد.
اللاجئ هو من يفتح دياره لأخيه، لأنه عربي…
اللاجئ الطفل، لا يميز بين سوري وفلسطيني ولا بين حتى لبناني وعراقي..

إقرأ أيضاً: اللاجئون السوريون في عرسال ضحية الكيدية وصقيع الشتاء
هذا اللاجئ الذي تعلّم ثقافة التهجير وأنّ العروبة ناقصة، وأنّ زعماء العرب ضمائرهم مع وقف التنفيذ، لذا وهو من ذاق شعبه مرارة المخيمات ومن علم جيداً نظرية التآمر العربية، لا يتردد لحظة بأن يقول لكل مهجّر من حرب طغاة “أرضي أرضك وهيدا مفتاح بيتي”

السابق
جواد نصر الله يعلق: صيصان.. و ذل‏
التالي
مقدمات نشرات الاخبار التلفزيونية المسائية