ماذا قال خطباء 14 شباط قبل عشر سنوات؟

ما بين 14 شباط 2006، و14 شباط 2016، مرحلة سياسية كاملة، كانت خاضعة لتداعيات محلية وإقليمية ولإختراقات أمنية ولسلطة السلاح..

في وقفة نستعيد بها أهم الكلمات التي طوّبت ما بين ذكرى الاستشهاد الأولى وما بين الذكرى العاشرة 2015، نجد أن الخطاب السياسي قد تلوّن بحيثيات وبتحالفات وبإصطفافات جديدة وبإعادة التموضع في السلطة.
14 شباط 2006، كانت الخطابات عالية اللهجة، الحريري في هذا اليوم وصّف الحشود التي توّجهت لساحة الشهداء، بأنّ حضورها هو على عمليات الإغتيال، وعلى جرائم التفجير، وعلى الغرف السوداء التي تخطط للفتنة بين اللبنانيين.
معتبراً أنّ قوى 14 آذار هي ضمانة لبنان ومستقبله الديمقراطي، معتبراً أنّ لبنان أكبر من أيّ حزب وأنّهم سوف يقطعون اصابع الفتنة إذ لا مكان للمجرمين والمخربين ولا مكان في لبنان لأدوات النظام الأمني ولرموزه، ولا مكان لمن يبيع شرف لبنان ولا لقتلة رفيق الحريري وشهداء الحرية.
وتوّجه الحريري في خطابه مطالباً بسحب رمز الوصاية من بعبدا ” ايميل لحود” ومؤكداً على عدم المساومة على الشهداء.

إقرأ ايضاً: حلم رفيق الحريري يؤرق جميل السيّد: الجلّاد لا يكون ضحيّة…

وليد جنبلاط ألقى كلمة عالية اللهجة وجّه به تحية للشهيد الحريري واصفاً اياه المارد العربي والقائد الدولي، وخاطب بشار الأسد بوصفه “طاغية الشام هو ورفاقه وحلفائه”، وبأنّهم قلة عابرة مجرمة حاقدة، والتسامح معها مستحيل.
كذلك أطلق جنبلاط شعار “يا بيروت بدنا الثار من لحود والبشار، وياحاكم دمشق انت العبد المأمور ونحن الاحرار”، مشدداً على سلطة الدولة ورافضاً لحجة مزارع شبعا وللمحور السوري-الإيراني، ولمصادرة الوطن من رمز العمالة والارتهان القابع في بعبدا.

الدكتور سمير جعجع قال في كلمته أنّهم اعتقدوا بقتل الشهيد يخنقون فيهم الروح، ليخاطب الجماهير المحتشدة قائلاً:”جئنا نقول لهم بئسا لكم أيها البائسون، نحن هنا، هنا كنا وهنا سنبقى وقوات الجحيم لن تقوى علينا”.
وأكد للبنانيين أنّ مسيرة الحق والحقيقة والحرية انطلقت، ولن يقف في وجهها شيء، فكونوا مستعدين، مردفاً بمقولته التي تداولت كثراً: “نحن نعرف تماما ان البحر امامنا والعدو وراءنا، لكن لن يرف لنا جفن، لن نرتاح، لن نستكين حتى النهاية، نحن هنا، وهنا سنبقى، سلاما على من يحب السلام”.

في 14 شباط 2007، شكر الشيخ سعد المشاركين والذين وصفهم بالأبطال، مؤكداً التمسك بالمحكمة الدولية وبمعرفة من يقف وراء اغتيال رفيق الحريري وكل الشهد
وأضاف: “بعد عامين على اغتيال رفيق لبنان نقف اليوم أمام ساعة الحقيقة في ساحة الحقيقة، وأمام الاستحقاق المصيري لقيام المحكمة الدولية، رغم محاولة الانقلاب على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، ورغم محاولة شل البلاد من وسط عاصمتها إلى مطارها”.
جعجع من جهته أكد في كلمة له رفض الرضوخ، قائلاً: “الخيل والليل والبيداء تعرفنا, نموت واقفين لكننا لن نركع..”، وأكد أنّهم لن يقبلون بأي سلاح خارج الجيش اللبناني، كما توّجه إلى النظام السوري قائلاً له: “عين لبنان تقاوم مخرزك وسوف تظل تقاومه”.
وخاطب لحود:”ما من ظالم أو طاغية أو مستبد ومستأثر إلا وأخذ التاريخ حقه منه، عطل وعرقل وتآمر ما شئت، لكنك سترحل”

