مواقع التواصل: فايروس قاتل يفتك بالناس والدولة لا تبالي!

"أبو رامي" توفي، وكذلك الطفل "حسين" أما أسعد فقد نجا بإعجوبة، فيما تظل علامات التساؤل تطرح الحالة الصحية التي أدت إلى وفاة علي شقيق الصحافي في جريدة الأخبار رضوان مرتضى ... كل هذا وما زالت وزارة الصحة تتنكر لحقيقة مخاطر وجود فايروس قاتل يُشَك بانه انفلونزا الخنازير.

“انفلونزا موسمية ‘عيار تقيل‘، وانفلونزا خنازير بنسبة 33% إلا أنّها غير مؤذية”، هذا هو التصريح الذي يعلن ويكرر على اذن المواطن من قبل الوزارة، وإذا “بلع” المواطن اللبناني الحالات العديدة التي تستدعي بها الانفلونزا دخول المستشفيات، فكيف بإمكانه أن يتقبل عدد الوفيات الذي يزداد يومياً والسبب “رشح” و “كريب”، هذا العدد الذي بلغ العشرات وربما المئات بحسب ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في ظل عدم وجود أجهزة رصد صحية عامة أو خاصة على امتداد محافظات لبنان الست لرصد ضحايا هذا الفايروس القاتل منذ بدء موسم الشتاء، مع العلم ان وزارة الصحة، بحسب ما صرحت رئيسة مصلحة الطب الوقائي فيها في مقال سابق للزميلة في موقع جنوبية فايزة دياب، لم تعترف إلا بأربع وفيات فقط.

إقرأ أيضاً: ما هي حقيقة الفايروس القاتل الذي يجتاح لبنان بصمت؟

ما بين تأكيد الأهالي ونفي الأطباء و استخفاف وزارة الصحة، اصبح هذا الفايروس الحاضر لقتلنا والمغيب عن بصيرة المعنيين وعن اجراءاتهم، أمراً واقعاً.

في الثامن من كانون الثاني الماضي توفي المواطن “يوسف م” في مستشفى طرابلس الحكومي، وحينها تردد في أوساط عائلته أنّ ما قتله هو H1N1، غير أنّ المستشفى وفي اتصال لموقع جنوبية معها نفت هذا الأمر، مسندة سبب الوفاة لالتهاب رئوي.

مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد انتشار H1N1
مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد انتشار H1N1

منذ يومين، توفي أبو رامي “اسماعيل رضا”، الذي ظهرت عليه عوارض “رشح” دخل بسببها مستشفى علاء الدين – الصرفند، لينقل للعناية الفائفة حيث فارق الحياة، “أبو رامي” لم يكن يشكو سابقاً من شيء وهذا ما صرّح به معارفه، ممّا جعل وفاته المفاجأة تثير جدلاً حول أسبابها الحقيقية.وفي اتصال لموقع “حنوبية” مع المستشفى لإستطلاع الأمر أبلغنا المدير الإداري صلاح ياغي أنّه لا يمكنه إطلاعنا على الملف إلا بالحضور الشخصي، ولكنه أفادنا أنّه بشكل عام، لا توجد حالات لإنفلونزا الخنازير رصدت لديهم وأنّ اسماعيل رضا توفي لأسباب مختلفة عن الفيروس.

“أبو علي” وبحسب ما نقلت مواقع التواصل الاجتماعي توفي أيضاً بالعوارض نفسها وكذلك إمرأة أربعينية، فيما السيد جهاد في العناية الفائفة والسبب “رشح”.

هذه الحالات غيض من فيض وبينها الطفل حسين ع (6 سنوات) والذي توفي يوم أمس في مستشفى حمود الجامعي، وقد حاول موقعنا التواصل مع المستشفى والتحقق من حقيقة الوفاة وأسبابها غير أنّه تم رفض التصريح لنا بأي معلومات.

