زيارة ملك البحرين لروسيا وهديته لبوتين تصدم الجمهور العربي

مقتطف: في ظلّ التطورات التي تشهدها الساحة السورية والتي تعكس متغيرات إقليمية، زار ملك البحرين روسيا ليهدي «سيف النصر» إلى بوتين، هذه الخطوة لاقت استياءً واسعًا ليس على صعيد السوريين فقط بل على صعيد كل داعمي الثورة السورية، كذلك كشفت الهوّة بين الدول العربية.

على وقع إعلان المملكة العربية السعودية استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضدّ داعش، وأثناء تواتر المعلومات عن تجهيز 150 الف جندي مسلم للدخول عبر شمال تركيا الى سوريا، فاجأ ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة العالم بزيارته الرئيس الروسي فلاديمر بوتين. زيارة تكلّلت بإهداء ملك البحرين للرئيس الروسي «السيف الدمشقي» خلال لقائه به في منتجع سوتشي بالجنوب الروسي، بعد أن أهداه الأخير حصاناً اسمه «حجي بك» وعمره أقل من 4 سنوات، وفاز هذا النوع بأكثر من مرة ببطولات العالم، وقد كتب على السيف المهدى عبارة «سميناه سيف النصر والنصر سيكون حليفك!».

وفي تسجيل مصور، بثته وسائل الإعلام الروسية ظهر ملك البحرين وهو يشرح لبوتين مواصفات السيف موضحاً أن المقبض الدمشقي «مصنوع من معادن ثمينة»، حيث صنع السيف خصيصاً بناء على طلب شخصي من الملك، وهو من الفولاذ الدمشقي.

في المقابل، قال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، الاثنين، إن ملك بلاده حمد بن عيسى آل خليفة «يقدر دور روسيا في مساعدة سوريا على الخروج من المحنة الصعبة»، معتبراً أن «دور روسيا مهم، وعلى جميع دول العالم التعاون معها لتثبيت الأمن والاستقرار في سوريا».

اقرأ أيضاً: الحرب في سوريا على الطريقة الروسية .. حزب الله هو الخاسر

هكذا، وفي عز خوض روسيا أشرس حرب ضدّ الشعب السوري العربي الذي يسقط منه يوميًا آلاف الجرحى والقتلى بسبب الغارات التي يشنّها الطيران الروسي، واحتشاد عشرات آلاف السوريين على الحدود التركية هرباً من «جحيم» الحرب في حلب وريفها. ذهب ملك البحرين العربية ليسلّم سيف النصر لمن يقتل السوريين، فهل من مذكّر لملك البحرين أنّ روسيا هي حليفة السفاح بشار الأسد، والوجود الروسي في سوريا أعاد الميزان العسكري لصالح النظام السوري، وكيف لملك البحرين أن ينسى أنّ روسيا هي حليفة ايران وحزب الله الداعمين الأساسيين للمعارضة التي تشعل الثورة الطائفية على حد قوله في بلده التي حاولت الإنقلاب على حكمه وأدخلت الذخائر والمتفجرات إلى المملكة كما يقول.

ملك البحرين

ولم يكتف الملك حمد بدعم الرئيس الروسي الذي سخّر مقاتلات السوخوي لقمع وتشريد وقتل المعارضة السورية والشعب على حد سواء بحجة قتال داعش، بل كان الهدف الأساس من الزيارة هو دعم الإقتصاد الروسي الذي استنزف في سوريا، وتوقيع اتفاقية بين البحرين وروسيا لاستيراد الغاز الطبيعي من روسيا، وأعلنت البحرين أنها ستنشئ على أراضيها مركزاً لتوزيع الغاز المسال وأنها اتفقت مع موسكو على استيراد هذا المنتج وعرضت عليها استخدام المركز لتوزيعه في الخليج، بحسب عبد الحسين بن علي ميرزا وزير الطاقة المسؤول عن قطاع النفط والغاز والكهرباء والماء.
ما تقدّم أثار موجة من الغضب، بل من الصدمة لدى الكثير من السوريين الذين عبروا عن امتعاضهم وانتقادهم لهذه الخطوة على مواقع التواصل الإجتماعي، وأبرزهم الصحافي السوري فيصل القاسم مقدم برنامج «الاتجاه المعاكس» كتب على صفحته على موقع «فيسبوك»، «وزير خارجية البحرين: على جميع دول العالم التعاون مع روسيا لتحقيق الأمن في سوريا، هل نحن في حلم أم في علم؟»، مضيفاً: «بعد تصريح ملك البحرين الداعم للمجازر الروسية في سوريا، فإن مراهنة السوريين على الدعم العربي كمراهنة الحمل على دعم الذئب. على العموم يجب ألا نلوم ملك البحرين فغالبية الحكام العرب تدعم ذبح الشعب السوري كي يكون عبرة لأي شعب يفكر في الثورة على طواغيته».
وتابع «ملك البحرين يدعم الرئيس الروسي في سوريا مع العلم أن بوتين حليف إيران التي تحتل سوريا وتريد أن تحتل البحرين، خوووش سياسة».
الناشط السوري هادي العبدالله كتب على تويتر: «وكأن ملك البحرين يقول لمجرم الحرب وهو يهديه السيف الدمشقي، أكمل

الناشط السوري هادي العبدالله
الناشط السوري هادي العبدالله
الصحافي موسى العمر
الصحافي موسى العمر

يابوتين ذبح أطفال الشام بكل قوتك، أكمل فنحن معك بحقدك وإجرامك»، مضيفاً: «ما أسخف من يبرر ويرقع لملك البحرين فعلته بأنه يقصد من إهداء السيف تهديد بوتين! إذاً لماذا قال له «سميناه سيف النصر والنصر سيكون حليفك؟!».
وغرد الصحافي السوري موسى العمر عبر «تويتر»، قائلاً: «وزير خارجية البحرين: يجب على كل دول العالم مساندة روسيا لتثبيت الأمن والاستقرار في سوريا!! كان لازم يقول إيران بالمعية».

اقرأ أيضاً: روسيا ضرورة اسرائيلية في سورية…

إذًا هي ازدواجية المواقف العربية ففي حين بدأت المملكة العربية السعودية مناورات «رعد الشمال»، ويشارك فيها الآلاف من القوات السعودية والخليجية والمصرية والسودانية والأردنية في مناورات برية وبحرية وجوية لمساندة المعارضة السورية، ها هي البحرين تخرج عن الإجماع لتتمنى النصر لمن يساند أعداء العرب!

السابق
اللبنانيون يريدون وزارة سعادة ايضا!‎
التالي
طرابلس تمزّق صور زعمائها الذين تخلوا عن أهلها