حزب الله يريد تهشيم 14 اذار قبل انتخاب رئيس للبلاد!

العماد ميشال عون
واحد وعشرون شهرًا مرّ على الفراغ الرئاسي، خمس وثلاثون جلسة من دون نصاب، أربع مرشحين مفترضين ومرشحين معلنين من قوى الثامن من آذار حظيا على موافقة معلنة من الحزبين الأبرز في قوى الرابع عشر من آذار، كل هذا وحزب الله مستمر بمقاطعة الجلسات بحجة عدم التوافق، والتيار الوطني الحرّ مستمر بتحالفه مع الحزب الذي يعطل وصوله الى الرئاسة.

أعلن حزب الله مرارًا وتكرارًا أنّ مرشحه الوحيد للرئاسة هو الجنرال ميشال عون، وبعد مرور أكثر من عام على الفراغ والركود في الملف الرئاسي قرّر رئيس تيار المستقبل سعد الحريري التفاوض مع زعيم المردة للالتقاء في منتصف الطريق وتبنيه مرشحًا، إلاّ أن حزب الله أعلن أن التزامه «أخلاقي» مع عون ولن يتبنى ترشيح فرنجية.

خطوة الحريري جعلت جعجع ينسحب من السباق الرئاسي ليعلن تبنيه ترشيح عون، اعتلى نصرالله منبره ليؤكد مجددًا “أن مرشحه الوحيد هو عون ولكن… سيبقى نواب الحزب معتكفين عن النزول الى المجلس وتأمين النصاب لانتخابه”، رافضًا خوض اللعبة الديمقراطية في الانتخابات التي دعت إليها قوى 14 آذار ومعها النائب وليد جنبلاط، حتى ان الأمر وصل بنصرالله إلى تجاهل الملف الرئاسي في إطلالته الأخيرة، ليؤكّد بذلك لمن انتقد هذا التجاهل ان الملف الداخلي خارج حساباته واهتماماته.

ميشال عون

ومع عودة الحريري إلى بيروت وتحريكه الملف الرئاسي مجددًا وتأكيده أنّه سيكون أول المهنئين للرئيس الجديد الذي سيحصل عى غالبية الأصوات، ذهب «التيار الوطني الحر» إلى الحديث عن خرق «للميثاقية الوطنيّة» في ترشيح فرنجية متناسيًا هذا التيار أنه وحليفه حزب الله هما من يعطلان النصاب ويمنعان ملء المنصب المسيحي الأول في لبنان والأوحد في الشرق الأوسط».، مع الاخذ بعين الاعتبار ان فرنجية اعلن مرارا وتكرارا انه ينسّق مع حزب الله في كل خياراته، فلماذا لا يتوجّه التيار الوطني للسيّد حسن نصرالله الذي “يمون” على فرنجية بحسب ما يقوله الاخير دائما، ويطلب منه سحب ترشيحه كي يصبح عون “الحليف الوفي” المرشّح المؤكد وصوله الى قصر بعبدا؟

اقرأ أيضاً: حزب الله المُحرَج… ينتظر المَخرج

وفي هذا السياق أكّد رئيس تحرير «الكلمة أون لاين» سيمون أبو فاضل أنّ «التيار الوطني الحر لا يستطيع الخروج من حزب الله،سيمون أبو فاضل وكذلك حزب الله ملتزم بالجنرال ميشال عون، هذان الموقفان لا لبس فيهما، ولكن أن يظهر حزب الله وكأنّه لا يستطيع إقناع حلفائه إن كان الرئيس بري أو النائب فرنجية بالنزول الى مجلس النواب وانتخاب عون فهذا أمرغير منطقي، فحزب الله ألزم حركة أمل والحزب القومي السوري في السابع من أيار، كذلك ألزم حلفاءه بإسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري».

وتابع أبو فاضل «لذلك في هذه المعركة الإنتخابية لسنا أمام حزب ديمقراطي يحترم الدستور بل نحن أمام حزب حديدي قادر على إبقاء الصراع وتدمير الدولة والمؤسسات وصولاً الى الجمهورية الثالثة، فمن مصلحة حزب الله أن ينتخب عون فبوصوله الى الرئاسة سيتوج محور الممانعة انتصار على الفريق الآخر. ولكن هذا المكسب المعنوي ليس هو هدف حزب الله وحسب، بل هدف حزب الله الأكبر هو تفتيت الكتل النيابية في 14 آذار وعدم السماح بوصول 64 نائبًا من 14 آذار إلى البرلمان عبر قانون إنتخابي يقسم الشارع السني والدرزي».

اقرأ أيضاً: لماذا تأخر السيد حسن عن اعلان تأييده لترشيح الجنرال؟

وختم أبو فاضل «قبل مبادرة الرئيس حريري طرح حزب الله السلّة المتكاملة إلاّ أنّ عندما لمس أنّ عقدة انتخاب رئيس الجمهورية ستحل تراجع عن موقفه، وحزب الله لن يمضي بانتخاب رئيس طالما أنّ النظام اللبناني غير محصّن لحماية المقاومة والمجتمع من السنّة حلفاء اسرائيل على حدّ قول السيّد!».

السابق
ويلٌ لنديم قطيش من حجارة الممانعة…
التالي
وئام وهاب: إيران سوف تعوض عن لبنان سعوديته‏