هم غنم أمام روسيا وصقور أمام تركيا

روسيا قصفت المستشفيات والمدارس في عزاز.

لا أحد وقف وسأل روسيا “لماذا تقصفين؟”

لكن أمريكا اعترضت حينما قصفت تركيا وحدات اليي بي جي.

هم غنم أمام روسيا وصقور أمام تركيا.

إن الدعوة التي عملتها أمريكا في موضوع البي يي دي كان خيبة أمل بكل معنى الكلمة بالنسبة لأنقرة.

لم أرَ أنقرة منفعلة تجاه أمريكا لهذه الدرجة من قبل.

وكأن البي يي دي وتركيا قوتان شرعيتان مستقلتان.

هذا الوضع يشبه وضع أمريكا والقاعدة بنفس الكفة.

إذاً فيجب أن نرى القاعدة وأمريكا قوتين شرعيتين متساويتين..

هل تقبل أمريكا هذا الكلام؟

قد تواجه أمريكا موقفاً صارماً من أنقرة إن لم تصلح أمريكا موقفها.

منذ فترة يقومون باختبار قوة إرادة تركيا وصبرها.

لذلك فإن جملة رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو “لن نسمح بسقوط عزاز” مهمة للغاية.

تركيا منذ فترة صرحت بأن انتقال البي يي دي لغرب الفرات يعتبر “خطاً أحمر”.

ولقد وجدت البي يي دي أمامها تركيا أيضاً حينما انتقلت إلى شرق عفرين رداً على موقف تركيا.

قال رئيس الوزراء: “لا نسمح بوصول اليي بي جي إلى غرب الفرات ولا إلى عزاز؛ أي إلى شرق عفرين”.

روسيا قامت بتأدية واجبها في إدارة الأذهان تجاه موقف تركيا الصارم.

فأولاً قام نظام الأسد بادعاء دخول القوات التركية إلى سوريا.

فقام رئيس الوزراء داوود أوغلو بتكذيب هذا الادعاء.

لأن تركيا فقط استهدفت المجال الجوي لمطار منغ.

لم تكتفِ روسيا بذلك، فقامت بالتحدث عن الحرب العالمية. فبذلك استهدفت الرأي العام للعالم الغربي؛ لأنه يتوتر بمجرد سماع كلمة الحرب العالمية.

لذلك جاء رد رئيس الوزراء داوود أوغلو في مكانه تماماً حينما قال: “يجب ألا ننقل تخمينات الحرب العالمية إلى الحدث. فعلينا ألا نقع في فخ إدارة الأذهان”.

أريد توضيح جملة داوود أوغلو “لن نسمح بسقوط عزاز”.

علاقة تركيا مع المعارضة ستقطع تماماً، إن تمت، السيطرة على القناة بين عزاز وتل رفعت.

معنى سيطرة اليي بي جي على عزاز وتل رفعت هو انقطاع وريدنا.

فهل هذه الخطورة موجودة؟

نعم موجودة، حتى أن هذه الخطورة طرقت أبوابنا.

في حال سقوط تل رفعت وعزاز فسيتوجه 400 إلى 500 ألف لاجئ إلى حدودنا.

لقد تحدث نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش في الأسبوع الماضي عن 600 ألف لاجئ.

إقرأ ايضاً: هل تتدخل تركيا والسعودية في الحرب السورية؟

فماذا سنفعل إن طرق حدودنا 500 ألف سوري؟

هل سنفتح حدودنا وندخلهم؟

هل هذا من المعقول؟

طاقة استيعاب تركيا على وشك الانفجار؛ فهي استقبلت 2.5 مليون سوري منذ خمس سنوات.

هناك خطة لتركيا حول هذا الموضوع.

مختصر المخطط هو إيواء السوريين داخل حدود سوريا.

أصلاً منذ فترة نطبق هذه الخطة.

لكن في حال طرق 400-500 ألف سوري حدودنا، فلا يمكن إدارة هذا الوضع من بعيد.

تعتمد خطة تركيا في عزاز الجديدة على تشكيل “المنطقة الآمنة” بدخول العساكر التركية تجاه سوريا لمسافة 10 كيلو متر.

