في 14 آذار: هل تتوحد قوى 14 آذار؟

14 آذار
بعد التشرذم والتباين في المواقف الذي خيّم على قوى 14 آذار في الآونة الأخيرة، ظهر ان اجواء ايجابية بدأت ترخي ظلالها على هذا الفريق منذ عودة الرئيس سعد الحريري رئيس تيار المستقبل الى لبنان ليحيي ذكرى والده الشهيد امس الاحد . فهل ستستكمل هذه الخطوة بخطوات تالية تسمح بالتآم شمل 14 اذار بشكل نهائي والبدأ بوضع خطة ممنهجة من اجل العبور الى الدولة؟

حلّت الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد أشهر من التشرذم والجفاف في العلاقة بين مكونات الرابع عشر من آذار على خلفية ترشيح الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية، وفي المقابل ترشيح الدكتور سمير جعجع للجنرال ميشال عون.

اقرأ أيضاً: لماذا لا يريد حزب الله رئيسا للجمهورية

هاتان الخطوتان شكلتا دعامة أساسية لنعي 14 آذار من قبل المتربصين والخصوم الآملين بفرط قوى ثورة الاستقلال منذ قيامها، إضافةً إلى تسجيل انتصارات وهمية على خلفية تسمية مرشحين من قوى الثامن من آذار، كل هذا أتى وسط جفاء وتفرد بالقرارات بين أقطاب الرابع عشر من آذار على الرغم من إعلانهم مرارًا أنّ 14 آذار باقية.

ولكن ما حصل في 14 شباط 2016 لم يكن متوقعا من قبل المناصرين والخصوم، صباحًا وصل الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، وعند الرابعة والنصف بدأ أقطاب الرابع عشر من آذار أحزابًا وشخصيات بالتوافد إلى بيال لحضور ذكرى 14 شباط.

أبرز الحضور رئيس حزب القوات اللبنانية وكانت قد ملأت صفحات الصحف ومقدمات الأخبار بالحديث عن كسر التحالف بين ابرز حزبين في 14 آذار على مدى أسابيع، وزير العدل أشرف ريفي وكذلك النائب خالد الضاهر حضرا على الرغم من الخلافات العلنية مع التيار الأزرق.

مشهد الصفوف الأمامية في البيال كان جامعًا لروح 14 آذار، وقضية وجوهر هذا التحالف كانت حاضرة في القبلات والمصارحة في خطاب زعيم تيار المستقبل. فقد دعا الحريري«كل مكونات قوى 14 آذار بدءا بتيار المستقبل الى فتح باب النقد الذاتي الداخلي، وأطلب من الأمانة العامة لقوى 14 آذار أن تلعب دور لم الشمل قبل 14 آذار المقبل»، كان واضحًا حرص الرئيس الحريري على إعادة إحياء هذا الحلف الاستراتيجي الذي خاض معركة العبور الى الدولة منذ 11 عامًا، حلف جنّب لبنان برصانته وعلاقاته العربية تبعات سياسة حزب الله المتهورة.

وعلى الرغم من عدم قدرة حلف 14 آذار على اسقاط سلاح حزب الله وهيمنته إلاّ أن هذه القوى قاومت ولا تزال الهيمنة الإيرانية على لبنان، لذلك كان من الضروري إعادة ضخّ المياه الى شرايينها. وهذا ما فعله الحريري في عودته إلى لبنان في زيارة أكّد أنّها ستطول، وقد زار رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ورئيس حزب القوات سمير جعجع ليسكت المصطادين بالماء العكر وليؤكّد أنّه والحلفاء سيبقون موحدين، وأنّ ما يجمعهم من دم بذلوه في سبيل حرية الوطن لا يفرقه خلاف على اسم الرئيس.

لمّ الحريري شمل بيته المستقبلي، فاجتمع مع وزير العدل اللواء ريفي بالأمس وتشير المصادر الى أنّ اللقاء كان ايجابيًا وسط مصارحة بين الطرفين، واكدت المصادر ان ريفي سيعود عن اعتكافه الحكومي.

14 آذار

عودة الحريري الى بيروت أعادت الحياة الى قوى 14 آذار، فهل ستنجح الأمانة العامة بلم الشمل قبل ذكرى الحادية عشر ل 14 آذار؟

مصطفى فحص
مصطفى فحص

عضو الأمانة العامة في قوى 14 آذار الكاتب الصحفي مصطفى فحص أكّد أنّ «كل ما حدث في اليومين الماضيين لا يتعدى كونه إشارات» ورأى أنّ «قيادات 14 آذار هي أمام الفرصة الأخيرة لإعادة لمّ الشمل بعد عام من القرارات والتصرفات الانفرادية التي أضعفت قوتها».

وتابع فحص «بات واضحًا لأحزاب 14 آذار ومكوناتها أنّ قوتهم مستمدّة من وحدتهم وتماسكهم، كذلك لا يمكن لحركة 14 آذار أن تثمر من دون اللحمة بين الحزبين الأقوى أي تيار المستقبل وحزب القوات، لذلك وقبل ذكرى 14 آذار كل مكونات هذه الحركة الوطنية هي أمام امتحان في هذه المرحلة الدقيقة لبنانيًا وإقليميًا».

اقرأ أيضاً: مستقلو 14 آذار ووهم الانتخابات والمستقلين: أين الشيعة؟

ولفت فحص أنّه «خلال السنوات السابقة أثبتت هذه القوى سوء إدارتها في السياسة اللبنانية، 14 آذار هي أهم حركة لبنانية عند الطبقة المتوسطة في لبنان وعند المجتمع المدني والمستقلين الشيعة والمسيحيين، فهل تسطيع هذه الخطوة إعادة هذه الطبقة والمستقلين إلى أحضانها؟ وهل ستعيد لمّ الشمل؟ وهل من الممكن أن نرى 14 آذار في الساحات مجددًا؟»

السابق
الوضع في اليمن نحو الاستقرار وعودة لإنتاج النفط
التالي
جميل السيد: الواطي ما بيختلف مع الواطي..‏