ريفي ينقلب على الحريري؟ أو هي خلافات طرابلسية؟

لا ينكر أحد تراجع أسهم المستقبل شمالاً، وأنّ عام 2015 شكّل شرخاً بين الحريرية السياسية وبين البيئة السنية الحاضنة شمالاً، فظلّ "ريفي" وحده، صوت الشعب، المعتدل، المستقل، غير المتدرّج في إطار التصنيفات السياسية وفي مبادراتها.

الخسارة الأولى والأكبر لتيار المستقبل شمالاً كانت في “وقف عضوية النائب خالد ضاهر” على خلفية ساحة الله، لتصل لمرحلة الطلاق مع ملف سجون رومية والصراح بين صقري المستقبل ريفي – مشنوق، الأوّل بدعامة الشعب والثاني بدعم “آل حريري”، “وحزب الله”.
وزير العدل أشرف ريفي بدأ الخلاف بينه وبين تيار المستقبل منذ كان قراره المشاركة في الحكومة، وتطوّر هذا التباعد لا سيما وأنّه هو الذي حمل ملّف مساجين رومية والغبن السني، وهوالذي وضعه إصبعه على الجرح الطرابلسي مصوّباً على الخطأ، ليصبح تموضعه بعيداً عن هيكلية المستقبل السياسية التي تحاور التضاد، والتي تتراجع عن مبادىء ثورة الأرز بتسويات ولقاءات، أوّلها “مبادرة الحريري” وثانيها “اتفاق معراب”.

إقرأ ايضاً: ريفي انتفض وانسحب من مجلس الوزراء.. والحريري «ريفي لا يمثلني»
ريفي رفض مبادرة “الشيخ سعد” ولم يضعها على طاولة التسوية، كما رفض اتفاق معراب وأعلنها “لن يصوّت لأيّ مرشح من 8 آذار”، فلا الصيني والتايواني بختم الممانعة الإيرانية يمكن لوزير العدل أشرف ريفي أن يقبل به رئيساً يتكامل مع وطنية لبنان واستقلاليته ومع مدرسة رسّخها نهج شهداء ثورة الأرز.

اللواء ريفي يقرأ الفاتحة لوسام الحسن
اللواء ريفي يقرأ الفاتحة لوسام الحسن

كذلك لم يتوقف ريفي عند قول أحمد الحريري بأنّ “لا كلمة تعلو على كلمة سعد الحريري في المستقبل”، ولا عند تصريحه “في حال فشلت المبادرة في الوصول إلى التسوية واستمر الفراغ الرئاسي لعدة أشهر إضافية فإن الرئيس لن ينتخب على نار باردة بل سيُنتخب بالدماء”.

مواقف “أشرف” الثابتة والمتماهية مع إرادة الشعب جعلتها الأقرب سنياً للشارع الطرابلسي وهذا ما عكسه الحدث الذي ضجّت به مواقع التواصل الاجتماعي والذي تضمن إقدام أهالي باب الرمل على تمزيق صور السياسيين من الحريري إلى كرامي وصولاً لميقاتي، فيما ظلّ ريفي بعيداً عن هذا الصنع.

إقرأ أيضاً: طرابلس تمزّق صور زعمائها الذين تخلوا عنها
هذا الفصل لدى الشمال ما بين ريفي والساسة انعكس انقساماً حاداً لدى المستقبل، تمّ التمهيد إليه منذ تصريح النائب أحمد فتفت في السادس والعشرين من الشهر الماضي حيث علّق فتفت على مواقف ريفي بأنه خارج المستقبل وأنّه حليف وليس ضمن تنظيم التيار، فردّ عليه في حينها “انا جزء من الحالة الحريرية التي لها رأي آخر بالمواقف المتخذة”.
ليتمظهر اليوم علنياً بتغريدة للحريري بأنّ ريفي لا يمثله بعدما إنسحب الأخير من جلسة الحكومة احتجاجا على عدم البحث في قضية احالة ملف ميشال سماحة الى المجلس العدلي.
“موقف الوزير ريفي لا يمثلني ولا يزايدنّ احد علينا بإغتيال وسام الحسن او محاكمة سماحة فكل من ارتكب جريمة سينال عقابه”

السابق
ريفي منسحبا من مجلس الوزراء اعتراضا على عدم تحويل قضية سماحة على المجلس العدلي: لدينا خيارات عدة ستفاجىء اللبنانيين
التالي
ناشطون على فيسبوك:«ريفي» يمثلنا يا شيخ سعد