شبيح حتى لو انتحل صفة أخرى

على مدى أكثر من مئة دقيقة تجمع في حلقة تلفزيونية عادية على تلفزيون Mtv في برنامج بموضوعية عناصر مركبة جعلتها استثنائية في وعي جمهور حزب الله.

العنصر الاول اتى من الحزب الذي اضطر مكرها هو ومحازبيه وجمهوره ان يستدرج لحضور شريط مسجل يظهر اسراه في يد جبهة النصرة، مما شكل ضربة لصورة الانتصارات الدائمة التي نجح في ايهام جمهوره بتحقيقها في كل معاركه، بعد أن أخذ جمهوره خارج النقاش السياسي الفعلي خلال السنوات الماضية، مانعا في نطاق نفوذه بث محطات العربية والجزيرة والمستقبل من خلال مقدمي كوابل الاطباق الفضائية والذي مارس قطع ممنهج لاي برنامج حواري في اي مفصل سياسي محرج.

اما العنصر الثاني فهو ما دار طوال الحلقة والتي اشترك بها كلا من كارول معلوف ود. حارث سليمان في مواجهة الصحافي الممانع علي حجازي . والتي شكلت محاكمة سياسية هادئة لخيارات الحزب في التدخل في الحرب السورية، واختبارا لمقولات الممانعة والمقاومة وتوضيحا منهجيا لادعاء مواجهة الارهاب التي يدعيها نظام الاسد وايران وحزب الله

إقرأ أيضاً: حزب الله فشل في سورية وتحية لمهنية كارول معلوف

العنصر الثالث ان الحلقة التي بدأت قبل موعد بثها بسلسلة من الاتصالات والتهديدات والتسويات وصولا لاستدراج كارول معلوف الى مكتب امني لحزب الله واستجوابها والاتفاق مع ادارة الرنامج في ال Mtv لتخفيض مدة بث الشريط من 58 دقيقة الى ثمانية دقائق فقط ، تابعت مفاعيلها بعد الحلقة من خلال تفاعل هائل للناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد قيام كارول معلوف ببث شريط الاسرى كاملا على موقع Utube ، والذي سجل حتى تاريخه ما يزيد على 180 الف مشاهد، وبعد لجوء ناشط سعودي يدعى صالح الفهد لتوليف مقاطع من مداخلات د. حارث سليمان بشريط مختصر مدته سبع دقائق ونشره ايضا على موقع Utube وقد بلغ عدد مشاهديه حتى تاريخه 80 الف مشاهد. يضاف الى كل هؤلاء من تابع بث الحلقة مباشرة على الشاشة الصغيرة ل Mtv

كارول معلوف حوسبت وما زال تحاسب واسيء الى سمعتها واخلاقها لانها تجرأت ونشرت شريط الأسرى، في حين الدكتور حارث سليمان عالم الكيمياء الذي نأى بنفسه عن الشريط ومضمونه يحاسب ويشتم باقذع الالفاظ والكلمات، رغم انه، لم يتحدث خلالها عن الأسرى بشكل مباشر، لم يرتكب لا قدحا ولا ذمّا، مداخلات على مدى الحلقة ، لا تخوين فيها ولا تنكر لتاريخ حزب الله الذي اختار الإنخراط في حرب سورية، فهو لم يتوّجه للإعلامي “علي حجازي” على المستوى الشخصي ولا على مستوى ولائه وتبعيته. لكن قوة الحجة، وسلامة المنطق، واستحضار الادلة النافذة اطلقت غضب الممانعة الى عنانه ولو بعد نهاية البرنامج بايام.

في 7 دقائق قليلة، طرّح الدكتور حارث سليمان نظرية يتبناها السواد الأغلب من اللبنانيين والعرب، وهي أنّ كل من داعش والنصرة صناعة إيرانية غلافها “وهابي” أما اجندتها ومصادر قوتها ومسار افعالها يصب في خدمة الممانعة ومحورها ، وأكد نظريته هذه من قرينة أسندها علمياً بوقائع مشهودة وهو الذي يحلل من باب العقل لا من باب المقولات، إلى نقاط عدة منها:

– الافراج عن 550 عنصرا تكفيريا من سجون المالكي

– الافراج عن 350 عنصراً من سجون عدرا في سوريا

– المتطوعون العرب الذين استقدمهم النظام السوري بعد احتلال العراق حيث دربهم وسلحهم وارسلهم الى العراق

– ارسال شاكر العبسي الى لبنان

– تسليم الموصل من قبل المالكي بكل ما فيها من سلاح ومال الى داعش

– شركة تويوتا التي صرحت انه يوجد عشرة الاف سيارة تويوتا باعتها للمالكي يوجد 6 آلاف منها بيد داعش

– صحيفة دير شبيغل الالمانية التي نشرت تحقيقاً يثبت أنّ المخابرات السورية تشكل العصب التنظيمي لداعش والنصرة.