سيقوم الجيش التركي بدخول سوريا لمسافة 10 كيلومتر وسيتم إيواء اللاجئين في تلك المنطقة الآمنة.

لهذا يجب دعم أمريكا.. لأن المنطقة التي ستشكلها تركيا الممتدة لمسافة 10 كيلومتر يجب أن تكون تحت سقف أمريكا.

هذا وضع إنساني تماماً.

لكن يحتاج إلى قوة عسكرية حامية.

أظن أنه يتم نقاش هذا الموضوع مع أمريكا.

صرحت رئيسة الوزراء الألمانية بأنها ستدعم المنطقة الآمنة في سوريا.

لكن ماذا سيكون موقف أمريكا في هذا الوضع الحرج؟

ماذا سيحدث إن لم تدعم أمريكا هذا الموقف؟

هناك خطة أخرى ولكن خطورتها كبيرة.

نقطة ثانية..

اعتباراً من دخول روسيا إلى سوريا، فهناك إثباتات حول إدارة البي يي دي من قبل روسيا أكثر من أمريكا.

قامت روسيا بافتتاح ممثلية للبي يي دي في موسكو. إضافة إلى إنشاء أعمال مشتركة بين البي يي دي وروسيا ونظام الأسد.

سأقوم بمشاركتكم..

لقد تم توسيع مجال مطار منغ منذ فترة. قاموا بتوسيعه لصالح هبوط وإقلاع الطائرات.

إضافة إلى ذلك تقوم روسيا بإدارة المطار الدولي الموجود على حدودنا مباشرة.

والكل يعلم بالمركز العسكري الذي تم انشاؤه من قبل روسيا ووحدات البي يي دي في قامشلي.

روسيا تحاول تقوية يدها قبل انعقاد اجتماع “جنيف الثالث” في 25 فبراير.

لذلك يستمر القصف على المعارضة. المجموعة الوحيدة التي لا تقصفها روسيا هي مجموعة داعش.

لقد دخلت روسيا إلى سوريا بحجة محاربة داعش، لكنها لم تقم إلى الآن بأية عملية ضد داعش.

أمريكا متواجدة في سوريا لمحاربة داعش.

لكن الطيران الأمريكي الآن لم يقم بأية عملية تفجير ضد داعش.

خطورة الأزمة السورية تتجه إلى تركيا يوماً بعد يوم.

أمريكا التي أرادت وصول وضع سوريا إلى ما هي عليه اليوم.

في بدايات الأزمة السورية جاءت وزيرة الخارجية الأمريكي هيلاري كلينتون إلى تركيا.

سألت وقتها: “بعد سقوط الأسد من سيأتي مكانه؟”

فأجابت: “سيأتي مكانه الشخص الذي سيختاره الشعب السوري”، بقولها: “في حال حصول الانتخابات سينتخبون شخصاً من الإخوان المسلمين. لكن يوجد في سوريا الدرزيون والنصيريون المسيحيون العرب”.

إقرأ أيضاً: موسكو وطهران تلعبان «بالنار» الكردية على حساب تركيا؟

في نفس تلك الأيام.

في بدايات حرب سوريا، وقت نقاشات نهاية الأسد، اجتمع رؤساء MİT و MOSSADفي مصر.

رئيس “الموساد” “باردو” التفت إلى رؤساء “الميت”، وقال: “أعطوني اسماً.. من سيأتي بعد الأسد؟”

فردَّ عليه رؤساء الميت بقولهم “سيأتي من سيختاره الشعب السوري”.

فكان جواب رئيس الموساد تامر باردو بـ”إن سقط الأسد فسيأتي الإخوان المسلمون مكانه، ونحن لن نسمح بذلك”.

إن طول مدة الحرب في سوريا هو من مخطط أمريكا وإسرائيل.

منذ البداية وأمريكا لم تكن جدية في موضوع سقوط الأسد.

لم يكفها ذلك، بل أدخلت روسيا إلى سوريا.

لقد حولوا سوريا إلى كرة نار، ورموها في حضن تركيا…

(صحيفة يني شفق)

السابق
رامي الأمين لنصر الله: ليش لتبيدنا اسرائيل وانتو عم تبيدونا…
التالي
فارس سعيد: حزب الله يتصف بالبهورة السياسية