لولا مشكلة الـ«أنا».. لمرَّ 14شباط على ما يرام

لولا مشكلة الـ"أنا" لكانت الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري أعطت كلّا من ‫‏سعد الحريري‬ وسمير جعجع ما يحتاج إليه كل منهما في الشارع الآخر، بعد "الترشيحين المغضوب عليهما".

صحيح أن سعد الحريري إستعاد زخما في شارعه، ولكنه بطريقة تعاطيه مع‫ ‏سمير جعجع‬ كرّس الهوة التي تفصله عن الشارع “القواتي”، وصحيح أنّ سمير جعجع الذي لا يحتاج إلى تزخيم في شارعه، قد حاول في حضوره الشخصي مداواة بعض الخدوش مع الشارع الآخر، ولكنه خرج يغطّي الإستياء من الحريري، بضحكات يفهم من الأجواء المحيطة به بأنها “نيوب الليث بارزة”.

وقد طغت “لطشة” الحريري حول مصالحة جعجع وميشال عون، كما إحاطة نفسه بالصورة النهائية بأمين الجميل من جهة وبسامي الجميل من جهة أخرى، على ما عداها من المسائل المهمة التي طرحها الحريري في خطابه الذي تميّز بالمصارحة والمكاشفة أمام “شهود المرحلة”.

إقرأ أيضاً: ماذا قصد الحريري من… «كنت وفرت علينا وعالمسيحيين»

وهذه المشهدية كان يمكن تفاديها لو أن الحريري وجعجع تمكنّا في وقت سابق لاحتفال “بيال” من أن يجتمعا معا، ويغسلا قلبيهما.

ومعلوم أن العلاقة بين الحريري وجعجع ليست على خير ما يرام، ولكل منهما مجموعة مآخذ على الآخر، في وقت تحسّنت العلاقة بين الحريري والجميل، منذ سارا معا، من دون جعجع، مشاركة في الحكومة وفي طاولة الحوار في المجلس النيابي، كما عقدا أكثر من اجتماع مصارحة، بعد “الحوار الإيجابي” بين الحريري وسليمان فرنجية.

وقد عكس خطاب الحريري هذه الإشكالية، عندما دعا في خطابه إلى إجراء مراجعة نقدية لتحالف 14 آذار الذي يقال عنه رسميا إنه مهزوز فيما يقال عنه، في الكواليس، إنه يُنازع.

وإذا كانت ال”إيغو” قد منعت المصارحة المطلوبة بين الحريري وجعجع، بعدم تقدم أي منهما خطوة نحو لقاء ثنائي بينهما، إلّا أن الإشارات الصادرة عن الشخصيتين المحوريتين في تحالف 14 آذار، أظهرت حسن طويتهما، فجعجع ذهب إلى الـ”بيال” حتى لا يسمح باغتيال ‫#‏رفيق_الحريري‬ مرة ثانية، كما غرّد عشية الإحتفال، والحريري دعا إلى أخذ صورة جامعة لإعطاء إشارة إلى أن 14 آذار مستمرة، حتى لو كانت بحاجة إلى مراجعة نقدية.

إقرأ أيضاً: بالفيديو: إضاءة الشعلة في لحظة الإنفجار

وإذا ما جرى استثمار “حسن الطوية”، فإن 14 آذار قادرة على الخروج مجددا، ولو بصيغة مختلفة، حيث لا تُفسد الخلافات التكتية الأهداف الإستراتيجية وحاجة كل طرف إلى الآخر.

ولكن، في حال طغت “الأنا المجروحة” على “النيات الطيّبة”-وهذا ما تعكسه تعليقات المتعاطفين على مواقع التواصل الاجتماعي وما بدأ بعض خصوم “المستقبل” و”القوات” باستثماره-فإن ما يحكى عن واقع 14 آذار في الكواليس سيصبح واقعا ملموسا.

https://www.facebook.com/fares.khachan/posts/1028535177212124?pnref=story

السابق
ماذا قصد الحريري من… «كنت وفرت علينا وعالمسيحيين»
التالي
لبنان أيام عبد العزيز خوجة