واعتبر الدكتور حارث في الدقائق السبع أنّ إيران هي من تدعش السنة في العراق وأنّ الحشد الشعبي ليس اقل وحشية وشراسة من داعش، الذي لولاه ما كان ليحلم نوري المالكي او قاسم سليماني بأن تأتي اميركا لكي تشرف عليه وتعطيه غطاء جويا بطائراتها وهو يدخل الانبار مدمرا المدن العراقية.

واعتبر أنّ من يدعي محاربة داعش يمارس دور الاطفائي المهووس الذي يصنع الحرائق لكي يكلفه الغرب باطفائها.

كما ترك ثلاثة مسائل برسم الرأي العام، الأولى أنّ 4500 غارة شنها الطيران الروسي في سوريا فقط 300 غارة كانت على داعش والبقية على المعارضة، والثانية عن التنسيق الاسرائيلي – الروسي لحماية الاسد والثالثة شهادة وزير الدفاع الاميركي كارتر في الكونغرس حول الازمة السورية. مستنتجا ان ضمانة الاسد هو نتنياهو واوباما. تلك كانت اهم نقاط الفيديو وهذا رابطه.

هذه الدقائق السبعة (من مئة) أكثر ما استفزت جمهور الممانعة و دفعت الصحافي علي حجازي أن يقول تويترياً ما لم تسمح له الشاشة أن يبوح به، فعبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي يمكن للمرء أن يغرد فيقدح ويذم دون حسيب أو رقيب. والمرجح أن سبب أطلاق حجازي أبواقه “السوقية” الكترونياً ضد الدكتور حارث هو إيران التي ينتمي إليها أولاً قبل لبنانيته. فعلي المتزوج من سورية من آل الاسد ضاقت به المعايير المهنية والأخلاقية التي تلبسها قليلا وتحول شبيحا سافرا، ليتلقفها بدورهم أصدقاؤه ذات التبعية نفسها فينهالون سباً وشتماً، فيما انضم آخر لهذه القافلة الشاتمة، من محور الممانعة نفسها يطالب بهتك عرض الدكتور كما كارول، مع الإشارة إلى أنّ صفة “السبي والنكاح” هي التي يعيّر بها هذا الجمهور دواعش السنة غير أنّ المفارقة جميع مفرداتهم الهجومية تدور في هذا الفلك “الموبوء جنسياً”

إقرأ أيضاً: حزب الله يهدد كارول معلوف… فهل غادرت لبنان خوفا على حياتها؟

“داعش والنصرة” طفيليات ايرانية، قالها الدكتور حارث سليمان بمنطق علمي، تفاعلت معه مواقع التواصل الاجتماعي بإيجابية، وخلال رصدنا لصفحاته قبل الحلقة وبعدها زاد عدد متابعيه بين فيسبوك وتويتر ما يقارب الـ 600 متابع وصديق.أما مقطع السبع دقائق فقد شوهد أكثر من 80 ألف مرة.

حنكة الدكتور حارث وسعة بداهتة وعلمه أفقدت الممانعة صوابها فنطق منهم نفر قليل وهم شلّة “علي” الذي لا يتخطى عددهم أصابع اليد الواحدة وغردوا بذات النهج لجهة لا تملك حجة فتترك المضمون وترمي بأسوء العبارات القائل والمحلل.

عدة تغريدات لن تكون شيئاً أمام مئات من تعليقات وتغريدات أخرى راقَ لهم ما قاله الدكتور الذي كان بعيداً عن الطائفية والمذهبية، ولم يحاجج إلاَ بالمنطق وبالإقناع. فهل ننتظر ربيعا شيعيا!؟ ربما قد يكون اول المطر قطرة. كلمة اخيرة لتلفزيون الMtv الشبيح يبقى هو حتى لو انتحل صفة اخرى.

السابق
اتفاق ميونخ: وقف لاطلاق النار… ولكن القصف الروسي سيستمر!
التالي
الجيش: زورقان معاديان خرقا المياه الإقليمية مقابل رأس الناقورة