التحول في السعودية: من الانكفاء الى الهجوم

كتب سركيس نعوم في “النهار”: السعودية من الانكفاء والدفاع… إلى الهجوم!
الانتقال من الحرب العسكرية الجوية على “داعش” في سوريا إلى حرب برية تشترك فيها الأسلحة الجوية والصاروخية وحتى البحرية إذا اقتضى الأمر، والانتقال من الحرب “المتقطعة” الجوية والبرية على “داعش” في العراق، لا يمكن أن يتحققا إذا لم يعدّ القائمون بالحرب المشار إليها، بدءاً من أميركا وروسيا وانتهاءً بتركيا والسعودية وإيران ودول أخرى غيرها، خططاً عملية لمواجهة فلول “داعش” بعد اندحاره والقضاء على “خلافته” التي جعل من الرقة السورية والموصل العراقية الأساس الجغرافي الأوّل لها. هذا ما يقوله المتابعون العرب أنفسهم لأوضاع سوريا والذين لبعضهم علاقات جيدة مع كل أطراف الصراع المحتدم في الشرق الأوسط. والدافع إلى هذا القول اقتناع أصحابه بأن ضرب دولة “داعش” في سوريا سيدفع اتباعها ومقاتليها إلى الفرار إلى دولته في العراق. والعكس صحيح أيضاً. ويعني ذلك أن المشكلة ستبقى قائمة والإرهاب سيبقى شغّالاً لأن الحرب لم تقضِ على دولته ومؤسساتها، ولم تحتل الجغرافية العراقية – السورية التي قامت عليها (….). وفي هذا المجال يدعو المتابعون إيران إلى الانتباه إلى أمر مهم هو بداية تحوّل السعودية من دولة دفاعية تنكفئ أمام أي تحد إقليمي لاقتناعها بحماية أميركا الدائمة لها إلى دولة هجومية بكل معنى الكلمة. وحربها في اليمن واشتراكها في تحالف أميركا ضد الإرهاب ثم تأسيسها تحالفاً إسلامياً لهذه الغاية فاستعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا دليل على ذلك. والتحوّل سيكتمل، وقد يشكل خطراً على إيران اذا لم تعد علاقتها طبيعية مع السعودية. كما أن الخطر سيكون أكبر إذا فشل التحول لأن ذلك يفتح الباب أمام الفوضى في السعودية وتالياً في الخليج بضفتيه. ولا يهم هنا اعتبار التحوّل نتيجة طموح كبير لولي ولي العهد السعودي أو اختلاف داخل العائلة الحاكمة في المملكة، سواء صح ذلك أو لم يصح، أو نتيجة خطة استراتيجية جديدة للدفاع عن الذات والدور.

السابق
الامارات تبعد 20 لبناني وتمهلهم 48 ساعة للمغادرة
التالي
الهروب إلى الماوراء