عن مذهبية السيد حسن .. و «سنيّتي»

ليل أمس، أطل أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى القادة الشهداء، ليقول للسني العربي عامةً وللبناني خاصةً أمامك خياران: أما "المحور الإيراني" أو "فأنت مع إسرائيل"، أطل ليرسخ المذهبية التي نحن على حافتها وليتهم باطلاً وباطناً ونكراناُ أهل السنة بالصداقة والتحالف مع إسرائيل.

هذا “السيد” الذي صدّق أنّ مقاومته الإسلامية هي التي صنعت الإعجاز وخلقت التحرير وطردت العدو “أولاً واخيراً”، وتناسى (عن قصد مكرر ولغاية في نفس يعقوب) أنّها قطفت باكورة تضحيات “جمّول” والمقاومة اللبنانية التي لم تكن شيعية الهوى وإنّما بها من أحرار الطوائف عامةً، وأنّ 25 أيار 2000 ما كان ليتحقق لولا عديد الشهداء والعمليات التي كانت منفصلة وسابقة لمكوّنه الحزبي في الحرب ضد اسرائيل.

إقرأ أيضاً: ليس كوب الليموناضة يا سيد

نصر الله (مع الأسف)، لم يكن يوم أمس لبنانياً، إنّما كان إيرانياً 100% حتى شككت أنّ خطابه كتب في ايران وأرسل إليه ليتلوه كما هو دون تعديل، فأن يتهم السيد طائفة من الوطن بالعمالة والتبعية لإسرائيل وأن يكرر ويشدد على فكرته “الموبوءة “، المرفقة بالتلويح بالتعاطي مع هذه الفئة كما “إسرائيل” إن لم تشارك في قتل السوري.

ما قاله السيد لا بد من التوقف عنده في مراجعة أولاً والتذكير سريعاً بمن هم عملاء السنة؟
هؤلاء الذين كانوا في حرب التحرير حصانة الحزب وحاضنته الحامية دولياَ وإقليمياً، هؤلاء من كان السيد بالنسبة إليهم “سيد”.. ومن شرّعوا بيوتهم لأبناء الجنوب في حرب تموز2006.
هؤلاء العملاء الذي اقتحم القمصان السيود بيوتهم في 7 أيار 2008 ثم ذهبوا مع سيد المقاومة إلى الدوحة لأنهم يريدون وطناً بكامل أطيافه.
هؤلاء الذين ما زالوا يحاورون حتى اليوم حزب الله فيما قياداته تهدد وتتوّعد، وما زالوا يمدّون اليد إليه شريكاً في وطنٍ عدوّه الوحيد هو إسرائيل.

مجمع سيد الشهداء

عملاء السنة يا سيد “كما أحببت أن تسميهم” لن يخوضوا حربك في سوريا، ولن يقتلوا أحداً من العرب، عملاء السنة لن يكونوا (كما حزبك) طرفاً في اليمن والبحرين ولن يوالوا إيران على مصلحة دول الخليج وفي مقدمتهم السعودية.
لأنّه وببساطة وهذا ما لم تخبره أنتَ بإيديولوجيتك الإيرانية، أنّ عمالتهم هي للعروبة وللبنان العربي الهوية، ولرفض الأجندات الخارجية التي هي ترجمة للإتفاقيات الإسرائيلية – الروسية، أوَ ليس الروسي حليفكم يا سيد؟
وإن كنا نريد التحدث مفصلاً ومنطقياً ودون عنجهية وانتصارات منبرية وبراعة خطابة كلامية، أيّ منطق مذهبي يخدم بالدرجة الأولى اسرائيل في المنطقة العربية يا سيد المقاومة، فسترى أنّ مشروعك الشيعي – الفارسي هو الذي يقدم للكيان الصهيوني ما كان أبعد من طموحاته ومطامعه.

إقرأ أيضاً: إنتبهوا جيداً لجلسة 2 آذار
يؤسفني حقاً الخطاب السني الذي ظهر امس وسمعته، ويؤسفني أكثر أنّ أنجر إلى الخطاب الشيعي، ولكن على الشيء يبنى مقتضاه، فاسرائيلك غير اسرائيلنا يا سيد نصر الله، اسرائيلنا هي العدو الصهيوني المحتل اما اسرائيلك اليوم فهي العرب.

السابق
هل ما قاله نصرالله إهانة للعرب والسنة؟
التالي
الإنسانية المستهجنة وقلة الأخلاق ..أنصار حزب الله نموذجاً