ما هو «الآتي الأعظم؟» وهل بدأ الترحيل وسحب الودائع من لبنان؟

ما أعلنته السعودية تجاه لبنان، لو كان يقتصر على وقف مساعدات لسلمنا. لكن أبعاد هذه القرارات أسوأ بكثير. وهذا ما صرّح به علنا وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، حين قال "هذا أوّل الغيث.. والآتي أعظم". فما هو الآتي الأعظم؟

جريدة “الأخبار” نشرت أنّ “الآتي الأعظم” قد يكون طرد لبنانيين من دول الخليج  وسحب ودائع من مصرف لبنان تفوق قيمتها 800 مليون دولار. وربما أكثر.

مخاوف المشنوق ترجمت اليوم بقرار دولة الإمارات ترحيل أكثر من عشرين لبنانياً، معظمهم من بلدة الخيام في قضاء مرجعيون، ممهلة إياهم مهلة 48 ساعة للمغادرة. أما المصارف فقد بدأت العقوبات عليها بعدما سرّبته مصادر مصرفية عن إغلاق البنك الأهلي السعودي بفرعيه اللبنانيين، رغم تأكيدات أنّ القرار متخذ سلفا لأنّ “الكلفة التشغيلية أكبر من الأرباح!”. فهل هناك مصرف يخسر في لبنان؟ هذه سابقة.

قرأ أيضاً: دعوة سعودية لطرد اللبنانيين من المملكة

هذه الخطوات التي تتخذها الدول العربية بمنحى تصاعدي ستؤدي في النهاية إلى ما أرداه المحرّضون على الخليج من لبنانيين في السلطة، وعلى رأسهم وزير الخارجية جبران باسيل، من أحزاب على رأسها حزب الله.. ستؤدي حكما إلى عزل لبنان، النائي بالنفس عن العرب. والعزل سيترجم بمنع اللبنانيين من السفر والعمل. ما يعني أنّنا أمام أزمة محتمة.

ومع كل ما يتحمله لبنان من الخطوة السعودية – الخليجية، غير أنّ المتابعين يؤكدون أنّه لا لوم على المملكة ولا عتب، وعلى رأس هؤلاء الرئيس الحريري ورئيس حزب القوات سمير جعجع، فهما صرّحا بأنّ مهاجمة السعودية وسياسة الإنطواء تحت ستار “النأي بالنفس” هما السبب الأول لهذا القرار. وفي حين أنّ إيران نفسها دانت الإعتداءات على سفارة السعودية في طهران، ظلّ لبنان في موقف المتفرج رافضا الإدانة... والخوف من “الآتي الأعظم”.

جبران باسيل
جبران باسيل والنأي بالنفس

ما قاله جعجع تداوله الكثيرون، فالسعودية في حالة حرب وعداء مع إيران ومحورها، وفي هذه الحالة لا يمكن لأي دولة الإصطفاف على الحياد. ولبنان إما يدعم المملكة أو يكون في المحور الإيراني المعادي لها، حيث هو الآن.

وهذا ما أوصل إليه لبنان وزير الخارجية جبران باسيل الذي أعلن هو ومندوبه في ثلاثة مؤتمرات متتالية، النأي بالنفس عن الإدانة، ما أظهر لبنان دولة مرتهنة لإيران المعادية للمملكة، ودولة يحكمها حزب الله الذي لا يترك مناسبة إلا ويتهّجم على الخليج. وبالتالي من البديهي أن تتخذ السعودية سياسات جديدة تتناسب مع هذا التموضع الذي فرضته الأجندة الفارسية على الدولة اللبنانية.

إقرأ أيضاً: ردا على استفزاز ات الخارجية اللبنانية: السعودية تتخلى عن تسليح الجيش اللبناني

ببساطة في هذا الوضع الإقليمي المنقسم بين العروبة والفارسية، على لبنان الدولة أن يحدد موقفه دون نأي بالنفس، فإما نكون دولة عربية الهوية أن نقول للعرب “عذراً نحن وفق إرادة حزب الله الإيراني“، ونتحمّل المسؤولية.

السابق
برنامج جديد لسيرك موسكو القديم «سيرك نيكولين»
التالي
…دولة فاشلة