حركة مكوكية «للحريري» في ملف الرئاسة.. و 8 أذار قلقة

أسبوع مثقل بالمواقف السياسية واللقاءات والاتصالات محوره الرئيس سعد الحريري الذي وإن لم يحدد أمس في السرايا الحكومية مدة إقامته، فقد بدا في سباق مع الوقت في مواعيد متلاحقة، تشير حكماً الى انه يعمل على اعادة ترتيب البيت الداخلي في "تيار المستقبل" أولاً، ومحاولة الانطلاق الى رأب الصدع في تحالف قوى 14 اذار، وصولاً الى إطلاق التحضيرات للانتخابات البلدية والاختيارية. وهذه الاهتمامات لا تحجب في كل حال قراره الخوض في الملف الرئاسي من قرب وبطريقة مباشرة تفيد في توضيح الامور وفي دفعها قدماً، على رغم علمه بأن الملف الرئاسي بات مرتبطاً بشكل أو بآخر بأزمات المنطقة.

لليوم الثاني على التوالي، بقيت حركة الرئيس سعد الحريري هي الحدث، وفي الوقت الذي مشفوعةً بتأكيد تمسّكِه بترشيح رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية، انتظمَ فريق “14 آذار” من قمّته إلى قاعدته، وإلى جانبه رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط في دعوة الجميع للنزول إلى المجلس النيابي لانتخاب الرئيس من بين المرشحين الثلاثة المطروحين، وذلك في سياق السيناريو الذي لاحَت ملامحُه على وهج ذكرى 14 شباط.
ولفتت “المستقبل” إلى انه تحت عنوان “احترام الدستور واللعبة الديموقراطية” استهلّ الحريري حراكه الرئاسي بمروحة زيارات واستقبالات واتصالات دامت منذ الصباح حتى منتصف الليل، وامتدت من السرايا الكبيرة إلى الصيفي وصولاً إلى معراب مروراً ببيت الوسط.
“قوّة الدفع” هذه، كما وصفها أحد أقطاب “14 آذار” عبر “المستقبل”، التي عادت مع عودة الحريري إلى بيروت، حرّكت المياه “الرئاسية” الراكدة مثلما فعلت مبادرته بدعم النائب سليمان فرنجية الذي أكّد أمس التزامه بها إلى النهاية.
وكشف مصدر مطّلع لـ”اللواء” أن مسألة تشجيع النواب على المشاركة في جلسة 2 آذار التي تصادف بعد أسبوعين، كانت محور لقاءات الحريري في الصيفي وفي معراب، في محاولة لإيصال رسالة أن الوقت حان لإنهاء الشغور الرئاسي، ليس على خلفية إتفاق سياسي شامل، وإنما على أساس تنافس ديموقراطي بعد توفير النصاب للجلسة، أي ما مجموعه 86 نائباً.

قوى 14 آذار
قوى 14 آذار

“8 آذار” قلقة من حركة الحريري الرئاسية
شهدت لهجة تحالف “حزب الله” – “التيار الوطني الحر” تصاعداً، متضمناً لهجة انتقادية وغير مؤيدة لحركة الرئيس سعد الحريري والتي يفترض ان تشمل رئيس مجلس النواب نبيه برّي,
فقالت مصادر قيادية في فريق الثامن من آذار لـ”الجمهورية” إنّ خطاب الحريري لم يحمل أيّ معطى سياسي جديد، بل كان الهدف منه لملمة 14 آذار بالتصويب على “حزب الله”.

إقرأ أيضاً: هل يتهم وئام وهاب نبيه بري بالـ 100 مليون دولار؟

وقالت مصادر في “8 آذار” لـ”الديار” ان ما طرحه الحريري في مهرجان “البيال” وخلال زياراته امس لن يغير بالواقع القائم حول الملف الرئاسي. اضافت ان رئيس المستقبل لم يأت بأي جديد، بل طرح معادلة معروفة ومطروحة والجواب عليها واضح حيث ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سبق وحدد الموقف من دعوة الكتل النيابية للنزول الى المجلس وانتخاب احد المرشحين، وهو اكد بالتالي ان نواب الحزب ومعهم نواب التيار الوطني الحر لن ينزلوا الى المجلس اذا لم يكن هناك ضمانة لانتخاب عون. واذ لاحظت المصادر ان الهدف الاول من عودة الحريري هي “شدشدة” عضد تيار المستقبل.

إقرأ أيضاً: جمهور الممانعة يسأل: وهل كان عليّ يُصلّي؟!
وفهم من موقف الحريري وحركة الزيارات واللقاءات وفق “النهار” أن طريق انتخاب النائب سليمان فرنجية مشرعة والأصوات النيابية المطلوبة ستصب في مصلحته من دون زيادة أو نقصان. لكن مصادر متابعة قالت إن تمسك الحريري بترشيح فرنجية ومحاولة فرضه بقوة عدد الاصوات سيزيد التصلب في رفضه، مما يرجئ الاستحقاق الرئاسي الى أجل طويل.

السابق
إيران تنتخب 35 مرة ولبنان «ينتحب» 35 جلسة
التالي
فضيحة مدوية: وزارة البيئة الروسية تقول ان وثيقة شركة شينوك حول تصدير النفايات مزورة