بعد ان كانت «اوهن من بيت العنكبوت»

بِخِلافِ ما يَرى السيد حسن نصر الله، لا يمكن أن يكونَ الصراعُ “سياسياً، لا مذهبيّاً”، في منطقةٍ أصبحت المذاهبُ فيها، ممثّلةً به وبأقرانه، بحزبه وبالقوى المشابهة له، بالدولة التي يواليها وبالدولة (أو الدول) التي يعاديها، تَحْتكر السياسة من بابها إلى محرابها تقريباً.

إقرأ أيضاً: ليس كوب الليموناضة يا سيد
لو قال: “هو صراعٌ سياسي بين المذاهب” لكان في القول نظر. ولكن هذا التشخيصَ المعدّل (والقريبَ إلى الصواب) يُبْقينا (ويبقي السيد وحزبه معنا) في صميم المأزِقِ التاريخي المُهْلِك… ولا يشيُر إلى مخرجٍ بَتاتاً.
وذاك أنه يتعذّر إخراجُ المذاهب من صراعٍ استئصالي أصبح يجري بين قوىً مذهبية. فحين تقاتل قوى المذهبِ الواحد لتدمير ما تمخّض عنه المذهبُ الآخر من قوىً تكون الغايةُ العملية للقتال إخضاعَ مذهبٍ لمذهب ولا تتماسكُ غايةٌ عمليةٌ غيرَها أبداً.
وأمّا أن تُخْتَصَر مذهبيةُ الصراع على الأرض بالمصلحة الإسرائيلية في أن يُعْتَبر الصراعُ مذهبياً فهذا يَفْترض لإسرائيل قوّةً تقصّر دونَها الدولُ العظمى مجتمعةً ومتفرّقة… وهذا بَعْدَ أن كانت إسرائيل، في قولٍ سابقٍ للأمين العامّ، “أوهنَ من بيت العنكبوت”

السابق
ليس كوب الليموناضة يا سيد
التالي
خالد حدادة يحتج على «الميادين»: الحزب الشيوعي أطلق المقاومة…