وفد مشترك من الكونغرس يجول في دول المنطقة

الكونغرس

اذا كانت الزيارة الخاطفة للموفد الاميركي جيمس أوبراين الذي يشغل منصب “المبعوث الخاص للرئيس باراك اوباما لشؤون الرهائن في وزارة الخارجية”، لبيروت في 2 الجاري تمحورت في مجملها حول ملف المخطوفين والمفقودين الأميركيين على الاراضي السورية، فإن الاهتمام الاميركي بالشؤون اللبنانية المنكفئ نسبيا منذ مدة لكثرة الملفات الدولية والاقليمية التي جذبت ادارة الرئيس باراك اوباما اليها من النووي الايراني الى الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي وسائر أزمات المنطقة، ليس منعدماً كما تقول اوساط دبلوماسية غربية لـ”المركزية” بل يشهد مراقبة عن بعد وتدخلا مباشرا حينما تظهر الحاجة ذلك.

وتكشف في هذا المجال عن زيارة يعتزم القيام بها قريبا وفد من الكونغرس يضم نوابا من الحزبين الجمهوري والديموقراطي الى عدد من دول المنطقة لاستقصاء المعلومات والاطلاع عن كثب على تفاصيل التطورات السياسية والميدانية واعداد تقرير بالخلاصات يشكل مستندا يمكن الركون اليه لتحديد صوابية السياسة الاميركية المنتهجة في هذه الدول وجدواها ومكامن الخلل الواجب تصحيحها، على ان يكون للتقرير تأثيره البالغ في مجريات الحملات الانتخابية الرئاسية، لاسيما بعد دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ ورفع العقوبات عن ايران ومفاعيلها على مستوى دول الجوار، في ضوء الغياب الاميركي السياسي الفعلي عن شؤون هذه الدول وتكليف روسيا والمملكة العربية السعودية بمتابعتها، بعدما أدّت واشنطن قسطها الى العلى من خلال ضبط الملف النووي الايراني والكيميائي السوري واطلاق يد موسكو والرياض في تكريس التفاهمات السياسية على مخارج للازمات العالقة، على ان تبقي العين ساهرة، ولو عن بعد على ما يدور من تسويات في كواليس الدول المعنية.

الكونغرس

وتؤكد الاوساط ان الزيارة الاميركية الاستطلاعية تكتسب أهمية اضافية لتزامنها مع التطورات الميدانية العسكرية في سوريا والدخول الروسي القوي على خط دعم قوى النظام بما مكّنها من استعادة مساحات مهمة من الاراضي، حيث تتطلع موسكو الى السيطرة على الساحل الشمالي وحجز موقع في المياه الدافئة التي توازي بالنسبة اليها أهمية مضيق باب المندب. وتشير الى ان الروس قد يكتفون بالسيطرة على 30 في المئة من المساحة السورية الاساسية، ليبقى فيها بشار الاسد رئيسا شرعيا وتبقى لهم قواعدهم ومصالحهم الحيوية، وترك 70 في المئة من الاراضي القاحلة بمجملها للمعارضة حيث لا مصالح ولا قواعد.

وتعتبر المصادر ان “الطحشة” الروسية الميدانية في سوريا لا يمكن الا ان تكون مواكبة بـ”غض طرف” او “قبة باط” سعودية ما دامت المملكة لم تنبث ببنت شفة ازاء الضربات التي تنفذها موسكو، بما يوسع دائرة التساؤلات عما اذا كان سيناريو الحل السوري انتهى اعدادا ويبقى التنفيذ الذي على ما يبدو تلعب فيه روسيا دورا اساسيا، في حين تلعب المملكة دورها مع المعارضة بعدما جمعتها في اجتماع الرياض الشهير.

ويأتي المشهد السوري قبيل زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الى موسكو المتوقعة منتصف الشهر المقبل، المفترض ان يترك أثرا مهما في سياق العلاقات وتنظيم شؤون دول المنطقة مع توزيع الولاءات والادوار بين أصحاب النفوذ، على ان توضع الولايات المتحدة الاميركية في اجواء القمة السعودية – الروسية التي لا تستبعد الاوساط ان تشكل مدماكا اساسيا لتفاهم جدي واسع أميركي- روسي وسعودي- ايراني يضع حدا لحقبة الصراع الدموي في دول الشرق الاوسط المشتعلة.

السابق
الجيش: زورقان معاديان خرقا المياه الإقليمية مقابل رأس الناقورة
التالي
دور الرئيس الشهيد رفيق الحريري «من التحرير الى الشهادة»