ليس كوب الليموناضة يا سيد

يوم القادة الشهداء
لأول مرة أنتظر إطلالة السيد حسن نصر الله، فبعدما أشار الإعلامي جيري ماهر مؤخراً في تغريدة له إلى إصابة السيد بمرض خطير وأنّه يتعالج في أحد مستشفيات إيران، يضاف إلى ذلك ما تداولته الصفحات عن أنّه "لا سمح الله" في ذمّة ربه، كل ذلك أثار لدي الشكوك وكل ما كنت أريده أن أتقين أنّ نصر الله حيٌّ يرزق.

بدأ الاحتفال، أطلّ السيد من شاشته في ذكرى استشهاد عماد مغنية، خطابه كان عالي النبرة ومرتجف الصوت، لم يكن واثقاً بما يقول ولا حازماً فعلى رغم من كل السقف العالي للنقاط إلا أنّ من تابع بجدية التعابير الجسدية للسيد لوجد أنّه عكس نقيض كلام المنابر.
التوتر كان جلياً وكذلك التعرق وما رافقهما من ابتسامات نافرة، هذا ولن أتوقف عند تفصيل “كاسة الليموناضة” والذي أثار في مرّة سابقة موجة جدل، ولكن كل المعطيات المتعلقة بلغة الجسد والإنفعالات كان تشير أنّ السيد ليس بخير، لا القصد بالخير الجسدي “أدام الله صحته”، وإنّما بالخير المعنوي وبما يخوضه من حرب إقليمية.

إقرأ أيضاً: زوكربرغ يدعشن حزب الله

بالعودة إلى الخطاب، سأتوقف عند نقاط ثلاثة وسأفصل كل نقطة على حدة:
الأولى: استذكار الشريك السني “كسني”، و وضع هذه الطائفة أمام محورين أو مع حزب الله أو مع اسرائيل، بما معناه أنّ مصالح السنة تتقاطع مع الدولة اليهودية في انتقاد سلوكيات الحزب وعلى هذه الطائفة أن تراجع نفسها.
هذه اللهجة الجديدة على خطابات السيد من الناحية المذهبية، لا تدلّ على تهجّمه على الآخر وإنّما على الحاجة لغطائه، لا سيما وأنّ تمظهر هذا العامل الجديد في إطلالات السيد جاء متزامناً مع رعد الشمال وإرسال المملكة العربية السعودية جنوداً إلى تركيا مع التلويح بتدخل بري في سوريأ.
هذه المعطيات جعلت أمين عام حزب الله يدرك جيداً أنّ أمامه مرحلة إقليمية لن يتخطاها إلا من خلال إعادة السني إلى ملعبه والتذكير بالعدو الصهيوني وبإنجازات الحزب، وهذا ما جدّ بصنعه اليوم.

السيد حسن نصر الله
السيد حسن نصر الله

الثانية: وهي التلويح بخطر اسرائيل الذي أصبح قيد أنملة منا، والتوتر الذي بلغ أقصاه في هذا الشق، حيث أنّه عندما وضع أنّ اسقاط الأسد رغبة اسرائيلية وأنّه بما يقوم به حزب الله من حماية النظام ورأسه إنّما يحمي لبنان، هو نفسه كان يدرك العكس كما يدرك أنّ كل ما يتغنى به من تقدم ميداني لن يحقق له النصر، وأنّ ما يحققه عسكرياً لن يحسم الأزمة السورية لا سيما وأن ورقة النظام انتهت صلاحيتها إقليمياً ودولياً، ممّا يدل أنّ الحرب والدمار والاستنزاف سوف يستمرون على مدى طويل، وهذا ما سيرهق الحزب وعلى العكس سوف يرتد خيراً على إسرائيل، التي تنتظر إنهاك الجميع لتحقق مآربها، وتحمي حدودها، وهذا ما تناله اليوم بإتفاقات ضمنية مع حزب الله ومع الجيش السوري.
من جهة ثانية وفي هذه النقطة، أشار السيد إلى ما يتم التحدث به عن تدخل سعودي – تركي غير أنّه وعلى الرغم من اللهجة القاسية دعا إلى تسوية سياسية ( هي تسوية ترفض بها السعودية الشروط الإيرانية)، كما دعا مرتين إلى الالتفاف حول المقاومة لحماية لبنان بقوله “عندما نساند هذه المقاومة نمنع الحرب على لبنان”

إقرأ أيضاً: لولا الحريري… لابتلعكم حزب الله وداعش

الثالثة: وهي تجاهل كل ما قاله الرئيس سعد الحريري في ذكرى 14 شباط، بهذا التخطي لخطاب الأخير في البيال، ترك السيد مجالاً أوسع للرد دون أن يحسم الأمور بينه وبين الخصم في ظلّ أوضاع إقليمية تشكل عامل قوة لفريق الرابع عشر من آذار.
وبعدم الإشارة إلى الداخل اللبناني بملفاته العالقة وجه رسالة علنية للأفرقاء جميعهم أنّ الملف السوري أولاً، وأن أيّ حلحلة في لبنان سوف تمرّ من قصر المهاجرين في سوريا او من خلال تسوية تصب بمصلحة جميع المشاركين بهذه الأزمة.

السابق
نصر الله: مستوى حقدكم أعمى
التالي
بعد ان كانت «اوهن من بيت العنكبوت»