«الإسلام والعلمانيّة» لـ أوليفييه روا: أزمة دين أم أزمة تديّن؟

"الإسلام والعلمانيّة"، هو الموضوع الذي يشكّل محوريّة البحث، للكتاب الجديد، للكاتب والباحث الفرنسي المتخصِّص في الشؤون الإسلاميّة، أوليفييه روا.

كتاب “الإسلام والعلمانيّة” والذي ترجمه إلى العربية، صالح الأشمر، صدر عن (دار الساقي في بيروت، في طبعة أولى 2016). ويحتوي الكتاب على تمهيد بعنوان: “العلمانية وهويّة فرنسا”، وأربعة فصول هي: الفصل الأول: وعنوانه: “العلمانية الفرنسية والإسلام: أين الاستثناء؟”؛ والفصل الثاني بعنوان: “الإسلام والدَّنْيَوَة”؛ والفصل الثالث يدو حول: “أزمة الدولة العلمانية وأشكال التَّديُّن الجديدة”؛ والفصل الرابع: عنوانه: “الدَّنْيَوَة بالفعل”.

اقرأ أيضاً: رولا الحُسَين تحلّق كالسمكة في: «نحن الذين نخاف أيام الآحاد»

ويقول الكاتب في النصّ التمهيدي: إن ما نشاهده اليوم في جميع الأديان التوحيدية، هو بروز أشكال جديدة من التديّن، طائفية كلها ( من طائفة دينية صافية) وإقصائية (ثمة خط فاصل بين الناجين والهالكين)، وتضمينيّة (على المؤمن أن يقيس كلّ مظاهر الحياة بمقاييس الدِّين).

ويشعر المجتمع الفرنسي بالقلق حيال الفِرق الدينية المنشقّة، والميل شديد لديها إلى سنّ قوانين ضدها كما هو الحال تجاه الإسلام. هنا تندرج التحفّظات حيال الإسلام في سياق متصل من الحذر حيال الأديان، يفاقمه ظهور جماعات جديدة من المؤمنين الذين لا يشعرون أنهم معنيّون بالتّسويات الصعبة التي تمّ التوصّل إليها منذ قرنٍ بين “الكاثو” و”العلمانيين”. ويضيف الكاتب: على أن السجال الناشب على نحو سيّء، والمشوَّش، والمُجحف، والحزبيّ، والمشبوب بالعاطفة، يطرح أسئلة أساسية لا يمكن التملّص منها، ونريد أن نتطرّق إليها في هذا الكتاب: كلّ ما هنالك يدور حول عنصر واحد: هل المشكلة هي الإسلام خاصة أم الأديان عامّة؟ بعبارة أخرى، هل أسهمت المسيحيّة في إرساء النظام العلمانيّ والسياسي الحالي، حتى وإن وضعت الكنيسة على الهامش، في حين أن الإسلام ممتنع جوهرياً على كل شكل من أشكال العلمانية، لا بل الدنيوة؟ أم أننا نعيش اليوم مع الإسلام ما عشناه مع الكاثوليكية منذ قرن من الزّمان: مسألة ترتيب للمعطيات، والضوابط القانونيّة والمفاوضات الآيلة، أخيراً، إلى ظهور إسلام مدجَّن بكل ما للكلمة من معنى؟ أو هل إنّ التشكُّل الذي أنتج إشكاليّة العلمانيّة (الدولة ذات السيادة، تجسيد للهيئة السياسية في مواجهة كنيسة تؤكّد أنها كليّانيّة) يعاني أزمة تُبطل المحاولة الراهنة لترميم علمانيّة باتت خرافيّة، من الآن فصاعداً؟

islam-elalmaneya

الكتاب لا يتناول العقيدة الدينية. ولا يتعلق الأمر بتقديم التفسير الصحيح للنصوص المنزّلة، أيّاً يكن الدِّين، ذلك أن “إسلام اليوم هو الذي يقارن نفسه بالعلمانية داخلاً معها في اختبار قوة. حتى الأصولية استوعبت في العمق الفضاء الديني للغرب وينبغي النظر إلى خطابها في الإطار نفسه الذي نضع فيه خطاب الأصوليين المسيحيين أو اليهود.

يتركز النقاش حول العلمانية على الإسلام، مُفسِحاً المجال أمام معركة كلامية بالغة العنف، تتعدى نقاش الأفكار وتستعيد النزاعات.

اقرأ أيضاً: «مرايا الشمس»: شعر للناشر محمد حسين بزّي

على عكس الأفكار المسلَّم بها، يُظهر هذا الكتاب أن المشكلة ليست في الإسلام بقدر ما هي في الأشكال المعاصرة لعودة الدين. إن الإسلام المعاصر والمغرَّب، منظور إليه من هذه الزاوية، يمكنه أن يصبح مفهوماً في النهاية.

السابق
نديم الجميل هنأ ريفي على قرار إستقالته
التالي
المرصد: تفجيرات السيدة زينب هي الأكثر دموية منذ اندلاع النزاع في سوريا