دفن live

جنازة هاني فحص

بالأمس، شاركت في جنازة أحد أقاربي رغم أني لم أكن موجودة. كيف؟

فقد شهدتُ نقل وقائعها عبر الفايسبوك مباشرة بفضل انهواس اللبنانيين بالتقانة (التكنولوجيا) يا بعدي.

الجنازة تسير بدفق هائل من المحزونات الباكيات الذارفات للدمع، وفي الوقت عينه يحملن الهواتف الذكية وينقلن(live) وقائع الدفن دون أيّ احترام للميت. الكاميرات تُضيء القبر الذي ما زال فارغا ينتظر ساكنه الجديد.
التصوير لا يتوقف ويدور لينقل بكاء الأم والأخت والخطيبة. عيب عليكن يا أخوات. لمن تصورن؟ ولماذا؟ فعندما ينضرب دماغنا بفيروس حيازة أحدث الهواتف الذكيّة تنضرب معها غدد احترام الإنسان لنفسه ولأخيه ايضا..تأكدت من ذلك بعد تشييع جنازة قريبي.

 

السابق
نضال طعمة: لا يحق لأحد أن يتكلم عن لسان السعودية
التالي
ريفي يرد على تغريدة الحريري من ضريح «وسام الحسن»