لمثل هذه المرحلة اغتيل الرفيق

بات واضحا أنّنا حين رفعنا أصابعنا متحدين ما سمي بمشروع الشرق الأوسط الجديد كنا نفعل أمراً من اثنين. فإما اننا كنا نخدع الناس واما كنا "واهمون"بمصطلح ادق "مشتبهون"

إنّ أوّل الأصابع التي ارتفعت هي للأيدي التي سارت بالمشروع وتسير اليوم وستبقى حتى النخاع منغمسةً بمشروع أوهمتنا برفضه وكانت بشائره..إغتيال الرفيق..
تصوّر البعض في الرابع عشر من شباط “عيد الحب” 2005 أنّ الإنفجار سيفجر بيروت أو لبنان على اأعد تقدير وسرعان ما تكشفت الحقيقة وهي انفجار المنطقة بأسرها.

إقرأ أيضاً: سعد الحريري: عُد إلى لبنان
كل التكهنات في ذاك اليوم الأسود لم ترقَ إلى حدّ التقدير الصحيح للزلزال القادم إلينا وعلت الاصوات والاتهامات بكل الاتجاهات والألم يجتاح البلاد والصدمة لا يمكن استيعابها.
وانقسمت البلاد على نفسها وبغضّ النظر لبنانياً عن من أصاب في اتهام سوريا أو غيرها بالتخطيط أو التنفيذ أو التسهيل للجريمة فإنّ الكل اللبناني كان وما زال الخاسر الاكبر من كل ما يدور
مات الزعيم…ولكن..هل عاش الزعيم؟
من خلال من خلفه؟؟

إنّ الضعف والوهن الذي أصاب الساحة اللبنانية على المستوى الدولي والساحة السنية على المستوى الداخلي لم يزل حتى اللحظة يرخي بظلاله على التركيبة اللبنانية ويدفع ثمنه الكل ولو لم يعلم أو لم يرد الإعتراف إن لم نقل أنّه متورط بألف شكل وشكل وينتظر حصاد وتوظيف دماء ساحة السان جورج في بيروت.
وكرت السبحة..انقسام شديد داخلي واهتزازات إقليمية وعدوان على لبنان إذ أنّ اسرائيل ارتاحت من صمام أمان البلد وضمانته الأمنية الدولية وكنا قبل كل ذلك منشغلون “بزيوت الزيتون”التي توزعها مؤسسات الرفيق على الفقراء.
ورفعنا رايات النصر على اسرائيل ولم ندرك أو تجاهلنا أو لم نتصور أو … إنّ ابواب الخراب فتحت فعلاً وليس الرفيق الشهيد إلاّ البداية.

ذكرى الحريري في البيال
ذكرى الحريري في البيال

لسنا بمعرض سرد تاريخ قريب إلاّ أنّ شدة الانقسام وصلت الى حد النيل من شخص السيد حسن نصر الله وهو أمر كان صعباً جدا قبل ذلك وهو الرمز الذي اتفقنا معه ام أختلفنا قاتل اسرائيل وانتصر “ولكلمة انتصر حساباتها الخاصة”، فازداد الإحتقان إلى أن وصلنا إلى “خطيئة” 7 أيار واتضح أنّها غلطة صغيرة أمام ما آلت إليه الأمور فبات لبنان مثل شريحة لحم وأيدٍ كثير تتجاذبها إلى يومنا هذا واتسعت رقعة الخوف وبغض النظر عن موقفنا من الحرب في سوريا ومع من نقف إلاّ أنّها جزء من اللعبة وتفصيل في السيناريو الكبير الذي بدأ بجريمة عيد الحب.

إقرأ أيضاً: لعنة اغتيال رفيق الحريري
أمّا اليوم فمهما بدا للبعض المشهد واضحاً إلاّ أني أكاد أجزم أنّ العقل العربي لم يرقَ بعد إلى حد فهم ما يحاك له من المحنكين الدوليين واللوبيات العالمية وأنّ تصور أنّ ما تعانيه المنطقة اليوم هو تشكيل معين سيصب في مصلحة أحد الأطراف في لبنان أو سوريا مثالاً لا حصراً فهو هنا بالذات”واهم ومشتبه”
الرفيق استشهد ولم يبقَ إلاّ الغرباء!
فهل من خلفوك يا شيخ رفيق.. أضاعو الأمانة؟ أو وهنوا؟ أم…فشلوا؟

السابق
فضل شاكر بين محاكمة قانونية ومحاكمة عاطفيّة
التالي
الجبير: سويسرا تتولى رعاية مصالح المملكة في إيران