«منصّات المستقبل» لشباب سورية وفلسطين من الحرب إلى المسرح

من الواقع المر، الحصار والحرب، اجتمع شباب فلسطينيون وسوريون من سكان مخيم اليرموك سابقاً، على أرض لبنان وتحديداً في مسرح زقاق في بيروت لعرض أولي لأفكار نصوص مسرحية كتبت بأقلامهم، تجسد وتحاكي واقع أرض المنشأ (سوريا) ومعاناتهم وأوجاعهم جراء ما يجري هناك، وذلك في إطار مشروع "منصات المستقبل"الذي يهدف إلى تطوير مهارات الشباب وتفريغ مشاعرهم في إبداعات كتابية ومسرحية. روح الشاب السوري الذي فقد عائلته في البحر، هو النص الأول للشابة هديل السهلي.

حسام عبد القادر من دمشق الذي اعادنا اليها والى مخيم اليرموك، لنعيش معه آلام الحصار والحرب في نص أدبي رائع، بالإضافة إلى نص أخر ولكن بطابع مختلف كليا، عما يعيشه الناس في مخيم اليرموك اثناء الحصار من الناحية العاطفية؛ فكان من كتابة هنادي الشبطة.

وقد تحكى الحرب من خلال عيون الأطفال ومعاناة اللاجئ الفلسطيني القادم من سوريا، ولكن هذه المرة في لبنان بقلم دانيا غنايم.

اقرأ أيضاً: الحملة الأهلية للحفاظ على دالية الروشة.. هذا البحر لي

المسرح – الواقع

وتمسك المشاركون بنقل قصصهم، فلم تمنع إقامة ماهر موعد الحالية في كندا من الاستمرار بالتواصل مع المشرفين، فأصر على تنمية موهبته ليكتب نصا يروي قصة عاطفية لفتاة تزوجت رجل آخر وأنجبت طفلاً منه إلا أنها فقدته بعد خروجها من الاعتقال.

مسرح

واقع المرأة الأليم، نقلته الشابة هبة مرعي، من وجهة نظرها، خصوصاً أثناء فترة اللجوء.

كما روى أحمد خطاب قصة رجل بسيط خرج من منزله رغما عنه ليعيش صراعا في ايجاد حياة كريمة له ولعائلته ضمن ظروف صعبة.

قدرات متنوعة

تنوعت النصوص والشخصيات الا ان الألم واحد والهدف قائم لبناء قدرات في مجال الكتابة الابداعية، من خلال هذا المشروع الذي اطلقته مؤسسة اتجاهات بالتعاون مع تعاونية شمس وبدعم من الوكالة السويسرية منظمة هاينرش بول والمؤسسة الثقافية السويسرية.

فكانت تجربة جيدة حتى بالنسبة للمخرج والدراماتوج السويسري ايريك التورفر الذي قال: أنا فخور جداً بما تم الوصول إليه، وأرى أن المشاركين دخلوا بمرحلة جدية عندما اختبروا نصوصهم مع المخرج عمر أبي عزار وفرقة زقاق التي قامت بتجارب أداء أمام المشاركين لتمثيل أولي لنصوصهم. ورأى التورفر أنه إلى جانب الموهبة هناك قصص مثيرة للاهتمام بوجهات نظر متقاربة وغنية، خاصة أن المشاركين كانوا متعطشين للتعلم وإعادة كتابة نصوصهم ودفاعهم الشديد عنها وعن آرائهم.

البداية من الاسكندرية

لم تكن هذه التجربة في لبنان هي الأولى في الوطن العربي فقد شارك بورشتي كتابة أيضاً في الاسكندرية مع الكاتب والدراماتوج السوري مضر الحجي الذي بدوره تابع المشاركين من ألمانيا لصعوبة تواجده في لبنان، فعبر عن إعجابه بقدرات المشاركين رغم تفاوتها، “إلا أنها تشترك بحساسية عالية وكان من المهم أن يعيش المشاركون هذه التجربة الكتابية ليستطيعوا من خلالها اكتشاف قدراتهم والاستفادة منها على المستوى النفسي والحياتي والمهني، خصوصاً أن الموهبة والألم اجتمعا ليعطيا جرعة زائدة لهذه النصوص”.

مسرح

وبالنسبة للصعوبات بوجهة نظر الحجي، فتكمن في معرفة ضعف المشاركين للمصطلحات والتفاصيل التقنية التي بحاجة لتركيز وخبرة أكثر مع الوقت، ناصحا إياهم بالقراءة المكثفة.

من ناحية أخرى رأى الكاتب والدراماتوج عمر جباعي، الذي أشرف على الورشة أنها تجربة رائعة، مشجعاً المشاركين على الاستمرار بالكتابة.

اقرأ أيضاً: أهم ما في «الحراك» أنّه عابر للطوائف (1/3)

رغم الظروف الصعبة والاغتراب إلا أن لتاريخ هؤلاء الشباب ذكرى لن تخرج إلا ببذور أدبية استطاعوا تطويرها وتنميتها.

السابق
ريفي انتفض وانسحب من مجلس الوزراء.. والحريري «ريفي لا يمثلني»
التالي
التبويس ممنوع والعتب مرفوع!