هل بات لبنان دولة عدوة للعرب والخليج؟

ما زال اللبنانيون يتباحثون في تداعيات قرار المملكة العربية السعودية وقف المساعدات التي كانت مقررة للجيش والقوى الأمنية، وإعادة النظر بعلاقاتها مع لبنان. قرار تقاطعت معه الإمارات والبحرين. السعودية خصوصاً، ودول الخليج عموماً، بدأوا انتهاج سياسة "النأي بالنفس" عن لبنان الذي التزم هذا المفهوم (مكرراً) في المؤتمرات العربية والإقليمية والدولية إكراماً لإيران وحزبها.

هذا القرار الخليجي الثلاثي حتى اللحظة، مع إمكانية إنضمام دول خليجية وعربية وإسلامية أخرى إلى خانة “فارضي العقوبات”، لم يأتِ ضد لبنان الدولة. وهذا ما أوضحته البيانات المتتالية التي أصدرتها كل من السعودية والإمارات والبحرين.

فـ”الإنسحاب الإقتصادي” من لبنان إنّما يعود لخيبة الأمل من إمساك حزب الله الإيراني بهذا الوطن وبمؤسساته، وبنكران الجميل لدول الخليج التي لم تدعم قسماً من اللبنانيين بل دعمت الدولة ومؤسساتها.

إقرأ أيضاً: هنيئاً لوزير «المقاومة» وقف الهبة السعودية

نكران الجميل عبر رمي الاتهامات الباطلة التي وصلت بالسيد حسن نصر الله في خطابه الأخير حدّ تخوين “دول الخليج” كلّها وأهل السنّة مجتمعين، واتهامهم بخدمة المشروع الإسرائيلي والتماهي مع أجندة العدو “الصديق للعرب”.

بعد خطاب نصر الله، كان حريٌّ باللبنانيين أن يتوقعوا هذه الخطوة، بعدما أصبح التهجم على العرب، وعلى السعودية خصوصاً، مادة دسمة لخطابات السيد الداعمة للمحور الإيراني والمخلصة للنظام السوري.

لبنان السعودية
السعودية تنسحب من لبنان

بيان السعودية كان واضحاً. فالسبب الذي دفعها لأن تعيد النظر بعلاقتها بالدولة اللبنانية هو مصادرة حزب الله إرادة هذه الدولة، من خلال مواقفه السياسية والإعلامية وإرهاب يمارسه بحقّ الأمة العربية والإسلامية.

بدوره بيان دولة الإمارات دعم السعودية في قرارها كان واضحا. ففي مراجعة العلاقة التاريخية مع الجمهورية اللبنانية، لا سيما بعدما نأى لبنان بنفسه مرات عدة عن إدانة الإعتداء على السفارة السعودية وقنصليتها في إيران، اعتبرت الإمارات أنّ القرار اللبناني الرسمي “بات مختطفاً ضد مصلحة لبنان ومحيطه العربي”، ودعت اللبنانيين لإعادته “إلى محيطه العربي، بعيداً عن التأثيرات الإيرانية التي يتبناها ما يسمى بحزب الله”.

إقرأ أيضاً: ردا على استفزاز ات الخارجية اللبنانية: السعودية تتخلى عن تسليح الجيش اللبناني

كذلك أيدت دولة البحرين ما أعلنته المملكة العربية السعودية موضحة أنّ  “قرار الرياض يهدف أن لا يقع اللبنانيون أسرى لإملاءات حزب الله الإرهابي الذي بات متحكماً في القرار الرسمي اللبناني”. كما طالبت البحرين  الجمهورية اللبنانية أن “تعيد حساباتها وتراجع مواقفها وتردع حزب الله الإرهابي وتوقف ممارساته المرفوضة، وتنتظم مرة أخرى بالصف العربي”.

فهل لبنان على طريق أن يصير “دولة عدوة” للخليج؟

السابق
جعجع يغرّد ردّاً على الحريري: شو رأيك تعمل العكس
التالي
السعديات: عودة الحريري سياسياً دون اتفاق.. تحرّك الأمن