هل كانت لطشة «الحريري» السياسية لـ «جعجع» موفقة؟

لقاء الحريري وجعجع

رأت “السفير” أن جعجع تعرض إلى “لسعة سياسية” التي تعرض لها جعجع، خصوصاً أن الشرح الوافي والصريح الذي قدمه الحريري للحيثيات التي دفعته الى اعتماد خيار ترشيح فرنجية يتعارض مع مقاربة “القوات” و”الكتائب” لمضمون اجتماعات بكركي بين الأقطاب الموارنة الأربعة. وقد بدا الحريري حريصاً على استخدام “ديبلوماسية التقبيل” لاحتواء تداعيات الانقسام الحاصل في “14 آذار” حول الاستحقاق الرئاسي. لكن مفعول القبل تلاشى سريعاً، مع تلاحق الرسائل السياسية “المسننةط التي أطلقها الحريري في أكثر من اتجاه، وكانت أولاها موجهة الى جعجع الذي أصابته “النيران الصديقة” مباشرة على الهواء، عندما توجه اليه الحريري بالقول: ليت المصالحة مع “التيار الوطني الحر” حصلت قبل زمن بعيد، كم كنتَ وفّرت على المسيحيين وعلى لبنان. كان واضحاً من مضمون هذه العبارة ونبرتها، أن الحريري أراد أن يحمّل جعجع، وبحضوره، المسؤولية عن الانقسام المسيحي طيلة السنوات الماضية. وأكثر من ذلك، أوحى رئيس “المستقبل” في كلامه بأن ترشيح جعجع لعون هو مجرد رد فعل على خيار ترشيح فرنجية، خلافاً لطرح “القوات” التي تعتبر أن تفاهم معراب الرئاسي أتى في سياق مسار سياسي متكامل، قائم بحد ذاته. ولم يكتف الحريري بهذا القدر من التصويب على جعجع، بل تعمد خلال التقاط الصورة الجامعة لقيادات “14 آذار” ترتيب الوقوف بطريقة جعلت الرئيس أمين الجميل يقف على يمينه والنائب سامي الجميل على يساره، مستبعداً رئيس “القوات” عن جواره.

ورأت مصادر “14 آذار” لـ”الأخبار” في تصرف الحريري لحظة التقاط الصور إهانة وجّهها الحريري لجعجع، بعد الإهانة التي وجّهها في مضمون الخطاب عندما توجه الى جعجع بالقول: “أديش كنت وفّرت على المسيحيين ولبنان” لو تمت مصالحته مع عون منذ زمن.

السابق
الحريري قالها: لدينا 3 مرشحين «تفضّلوا إلى المجلس»
التالي
خطاب نصرالله على وقع خطاب الحريري