عن «جمول» والمقاوم عبدالله

في ليلة شتويه من العام 1983 أثناء مناوبتي في مستشفى النجدة الشعبيه القديم في وسط المدينه هرعت الممرضة تناديني : الإسرائيليون هنا ويريدون أخذ عبدالله .
خرجت إلى المدخل وإذا بمجموعة كبيرة تطوق المكان . حاولت إقناع الظابط أن عبدالله هو سائق الإسعاف الوحيد ولدينا مريض خطير قد يكون بحاجة للنقل سريعا إلى صيدا . لم يوافق الظابط وعندها كان عبدالله ينتعل مشايه بلاستيك فطلبت منه أن ينتعل حذاءه . وافق الظابط ودخل عبدالله إلى المستشفى ولم يعد .قرابة خمسة دقائق مضت احسستها خمس ساعات . شعرت أن عبدالله اختفى . دقات قلبي زادت وبدأت افكر بالتصرف .
تذكرت كيف حدثني عبدالله عن معتقل أنصار الذي خرج منه منذ فتره قائلا : مجنون من يخرج من المعتقل ويعود إليه.
بناء على طلب الظابط بالمنادة ل عبدالله عادت الممرضة لتقول : لم نجده .
هنا دخل الجنود المدججين بالسلاح وفتشوا كل زاوية في المستشفى دون جدوى .
اخذوني في السياره وبدأوا التفتيش في شوارع المدينه . اختفى عبدالله . أرادوا اخذي إلى الريجي فتوسلت لهم أن يتركوني لاني الطبيب الوحيد في المستشفى فوافقوا على أن أذهب صباحا بنفسي إلى الريجي .
الساعه كانت حوالي الثانيه ليلا . انتظرت حتى السادسه صباحا فأرسلت وراء الشهيد د. حكمت الامين وبعض الرفاق واتفقنا أن أنتظر في المستشفى ولياخذني العدو أن أراد وارسلنا وراء مندوبي النهار والسفير والنداء للتغطية. لم يحظر الإسرائيلي و غاب عبدالله وعرفت في اليوم التالي انه بأمان.

إقرأ أيضًا: هكذا قضى حزب الله والنظام السوري على ’جمّول’
هذه قصة بسيطة من حياة البعض من مناضلي جمول التي يريد السفلة والمتسلقون أن يزوروها.
اكتب فقط كي لا تنسى ايام الاحتلال و المقاومه الوطنية.
تحياتي للمناضل عبدالله ولكل مناضلي “جمول “ والمجد للشهداء.

السابق
فضيحة النفايات مستمرة رغم الاصوات المعارضة
التالي
حزب الله بين تعاظم الدور الاقليمي ومحدودية الدور المحلي: الى أين وأي مستقبل؟