وليد بك جنبلاط، تضمنت كلمته هجوماً على سوريا الأسد، وتأكيداً على عدم الخوف لا من التهديد ولا من صواريخ حزب الله، وتوجّه إلى السيد حسن مطالباً اياه بإعطاء الصواريخ والمدافع إلى الجيش اللبناني أما التبن والشعير فللحفاء.
و وصف بشار الاسد بـ :” يا طاغية دمشق، يا قرداً لم تعرفه الطبيعة، يا افعى هربت منها الأفاعي، يا حوتاً لفظته البحار، يا وحشاً من وحوش البراري، يا مخلوقاً من أنصاف الرجال، يا منتجاً اسرائيليا على أشلاء الجنوب واهل الجنوب، يا كذاباً وحجاجاً في العراق ومجرما ًوسفاحا في سورية ولبنان”

في 14 شباط 2008 ، تضمنت كلمة الحريري، إشارة إلى يد الغدر والإجرام والإرهاب التي اغتالت لبنان بإغتيال الشهيد، وبأن لبنان لن يركع وأنّ رفيق الحريري باقٍ، وتطرق إلى موضوع رئاسة الجمهورية وبأنّ يكون للبنان رئيساً.
وتابع في كلمته معتبراً أنّ لبنان يتعرض لمحاولة إغتيال مستمرة من النساء والرجال وصولاً لنهر البارد واغتيال الأكثرية النيابية بتصفية الأعداد واغتيال حكومة السنيورة بتصفية شبابها، واغتيال ضمير لبنان بالتطاول على البطريرك ما نصر الله بطرس صفير.
كما وصف الحريري في كلمته الأسد ونظامه بالمنتج الاسرائيلي الذي يسمي نفسه نظاما في دمشق،والذي يضمن للعدو منذ 34 سنة الهدوء التام والسلم الثابت على أرض الجولان العربي السليب، ويمنع شعبه البطل من أي مقاومة أو محاولة لتحرير أرضه الطاهرة
واتهم هذا المنتج الاسرائيلي بتنفيذ حلم العدو الاسرائيلي بجر المقاومة إلى حرب أهلية تنتحر فيها وتقضي معها على نموذج لبنان.

سعد 14 شباط

أما رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع فإستهل كلمته بالعبارة التالية: “قلتم بالشر المستطير، وبالويل والثبور وعظائم الأمور، فها نحن جئناكم. جئناكم نقول:أهلا بكم وبشركم وبويلكم وثبوركم وعظائم أموركم. أنسيتم أنه “تصغر في عين العظيم العظائم.”
ودعا الشعب اللبناني إلى عدم الخوف لا من فجورهم ولا من إجرامهم، مشيراً إلى أنّ المحكمة لآتية ورافضاً للغوغائية للفوضوى وللتعطيل والتهديد والوعيد والحرمان من بعبدا.
وقال لهم:” من خاض غمار التاريخ وأحداثه، ومن واكب شعبه على مر العصور وفي أصعب المحن، لن تقوى عليه زمرة فتيان. من أعطي مجد لبنان، لن يقوى عليه من أعطي مال إيران، وخنجر الشام.”
وتوجه جعجع في كلمته إلى الجنوب قائلاً له “كم من الجرائم ترتكب بإسمك” داعياً حزب الله أن يحب وطنه وأن يشاركهم في كل القرار ومنها قرار السلم والحرب، كما أشار إلى أنّ ما يقومون به من تعطيل هو بهدف رمي لبنان في فم الأسد ولكن “خسئوا”.

إقرأ ايضاً: كيف استحضر ناشطون الشهيد الحريري عشية كلمة سعد؟

وليد بك جنبلاط خاطب بدوره الشهداء، ثورة الأرز، وتحدى الغدر والأشرار، و وصف الثلث المعطل بالمدرم وثلث الإجرام السياسي والاغتيال، و وصف حال الفريق الأخير بأنه يسعى لتسليم لبنان إلى ريف دمشق إلى عالمه، عالم الشر الأسود الايراني-السوري.
مضيفاً أنّ اختصاص بشار وحلفاؤه علم الأشلاء الحية والميتة، وأنّهم أشلاء يعيشون في جهنم

هذه الكلمات التي شهدت ذكرى رفيق الحريري قبل 7 أيار 2008، فكيف أسقطت هذا اليوم الأسود لبنانياً والمجيد حزبياً ثقله على المرحلة التي تلت، وكيف تغيرت المنابر الحريرية.

السابق
كارول معلوف إلى الأمام … و «عقبال المية»
التالي
وئام وهاب: لهون وصل العهر؟