أما أسعد يوسف أبو راشد 35 عاماً من منطقة صيدا والذي نجا حسب قوله “بأعجوبة” وفي حديث لموقع جنوبية معه فقد أخبرنا أنّ توصيف حالته هو استنتاج شخصي نتيجة للأزمة الصحية التي مرّ بها لمدة 4 ايام واليوم هو الخامس على إصابته بهذه العواض.

مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد انتشار H1N1
مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد انتشار H1N1

والعوارض التي رافقت الأزمة كما أفادنا أبو راشد هي مشابهة لعوارض الإنفلونزا المعتادة (والتي هي نفسها عوارض انفلونزا الخنازير): حرارة عالية، آلام في الجسم، آلام في الرأس، إرهاق شديد، برد، سعال، انقطاع الشهية… أما غير المألوف بينها فهو خروج الدم من الفم الذي كان يرافق السعال.

أسعد لم يذهب للمستشفى لأنّه وحسب قوله “الي بروح المستشفى عم يموت” مشيراً إلى أنّه عزل نفسه في غرفته حينما بدأت عوارض المرض تظهر عليه ولا زال يتابع حالته بشكل يومي طبيب من العائلة وبعض الأصدقاء من الخارج الذين أعطوه الإرشادات اللازمة للتعامل مع الوضع.

وأضاف أنه لا يستطيع الجزم أنّ حالته “انفلونزا الخنازير” لأن هذا المرض يحتاج لفحوصات جرثومية فالفحص الـTypical لا يمكن أن يظهر حقيقة الجرثومة، لا سيما أنّ العوارض متشابهة مع فارق واحد يعاني منه وهو خروج الدم من الفم.

وعن وضعه الصحي الآن أجاب أسعد “أنّ كل العوارض قد زالت ولم يبقَ إلا أوجاع الظهر والرأس مع قليل من الدوار”.

هذه الحالات التي استطاع موقع “جنوبية” الوصول إليها ورصدها والتواصل معها، إلا أنّه من المؤكد أنّ هناك العديد غيرها ففي الجنوب مثلاً، توفي رجل من بلدة شقرا في العقد السادس من العمر بالعوارض التي ذكرت أعلاه، وكذلك في ديركيفا قضاء صور توفيت امرأة الشهر الماضي في العقد الرابع من عمرها بعد اصابتها بنزلة برد تطورت الى التهابات عامة قضت عليها بعد ثلاثة أيام فقط ، والكثير من الحالات التي ماتت بهذه الإنفلونزا من الشمال إلى الجنوب…

إقرأ أيضاً: انفلونزا الخنازير في الشمال: بين الحقيقة والشائعة!

ومن الملاحظ وبحسب الحالات التي رصدت فإن من يقضون بهذا الفايروس القاتل، ونحن غير متأكدين ان كان من نوع “انفلونزا الخنازير” أو غيره طالما ان لا متابعة ورصد حقيقي للأمراض في بلادنا، فالضحايا هم الأطفال وكبار السن والمصابون بأمراض “كأمراض الكلى والقلب والربو الخ”، أي من لا يملكون المناعة الكافية أو الجسد السليم لمقاومة الأمراض.

والمفارقة هنا، هو التعتيم الإعلامي، فمحطة الجديد تخطت التساؤلات التي رافقت وفاة شقيق الصحافي رضوان مرتضى والتي دلّت بشكل واضح على “الفايروس القاتل” ،واكتفت بتقديم العزاء للزميل دون التوقف عند ذكر سبب الوفاة وغموضه الذي جاء بعد الوعكة الصحية المميتة وبفترة زمنية قياسية حسب ما افادت مواقع التواصل، والأمر ليس حكراً على قناة دون أخرى، فالإعلام اللبناني بشكل عام يتعامل مع هذا الوباء الصحي الخطيربكثير من اللامبالاة.

السابق
عون: لفضيلة فقط من فضائل مار مارون
التالي
ريفي رداً على ضريبة الـ5000: كفى إفقاراً للناس