تركيا وخطر المواجهة بين الجيش وأردوغان

هل تصل الخطورة التي تمرّ بها المنطقة الى حد الاعتقاد ان انفجار انقرة في توقيته وموقعه جغرافياً واستهداف الجيش وكذلك ديار بكر انما هو اما محاولة للايقاع بين الجيش ورأس الدولة واما هو بداية انقلاب يتخذ طابعا أكثر عنفاً هذه المرة؟

ليس من السهل التكهّن بالجهة التي تقف وراء التفجيرات انقرة مساء امس الاربعاء في قلب العاصمة التركية، وفي مربع يفترض انه حساس للغاية، وفي ديار بكر اليوم قرب رئاسة الاركان.

إن موافق تركيا مما يدور في كل المنطقة من العراق الى اليمن وموقف رئيس حكومتها حينها من مصر، والاهم سوريا وانتماء رأس الدولة يضعها ولا شك في دائرة الخطر.

اقرأ أيضاً: هل تتدخل تركيا والسعودية في الحرب السورية؟

فمن المستفيد؟من المستهدف؟

الانفجار استهدف حافلة عسكرية اي ان الاصابات والضحايا كانوا من الجيش وغالبا يسهل الايقاع بين الجيش والسياسيين، والتجارب في هذا المجال كثيرة ولن يكون اخرها مصر لكن الوضع في تركيا هل يختلف؟

سمعنا اصواتا كثيرة تعارض الرئس التركي في سياسته الخارجية للبلاد لم تصل المعارضة الى حد التصادم بإستثناء ما شهدته تركيا في الآونة الآخيرة من تظاهرات معارضة، لكن الاخطر هو الذي حدث قبل ذلك من اعتقال لأصحاب رتب عسكرية كبيرة بناء على معلومات تحدثت وقتها عن مجموعات في الجيش التركي كانت تحاول التحضير للانقلاب على الدولة وقتها، وشجعهم ربما نجاح الانقلاب في مصر وصدرت احكاما حينا بالمؤبد لقائد الجيش، وسنوات سجن متفاوتة لعدد من البرلمانيين ايضاً، عدا عن اشكاليات التيار الحاكم في تركيا مع التيار العلماني فيها التي تشكل نارا تحت الرماد الى التوتر التاريخي والاهم مع الاكراد، وآخره الاستعدادات التركية مع اقتراب الاكراد من حدودها في اعزاز السورية ولا ننسى ان حلم إقامة دولة كردية قومية تجمع الكرد الموزيعن في العراق وسوريا وايران وتركيا لم يمت يوماً وها هو يسجل حضوره مجددا من خلال اعلان اوغلو ان منفذ الهجوم من حزب العمال الكردستاني.

وسط كل هذا، هل تصل الخطورة الى حد الاعتقاد كما يرى بعض الخبراء في الشؤون التركية ان انفجار انقرة في توقيته وموقعه جغرافياً واستهداف الجيش وكذلك ديار بكر انما هو اما محاولة للايقاع بين الجيش ورأس الدولة واما هو بداية انقلاب,يتخذ طابعا أكثر عنفاً هذه المرة.

انفجار في تركيا

تعليق الرئيس التركي كما تعودنا عليه ليس للاستهلاك الاعلامي، فقد قال ان تركيا سترد سواء داخل او خارج حدودها، وهو حقها في الدفاع عن نفسها ولو اشار مسؤولون امنيون الى مسؤولية حزب العمال الكردستاني عن الانفجار الا ان جهات عديدة كما رأى خبراء قد تكون وراء الجريمة، والاسوأ ان يكون منفذ التفجير كما تحدث معلومات سوري الجنسية ولو كان كرديا.

عندها يتحقق عندها ما كانت تخاف منه اوروبا ويؤخر انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي حيث كان الاتحاد يخشى ان تصبح منطقتنا قريبة من حدوده من خلال تركيا اذا ما انضمت فعلا الى الاتحاد وهي المخاوف التي ربما انتهت طالما ان ازمة اللاجئين قفزت فوق تركيا لتصل الى اوروبا.

ربما لم تتضح الصورة بعد. الا ان حجم التوتر في محيط تركيا يدفعك لتوقع المزيد من الخروقات الامنية داخل اراضيها اذا صح التعبير مع الدور الذي تلعبه في ملفات عديدة في المنطقة.

اقرأ أيضاً: موسكو وطهران تلعبان «بالنار» الكردية على حساب تركيا؟

28قتيلا عدد المصابين، عددٌ كبير جداً بالنسبة لبلد مثل تركيا.

فكيف ستضمن أمنها؟

السابق
عروبة فلسطين ويهوديتها…
التالي
بالأسماء هؤلاء طلاب «حركة أمل» الذين اعتدوا على مدير الكلية